بهية مارديني من دمشق: أكد محمد وحيد الدالي الوزير المفوض ونائب رئيس مكتب الأمين العام للجامعة العربية في تصريح خاص لإيلاف إن الجامعة بصدد التعاون مع عدة منظمات دولية لتقديم quot;الدليل الاستشاريquot; الذي يبحث في العلاقات بين الحضارات وبالذات الحضارات الإسلامية والأوربية. وأوضح أن الدليل عبارة عن 60 صفحة تشمل المفاهيم الخاطئة التي تحملها كل ثقافة عن الأخرى في الكتب المدرسية وكيف يمكن تصحيح هذه الأخطاء وتلافيها، ويبحث كيفية إيجاد تواصل بين الحضارات والثقافات حتى لا تكون عدائية بين الغرب والإسلام،وكيف يمكن التعامل في هذا المجال بشكل حاسم وموضوعي.

وتابع الدالي هذا الدليل سيعرف الآخر بالثقافة الإسلامية وسيتم ترجمته إلى خمسة لغات ثم سيصار إلى توزيعه على المنظمات وعلى الوزارات في أوروبا والعالم العربي إضافة إلى توزيعه على مفتشي ومدرسي التاريخ، وقال الدالي من المقرر أن يظهر هذا الدليل العام القادم، حيث أن خبراء من الجانب العربي والأوروبي يضعون المواد والفصول ثم ستتم مراجعتها في شكلها النهائي، وأشار إلى أن الدليل الاستشاري هدفه طرح المفاهيم الخاطئة والتوعية أن الحضارات هدفها التسامح والمودة وليس هناك صراع حضارات بل هناك صراع سياسي صراع مصالح يخرج عن إطار الثقافة ويستغل موضوع صراع الحضارات ليكون مكونه الأساسي لكنه صراع مصطنع فالإسلام دين تسامح، وهناك من يستغل ما يحدث من قبل البعض بينما الإسلام بعيد عن الفكر المتطرف.

ورأى الدالي ان حوار الحضارات موضوع مهم جدا بينما المؤتمرات التي تتناول هذا الموضوع تتم في القاعات المغلقة وتخاطب النخب وينتهي الحوار داخل القاعات، وقال نحتاج الى الإعلام والى طلبة الجامعات وطلاب المدارس واكبر عدد من المواطنين ومختلف الشرائح.

واضاف نحتاج الى الكثير من العمل والتمويل لننجح في هذا المجال، لافتا من جانب اخر الى اننا نسيء الى انفسنا، ويجب ان نصلح انفسنا اولا حتى يستطيع الغير ان يكتب عن العرب والمسلمين بمنطق،واضاف بالطبع نجد ان هناك تحيز، ولكننا احيانا نعطي الفرصة للاخر ليقوم بالهجوم علينا وقال الدالي هذا الحوار يحتاج الى جهد منظم وفكر جديد للعالم العربي ومقاربة جديدة وتمويل كبير حتى نصل الى اكبر عدد ممكن من المواطنين.

وحول مشروع تدريس اللغة العربية في الدول الاوربية قال هناك مشروع يجب التباحث فيه بين الدول العربية والاوربية وهو يخلق نوع من الحوار الجدي بين دول المتوسط على وجه الخصوص وهو تدريس مبسط عن الدين الاسلامي وتدريس اللغة العربية.

هذا وحضر الدالي مؤتمر وزراء الثقافة في الوطن العربي الذي عقد مؤخرا في دمشق وقال في هذا الصدد انه سبق واقر مؤتمر مسقط ان القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 وهذا القرار بالاجماع ويهدف الى الحفاظ على الهوية العربية وماتتعرض له ومايتعرض له الشعب الفلسطيني، والاحتفالات في القدس ستشارك بها كل الدول العربية وكأنها هي ذاتها عاصمة للثقافة معارض، ندوات،محاضرات عن القدس وهويتها العربية والتاريخية، اضافة الى الفرق الفلكلورية.

وحول قرارات المؤتمر افاد quot;اتخذ المؤتمر قرارا حول النهوض باللغة العربية نحو مجتمع المعرفة وهذا المشروع لم يتبلور بعد بالشكل المطلوب وهو مطروح على الدول لابداء رايها وستكون المنظمة العربية للتربية والثقافة هي المسؤولة وستتم موافقة الدول على المشروع بعد تلقي ملاحظات واضافات ومقترحات ثم سيتم عرضه في الشهر القادم على مؤتمر وزراء التعليم في الكسو في تونس ثم المجلس الاقتصادي والاجتماعي في فبراير في مجلس الجامعة ثم القمة القادمة ليتم تنفيذ الاليات quot;.