الرئيس التشادي يقاوم الحصار ومهاجمة بلدة في الشرق

عواصم: أكد الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي، خافيير سولانا، الاثنين أن الإتحاد لن يتراجع عن نشر القوة الأوروبية شرقي تشاد إثر تفاقم القتال بين المتمردين والقوات الموالية للرئيس إدريس ديبي.

وأشار سولانا في تصريحات إلى أن تعليق إرسال البعثة لا يعني التراجع عنها، حيث quot;نلتزم بالعمل على نشر قواتنا في تشاد ولكن عملية الانتشار قد تتأخر حتى يستطيع الساسة الأوروبيون أن يقدروا الوضع بشكل أفضل في ضوء ما يحدث على الأرضquot;، على حد وصفه.

وأكد المسؤول الأوروبي أن quot;هدف البعثة بالأساس هو حماية المدنيينquot;، نافياً بشكل قاطع أن تكون الأهداف الإنسانية من وراء إرسال هذه القوات ستاراً لطموحات quot;سياسية إستراتيجية أوروبيةquot;، وقال quot;من الواضح أن حماية المدنيين هناك بات ضرورياً أكثر من أي وقت مضىquot;، وفق تعبيره.

هذا وكان الإتحاد الأوروبي قد علق إرسال ثلاثة آلاف وسبعمائة من قواته إلى تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى، من خلال بعثة (يوفور) الأوروبية من أجل حماية المدنيين ضحايا الصراع في المنطقة وتطويق الآثار الإقليمية للصراع الدائر في دارفور غربي السودان.

وكان الإتحاد الأوروبي قد عبر عن quot;قلقهquot; الشديد تجاه ما يحدث في تشاد، داعياً الأطراف المعنية إلى الشروع بعملية حوار سياسي بعيداً عن العنف.


باريس تؤكد عدم إعادة النظر بنشر القوات الأوروبية في تشاد

من جانبه أكد وزير الدفاع الفرنسي هيرفيه موران اليوم أنه لا إعادة نظر بنشر القوات الأوروبية (يوفور) في تشاد، موضحا أن تعليق نشر القوات تم بسبب أولويات أخرى، وخاصة إجلاء الرعايا الفرنسيين جراء الأحداث التي تشهدها تشاد، وأوضح أن باريس لم تتدخل في النزاع التشادي لأن الاتفاق العسكري الموقع مع تشاد لا ينص على ذلك.

وسئل موران فيما إذا كانت الأحداث الجارية في تشاد تعيد النظر بنشر يوفور، فقال quot;لا بالعكس، فهذا يؤكد أكثر من أي وقت آخر ضرورة القوة الأوروبية لضمان الاستقرار والأمن في تشاد وخاصة في شرقي البلادquot;، وأضاف في مقابلة مع صحيفة (لوفيغارو) quot;لقد علق نشر هذه القوات فقط لأنه لدينا أولويات أخرى وخاصة نقل الفرنسيين نحو ليبرفيلquot; في الغابون، حيث تم إجلاء مئات الفرنسيين والأجانب من تشاد، ووصل 200 منهم إلى باريس مساء أمس. وذكر موران أن إجلاء المواطنين يتم حسب رغبة المواطنين وإن عدد الذين طلبوا مغادرة تشاد وصل إلى 800 شخصا.

وأوضح موران أن باريس لا تملك أدلة على مساعدة السودان جويا للمتمردين ضد الرئيس التشادي إدريس ديبي، وذكر أن اتفاق التعاون العسكري بين بلاده وتشاد يتعلق بالمسائل اللوجستية والصحية، وقال quot;نلتزم بتعهداتنا، علما أننا قلقون ونتمنى أن يتم الحفاظ على وحدة أراضي تشادquot;، وأضاف quot;لا يمكن لفرنسا التدخل إلا في إطار اتفاق دفاعي خاص أو ضمن تكليف من الأمم المتحدة لحماية وحدة تشاد وحكومته الشرعيةquot; التي يقودها ديبي.

