بسبب تعنت إسرائيل وخروقاتها المستمرة
الفصائل الفلسطينية تحذر من إنهيار التهدئة وتطالب بتقييمها

نجلاء عبد ربه من غزة:لا يبدو أن التهدئة التي أبرمتها إسرائيل مع حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة برعاية مصرية ستستمر في ظل قاله الفلسطينيون أن خروقات إسرائيلية عديدة تُرتكب في قطاع غزة. ويتخوف مراقبون من إعلان فشل التهدئة في أية لحظة، في حال إرتكبت إسرائيل عملاً قاسياً بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية، سينعكس بالتأكيد على حالة التهدئة المبرمة في غزة، وستقلب حالة الهدوء رأساً على عقب.

وكان 'أبو عبيدة' الناطق باسم كتائب القسام التابعة لحركة حماس قد حذر إسرائيل من أي عدوان إسرائيلي على القطاع، ونقض للتهدئة، الذي سيدفع القسام لحرق الأخضر واليابس، وتفجير الأرض من تحت أقدام الإسرائيليين، كما وسيدفع ثمن أي حماقة يرتكبها. وقال في تصريح صحفي له 'إن التهديدات الصادرة من الاحتلال بنسف التهدئة، هو دليل واضح على عجزه وفشله وتخبط قيادته العسكرية والسياسية'. وقال أبو عبيدة 'إن كتائب القسام قبلت بالتهدئة لمصلحة شعبنا، وليس لمصلحتنا الخاصة،وان قياداتنا هم طلاب شهادة. فقد نذروا أنفسهم وأرواحهم لخدمة دينهم ووطنهم وقضيتهم العادلة، ولم تغفل كتائب القسام عن سلاحها، ولم تركن إلى الراحة، بل هي تعيش استراحة مقاتل'.

ويبدو أن تخوف الفلسطينيون إزداد أكثر في ظل عدم وجود أفق حول قضية إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مقابل الأسير الإسرائيلي جلعاد شاليط، فحماس من جهتها لن تتنازل عن الأسماء التي حددتها والعدد، فيما تماطل إسرائيل، كعادتها، في تلك القضية، مقارنة في قضايا مماثلة مع فصائل وتنظيمات من خارج الأراضي الفلسطينية، فضلاً عن التهديدات الإسرائيلية بين الفينة والأخرى بتفجير التهدئة والعودة إلى مربع الإغتيالات من جديد بحق النشطاء الفلسطينيين.

من جانبها، حذرت كتائب المقاومة الوطنية الذراع العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من انهيار اتفاق التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في أي وقت في ظل مواصلة الاحتلال الاعتداءات على الفلسطينيين. وقال الناطق باسم الكتائب 'أبو سليم' في تصريح صحافي مكتوب وصل إيلاف نسخة عنه، إن التهدئة لا يمكن أن تستمر في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي اليومي على قطاع غزة والضفة الغربية التي كان أخرها اغتيال ناشط فلسطيني في مدينة نابلس، مضيفا 'إن إسرائيل من خلال تهديداتها اليومية بتفجير التهدئة تضع جميع قوي المقاومة أمام التفكير الجدي والتقييم الأخير لالتزامها بالتهدئة، ولا يمكن أن تكون تهدئة من طرف واحد في ظل استهتار الاحتلال بالتزامه'.

وكان انفجاراً كبيراً هز شرق من معبر كسيوفيم وسط قطاع غزة مساء أول أمس بالقرب من مركبة للجيش الإسرائيلي كانت تسير بمحاذاة الحدود. وقالت الإذاعة العبرية الرسمية أن أحداً لم يصب بأذى خلال الانفجار، فيما لحقت أضراراً كبيرة في الجدار الحدودي الذي يفصل قطاع غزة عن الأراضي الإسرائيلية.

إلى ذلك، أكد الشيخ نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن الهجمات التي تشنها إسرائيل في الضفة الغربية تشكل خرقا صارخا لاتفاق التهدئة المعلن في 19 حزيران (يونيو) الماضي. وأعتبر أن الهجمات على الفلسطينيين جاءت 'نتيجة أوضاعنا الداخلية السيئة ونظرا لتعاطينا مع التهدئة بهذا الشكل'.

وأشار عزام إلى أن التهدئة 'لم تكن من مصلحتنا لأن السياسة الإسرائيلية قائمة على الضغط والابتزاز والعنف'، مطالباً الفصائل بإعادة النظر في موقفها من التهدئة، وقال 'بالرغم من 'الانقسام الذي يضر بنا ويشلنا، يجب أن نعيد النظر بالتهدئة ونقرأها مرة أخرى في ظل الأوضاع التي نعيشها'.

وأكد عزام أن التهدئة لن تنجح في ظل استمرار الخلافات الداخلية الفلسطينية وحالة الانقسام، وأكد أن من الأفضل أن تتخذ المواقف السياسية بـ 'الإجماع'.

وأعتبر الناطق بإسم كتائب القسام أن إسرائيل هي من تتحمل بالدرجة الأولى مسئولية تعطيل ملف قضية تبادل الأسرى. وأشار إلى أن إسرائيل تفرض حصاراً منذ فترة كبيرة على قطاع غزة بكل المستويات، موضحاً إلى أنه 'عندما يرفع الحصار عن قطاع غزة وتستقر الأوضاع يمكن حينها أن يتوفر مناخ طبيعي ومناسب لمناقشة قضية تبادل الأسرى'.

وعن الهدف من إعداد قائمة الأسرى المفترض الإفراج عنهم بطرح أسماء 450 أسيرا لمناقشتها في المجلس الوزاري المصغر، أوضح الناطق الإعلامي بإسم القسام أن 'الاحتلال يحاول فرض قائمة أسرى بمعاييره الخاصة، وهذا ما نرفضه ورفضناه جملة وتفصيلاً، وليس أمام الاحتلال لإتمام الصفقة بهدوء إلا أن يقبل بمطالبنا حرفياً بالعدد والاسم والمعايير'.