غزة: في الوقت الذي أعلنت فيه حركة المقاومة الإسلامية quot;حماسquot; انتهاء التهدئة المعمول بها منذ ستة أشهر مع إسرائيل، والتي تنقضي مدتها رسميا صباح الجمعة، أكد رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الخميس أن 'التهدئة ضرورية للشعب الفلسطيني للحفاظ على أرواح الناس وحياتهم اليومية.quot; وأوضح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الزعيم الفلسطيني حريص على الحفاظ على أرواح الناس وحياتهم اليومية، ويطالب إسرائيل بوقف التصعيد، وتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية quot;وفا.quot;

هذا واعلن الجيش الاسرائيلي ان فلسطينيين اطلقوا صباح اليوم الجمعة صاروخين انطلاقا من قطاع غزة على جنوب اسرائيل بعد اعلان انتهاء التهدئة. وقالت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي لن الصاروخين اطلقا من قطاع غزة بدون ان يسببا اصابات او اضرارا.

في الغضون قال فوزي برهوم الناطق باسم حركة quot;حماسquot; في تصريحات صحفية الخميس إنه quot;اعتباراً من يوم غد الجمعة التهدئة لم تعد قائمة، ونحن نحمّل الاحتلال الصهيوني كل تبعات تدمير التهدئة وإنهائها، وعدم التزامه بأي شرط من شروطها.quot;

وأضاف: quot;سنتصرف وسنتحرك في الميدان بما تمليه علينا مسئولياتنا الوطنية لجهة حماية شعبناquot; وفق ما نقله المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حماس. وينص اتفاق التهدئة الذي يمتد عمرها ستة شهور وتنتهي صباح الجمعة التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بأن تقوم الفصائل بموجبه بوقف عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل مقابل وقف الأخيرة لعملياتها العسكرية وفتح المعابر أمام حركة البضائع ورفع الحصار عن الفلسطينيين.

وأكد طه في تصريح صحفي أدلى به لـ quot;المركز الفلسطيني للإعلامquot;، الخميس على أن موعد اتفاق التهدئة ينتهي الساعة السادسة من صباح الجمعة (19/12)، وأن إسرائيل تتحمل المسؤولية عن انهيار التهدئة. وأكد على أن فصائل المقاومة وفي مقدمتها حركة quot;حماسquot; سوف تتصرف وتتحرك بما تمليه مسؤولياتها وواجباتها الوطنية quot;في إطار مشروع التحرر الوطني الذي نعمل من أجل تحقيقه.quot;

وأشار طه في تصريحه إلى أن أحداً لم يتصل بحركة حماس بشأن التهدئة، مشدداً على أن إسرائيل هي التي تسعى منذ البداية لإجهاض التهدئة والتنكر لاستحقاقاتها، منوها إلى أن quot;التهدئة في حكم المنتهية.quot; وأضاف طه أن التهدئة التي تم إبرامها عبر الوسيط المصري مع إسرائيل كانت بتوافق وطني وأن تمديدها أو وقفها يخضع أيضا لتوافق وطني مع الفصائل الفلسطينية.

الفصائل الفلسطينية في جهوزية لأي عمليات إسرائيلية محتملة

في الغضون، تظهر الفصائل الفلسطينية جهوزية لمواجهة نتائج رفض تمديد التهدئة. ويجمع قادة ومتحدثون في الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية أن أي عملية عسكرية إسرائيلية جديدة ضد قطاع غزة لن تحقق أهدافها المرسومة، متوعدين بمواجهة أي محاولة في هذا الشأن.

وأكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة quot;حماسquot; استعداد الحركة لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي محتمل، مشدداً على أن كتائب quot;القسامquot; لا تتعامل في مقاومتها بردود الأفعال وحسب الأحداث الآنية. وقال: quot;استعدادنا للمواجهة غير مرتبط فقط بانتهاء التهدئة، بل إننا على جاهزية تامة للتصدي بكل قوة وحسب الإمكانات المتاحة سواء قبل التهدئة أو أثناءها أو بعدهاquot;، محذراً الدولة العبرية بأن أي عدوان على القطاع سيواجه برد قاس، وقال :quot;سنستخدم كل الخيارات المتاحة لدينا، وعلى العدو أن يستعد لحساب مفتوح إذا أقدم على اللعب في ساحة غزة الملتهبة، وستتساقط حمم الموت على المغتصبين والجنود الصهاينة في كل مكان تطاله أيدينا بإذن الله تعالى.quot;

وحول تردد إسرائيل باتخاذ قرار باجتياح القطاع قال الناطق الإعلامي: quot;إن السبب واضح، وهو أن أي قائد عسكري أو سياسي صهيوني، لا يستطيع تحمل نتيجة قرار كبير بحجم اجتياح القطاع، خاصة وأن تجارب الهزيمة والفشل والخيبة لا تزال ماثلة أمامهم، فهم يدركون أن أي عملية عسكرية جديدة ضد القطاع لن تحقق أهدافها المرسومة.quot;

بدوره، أكد القيادي البارز في ألوية الناصر صلاح الدين، محمد عبد العالquot; أبو عبيرquot;، أن الفصائل الفلسطينية لا تستجدي التهدئة مع إسرائيل، مشدداً على أنه لا معنى للتهدئة بعد 19 الشهر الجاري، وإسرائيل تتحمل النتائج. وقال أبو عبير: quot;العدو الصهيوني بات يستجدي التهدئة في ظل التخبط الواضح في تصريحات قادة الكيانquot; وأشار إلى أن ألوية الناصر نفذت الأربعاء، مناورة عسكرية لمجاهدي لواء غزة في مدينة غزة، مؤكداً أن الألوية على استعداد تام لصد أي عدوان محتمل لقطاع غزة.

وتبدي سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استعدادات هي الأخرى لما هو قادم من تصعيد محتمل، وقال الناطق باسمها أبو حمزة: quot; سرايا القدس بجانب المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تلتزم بالتهدئة طالما أن العدو تنصل باستحقاقاتها، وبالتالي العدو يؤمن في مستوطناته وفي مواقعه، بينما الشعب الفلسطيني يذبح في القطاع والضفة الغربية.quot;

وقال: quot;يجب علينا أن ندفع ضريبة الثبات وضريبة الوقوف على مبدأ الكرامة والعزة على قطاعنا وضفتنا الحبيبة ونحن كمقاومة يجب أن ندفع الضريبة وهي الحصار وهي إغلاق المعابر.quot;

وفي شأن متصل على صعيد العملية السلمية مع إسرائيل، التقى محمود عباس الخميس، في العاصمة الأميركية واشنطن، وزيرة الخارجية الأميركية كونداليزا رايس حيث بحثا الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وسبل دفع عملية السلام قدما إلى الأمام. ومن المقرر أن يلتقي عباس اليوم الجمعة مع الرئيس الأميركي حورج بوش.