ونوه موران في حديث آخر لإذاعة (ار تي ال) أن التدخل الفرنسي يتطلب quot;اتفاق دفاع وليس اتفاقا عسكرياquot; كما هو الحال اليوم، وقال quot;لو كان لدينا اتفاقا دفاعيا، فإن اتفاقات الدفاع تنص على إطار محدد لتدخل فرنسا العسكري لحماية دولة ما، خاصة إذا تعرضت لهجوم من دولة مجاورة، وهكذا فإن اتفاق التعاون العسكري لا ينص بأي شكل من الأشكال على تدخل القوات المسلحة الفرنسيةquot; على حد قوله.

السودان يصر على نفي تدخله في تشاد

إلى ذلك يصر السودان على نفي اي تدخل مباشر له في المعارك في تشاد، حيث من شأن الهجوم الجديد ان يصعد الخلاف بين البلدين، وخصوصا ان نجامينا تتهم الخرطوم بدعم التمرد لحجب الانظار عن الازمة في اقليم دارفور.

وكرر المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية عثمان محمد الاغبش ان quot;ما يحصل في تشاد قضية داخلية والسودان لا دخل له بهاquot;، وذلك بعد نفي سوداني اول لاي ضلوع في الهجوم الذي يشنه المتمردون منذ اسبوع في تشاد.واضاف المتحدث ردا على الاتهامات التشادية ان quot;المعلومات عن مشاركة الطيران السوداني في عدد من الهجمات في تشاد لا اساس لها ولا شيء يثبتهاquot;.

وادلى مستشار للرئيس السوداني عمر البشير بتصريح مماثل، داعيا quot;الحكومة التشادية، مهما كانت، الى وقف التدخل في شؤوننا الداخليةquot;.وتمنى المستشار مصطفى عثمان اسماعيل عودة الهدوء الى تشاد، آملا ان تتوقف حكومة نجامينا quot;عن محاولة زعزعة الاستقرار في السودانquot;.واعتبر عدد من المحللين السودانيين ان quot;من مصلحةquot; السودان تغيير النظام في نجامينا، على غرار ما كتب فضل الله ناصر في صحيفة quot;اخبار اليومquot;.

وتشهد العلاقات بين البلدين توترا متجددا منذ قصف الجيش التشادي بداية كانون الثاني/يناير مواقع في اقليم دارفور السوداني (غرب).

وتعهد الجيش السوداني الرد، وقال المتحدث باسم القوات المسلحة السودانية quot;سيتم ذلك في الموعد والمكان المناسبينquot;.وكان الرئيس السوداني عمر البشير توجه في 27 كانون الثاني/يناير الى طرابلس للمشاركة في قمة اقليمية خصصت للتوتر بين السودان وتشاد. لكن اللقاء لم يسفر عن نتيجة.

ويواظب البلدان على تبادل الاتهامات بدعم الحركات المتمردة في كل منهما، وخصوصا في دارفور.ففي هذه المنطقة ينشط المتمردون التشاديون، وفيها ايضا تتحرك الفصائل السودانية المتمردة التي تتهمها الخرطوم بتلقي دعم مباشر من النظام التشادي.
ورغم انه ارتضى نشر قوة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور، لا يزال السودان يرفض وجود قوات غير افريقية.كذلك، تنظر السلطات السودانية بريبة الى وصول قوة يوفور الاوروبية ذات الغالبية الفرنسية الى شرق تشاد.

ووقع الهجوم الاخير للمتمردين التشاديين قبل ان تبدأ هذه القوة بالانتشار، الامر الذي اخر العملية.

ويهدد هذا الهجوم الذي لم ينجح حتى الان في الاطاحة بنظام الرئيس التشادي ادريس ديبي بمزيد من التداعيات السلبية على العلاقات بين السودان وتشاد.

وهددت الحكومة التشادية بانها ستتعقب المتمردين حتى الاراضي السودانية، الامر الذي قد يفضي الى مواجهات مباشرة بين جيشي البلدين في منطقة دارفور.

واكد وزير الخارجية التشادي احمد علامي ان الهجوم على نجامينا يستهدف quot;اقامة نظام موال للسودان بغية اغلاق نافذة على الازمة في دارفورquot;.واضاف الاحد quot;سنكون مضطرين الى الرد بكل الطرق وسنطلب من المجتمع الدولي ان يدعمنا في مواجهة الاعتداء السودانيquot;.