واشنطن: أعلن البيت الأبيض الأميركي أن الرئيس جورج بوش ليست لديه مشاعر سلبية تجاه الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رماه بفردتي حذائه خلال مؤتمر صحفي كان يعقده برفقة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في بغداد. وقالت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو التي اصيبت بكدمات في الحادث ان بوش يثق بالقضاء العراقي، وهو الذي سيقرر العقوبة التي يستحقها الزيدي.

من جانب اخر يعرض الزيدي الاربعاء على محكمة للمرة الثانية بعد عرضه الثلاثاء للمرة الاولى حيث تمر المحاكمة عبر سلسلة طويلة من الاجراءات القانونية. ويقوم قاضي تحقيق بالنظر في ملف الادلة لتقرير ما اذا كان الزيدي سيواجه القضاء، وهو امر قد يستغرق عدة اشهر.

quot;بطلquot;

وقد حول هذا الحدث الزيدي (28 عاما) الى شخصية وطنية وبطل قومي عند الكثير من العراقيين والعرب. لكن على الرغم من التعاطف الشعبي الواسع مع الزيدي، حولت السلطات العراقية قضيته الى المحكمة الجنائية المركزية في البلاد، والتي يناط بها التعامل مع قضايا الامن والارهاب. اما الزعماء العراقيون فقد اوصوا بتوجيه تهمة اهانة رئيس دولة زائر، وهي تهمة تحتمل عقوبة سجن اقصاها عامان، او اقلها غرامة مالية صغيرة.

يشار الى ان قاضي التحقيق في العراق يملك صلاحيات واسعة، ويمكنه تعديل او تغيير التهم، او حتى الغائها نهائيا. وفي حال وصلت قضية الزيدي الى المحكمة فسيكون هناك قضاة ثلاثة ينظرون في القضية امامهم.

وقال بهاء الاعرجي النائب في البرلمان العراقي عن التيار الصدري انه يتوقع ان يتم اخلاء سبيل الزيدي بكفالة خلال الايام القليلة المقبلة، فيما ينظر قاضي التحقيق في القضية. وقالت قناة البغدادية التي يعمل بها الزيدي مراسلا صحفيا ان المحامي الذي يترافع عنه هو ضياء سعدي، رئيس نقابة المحامين العراقيين. كما قال صلاح العرموطي رئيس نقابة المحامين الاردنيين ان عددا من المحامين العرب تطوعوا للدفاع عن الزيدي.

وفي ذات السياق تواصلت في العراق تحركات احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح الزيدي. فقد تظاهر مؤيدون له فى شوارع مدن الموصل والفلوجة، وغالبيتها سنية، والناصرية ذات الغالبية الشيعية يوم الثلاثاء. بينما وصف نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي، ما حدث بـ quot;سابقة غير مقبولة قانونيا وأخلاقيا في تاريخ الصحافة العراقيةquot;. لكنه أضاف في اتصال مع بي بي سي العربية أنه يجب النظر على الحادث من ناحية الاحتقان والتصرف الشخصي.

وقال اللامي إن القضية حولات إلى القضاء المدني وأعرب عن ثقته في إمكانية حل الموضوع عن طريق ما وصفه برحابة صدر الحكومة مشيرا إلى أنه أجرى اتصالات مع الجهات المعنية لإطلاق سراحه.