الاعلام: إحتجاز 3 متشددين باكستانيين في مومباي

قوات الامن الهندية قتلت جميع الاسلاميين في فندق تاج محل

معركة مومباي تدخل يومها الثاني... 125 قتيلاً 325 جريحًا:
القتال ينتقل إلى المركز اليهودي وتحرير نزلاء فندق quot;أوبيرويquot;

عبد الخالق همدرد،وكالات: دخلت معركة مومباي الجمعة يومها الثاني مخلفة ما يزيد على 125 قتيلاً وأكثر من 325 جريحًا، واندلع القتال بين القوات الهندية والمسلحين صباح الجمعة في المركز اليهودي quot;منزل شابادquot; أو quot;ناريمان هاوسquot;، حيث يحتجز اثنان أو ثلاثة من المسلحين عددًا من اليهود والإسرائيليين في المبنى. وأشار تقرير نقلته quot;برس ترست أوف إندياquot; عن وزير هندي إلى أن العملية اتسمت بكونها منظمة ومنسقة بشكل جيد، وتم التخطيط لها طوال أشهر، بل وتم إعداد quot;غرف عملياتquot; في الفندقين المستهدفين، وفقًا لما نقله تقرير quot;برس ترست أوف إندياquot; عن وزير الاتحاد، قابيل سيبال.

فقد قامت مروحيات هندية بإنزال عدد من عناصر القوات الخاصة، يقدرون بين سبعة أو ثمانية أفراد، على المركز اليهودي، وشقوا طريقهم داخل المبنى، حيث سمع أصوات عيارات نارية واشتباكات متقطعة تميزت بالعنف في بعض الفترات. وأعقبت عملية الإنزال إثر إلقاء قنابل باتجاه من يحاولون الاقتراب من المبنى، حيث انفجرت ثلاثة قنابل خلال الساعات الأربع الماضية. كما تأتي العملية في المركز اليهودي بعد حسمت القوات الهندية الوضع، في فندقي quot;تاج محلquot; وquot;أوبيرويquot; وإن لم يكن بشكل كامل، كما يبدو. وتم إجلاءنحو 93 شخصا غالبيتهم من الاجانب من فندق اوبيروي بعد اكثر من 36 ساعة على الهجوم. واوضح المصدر ذاته ان هؤلاء النزلاء وكان احدهم يحمل رضيعا، وضعوا في حافلات صغيرة للشرطة وغادروا المكان.

وكان فريق إنقاذ إسرائيلي قد توجه إلى مومباي لمتابعة وضع عدد من اليهود والإسرائيليين المحتجزين في المركز، إلى جانب محاولة معرفة مصير حوالى 20 إسرائيليًا في عاصمة المال الهندية، إثر اختفاء أثرهم منذ بعد العنف في المدينة. وقال الناطق باسم فريق الإنقاذ إن المجموعة تضم ستة أشخاص، إلى جانب ذوي أحد الرهائن، والحاخام غابريال هولتزبيرغ، وزوجته ريفكا، الذي قرر والده ووالدته الذهاب إلى الهند للاعتناء بحفيدهما بعدما تمكن من الفرار. ويعيش في المركز اليهودي الذي يعرف باسم quot;منزل شابادquot; والمكون من خمسة طوابق عدة عائلات يهودية.

وذكر مسؤول كبير في خفر السواحل الهندي أن سفينة صيد يملكها هنود ربما استخدمت لتوصيل المتشددين عن طريق البحر. وقال رافضًا نشر اسمه quot;تجري تحريات لمعرفة ما اذا كانت سفينة الصيد قد خطفت أم لا لكن بعض الاشياء التي وجدت على السفينة تحمل أنباء سيئة.

سنغافورة واستراليا ترفعان مستوى التحذير من السفر للهند

إلى ذلك رفعت استراليا وسنغافورة من مستوى التحذير من السفر الى الهند وطلبتا من رعاياهما اعادة النظر في خطط السفر الى هناك بعد أن أدت هجمات منسقة نفذها مسلحون يشتبه أنهم اسلاميون الى مقتل ما لا يقل عن 121 شخصًا في مومباي.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة الاسترالية في مذكرة رسمية بموقعها على الانترنت quot;ننصحكم باعادة النظر في حاجكتم للسفر الى الهند في هذا الوقت بسبب الخطر المحتمل جدا لحدوث نشاط ارهابيين وجماعات متشددة.quot;

كما نصحت وزارة الخارجية في سنغافورة مواطنيها بتأجيل السفر الى مومباي اذا لم تكن ثمة حاجة ملحة للسفر الى العاصمة المالية للهند التي تجري فيها عمليات لتحرير رهائن محتجزين في ثلاثة مراكز رئيسة. وقالت الوزارة في بيان quot;يتعين على مواطني سنغافورة ايضا أن يتجنبوا أي سفر غير ضروري الى الهند.quot;

مومباي في النار والدم

وعلى الرغم منان الهجمات الإرهابية في الهند ليست أمرًا غريبًا؛ لأنها تواجه المشاكل الأمنية والحركات الانفصالية في عدد منولاياتها الشمال شرقية وحركة تمرد ماوي في الجنوب وحركة انفصالية في كشمير؛ إلا أن الجديد في هذا الصدد هو الانفجارات المتسلسلة.

وتطور آخر في هذا المجال كما تعترف به وسائل الإعلام الهندية هو أن المجموعات التي تتبنى المسؤولية عن تلك الهجمات هي تحاول عزو نفسها إلى الهند، في إشارة واضحة بأن ذلك التمرد داخلي وليس مستورد من باكستان كما تعود على القول به المسؤولون الهنود من أول يوم.

والمراقبون لأوضاع الهند يعرفون جيدًا أن الهند دائمًا توجه الاتهام إلى باكستان في أي حادث أو مكروه يحدث على أراضيها؛ بيد أن باكستان تقول إن الهند لم تتمكن من تقديم أي دليل على تورط باكستان في العمليات الإرهابية على أراضيها. ولا تفوتنا الإشارة هنا إلى الهجوم الانتحاري على السفارة الهندية في كابول خلال شهر يوليو الماضي، عندما أصرّت الهند والولايات المتحدة على أنها من فعل الأجهزة الباكستانية؛ إلا أنها لم تتمكن من تقديم أي دليل على ذلك إلى اليوم.

من المعروف أن مجموعة سمّت نفسها quot; مجاهدي دَكّن quot; قد تبنت المسؤولية عن تلك العملية الإرهابية التي تعتبر الأكبر من نوعها في مدينة مومباي عاصمة الهند الاقتصادية؛ إلا أن مصادر الشرطة الهندية تبدي عدم علمها بتلك التسمية الجديدة. وتقول إنه اسم جديد عليها؛ إلا أن بعض المحللين الهنود بدأوا يستعيدون ذكريات الماضي ويقولون إنه من الممكن أن تكون تلك المجموعة من أبناء سكان حيدر آباد دكّن الذين هاجروا الهند بعد ضم ولاية حيدر آباد دكن التي كان يرأسها أسرة مالكة مسلمة إلى الهند عام 1948. وانتسبوا إلى دكّن ndash; هي كلمة هندية معناها الجنوب ndash; في إشارة إلى تحريرها من الاحتلال الهندي.

من جهة أخرى تشير بعض المصادر الهندية إلى أن المجموعة المجهولة قد تكون اتحاد لـ quot;لشكر طيبةquot; ndash; جيش طيبة- وquot; جيش محمدquot; وهما مجموعتان مسلحتان تعملان في كشمير ضد القوات الهندية؛ إلا أن نشاطاتها قد توقفت بعد توقيع الهند وباكستان على هدنة على خط وقف إطلاق النار في كشمير عام 2001. كما أن quot; لشكر طيبةquot; رفضت تورطها في هجمات مومباي.

على صعيد آخر أشارت أجهزة روسية كما نقلت عنها جريدة باكستانية شهيرة على موقعها على الشبكة العالمية أن المسلحين الذين ينفذون العملية الإرهابية في مومباي لهم علاقات مع تنظيم القاعدة، في حين قامت السلطات الهندية بالاستيلاء على سفينتين باكستانيتين مرسوّتين في ميناء مومباي وتسميان quot; الكبيرquot; وquot; أم وي ألفاquot;، بتهمة أن الشباب الذين قاموا بالعملية الإرهابية جاؤوا على متنهما من باكستان.

من جهة أخرى قام المسلحون بتقديم المطالب التالية على لسان الناطق باسمهم سعد الله خلال اتصال هاتفي مع قناة تلفزيونية هندية:

middot;إطلاق سراح جميع المجاهدين المعتقلين على الأراضي الهندية
middot;سحب القوات الهندية من كشمير
middot;قطع الصلات الدبلوماسية مع إسرائيل
middot;عدم التعرض للإسلام والمسلمين

ومن الغريب أن (سعد الله) قد أبدى حبه للهند قائلا إن الهند وطننا، ونحن نحبها.

والجدير بالذكر أن مجموعة quot; مجاهدي دكّنquot; قد بعثت برسالة إليكترونية مهددة إلى أكبر مجموعة للصحافة في الهند بأن تكفّ عن تشويه سمعة الإسلام والمسلمين. كما أنها هددت أكبر أثرياء الهند (مكيش أمباني) وأوصته بالتفكير quot; مرتينquot; قبل إنشاء عمارة فخمة ذات 27 طابقًا في مومباي على قطعة أرض كانت ملكًا لدار أيتام للمسلمين.

إلى ذلك فإن رئيس الوزراء الهندي منموهن سنغ وبعض القادة السياسيين والمسؤولين الهنود بدأوا يقولون بتورط اليد الأجنبية في عملية مومباي. وتلك اليد الأجنبية ليست إلا باكستان ndash; كما جرت العادة- وقد نشرت صحيفة quot; تايمز آف إنديا quot; خبرا عاجلا على موقعها الإلكتروني بأن أحد المسلحين قد يكون من مدينة (فريد آباد) الباكستانية؛ بيد أن السلطات الباكستانية ترفض تلك الاتهامات إذ نفى شودري أحمد مختار وزير الدفاع الباكستاني تورط باكستان في الحادث فيما عرض وزير الخارجية شاه محمود قريشي تعاون باكستان للتحقيقات في الحادث.

مهما تكن الاتهامات والاتهامات المعاكسة، السؤال الملحّ هو هل الهند وباكستان ستبقيان تتبادلان الاتهامات بينهما بعد كل حادث يحدث على ترابهما؟ أم ستتخذان إجراءات جادة للقضاء على جذر المشكلة، من أجل التخلص من لعبة الاتهامات.