باريس: تعقد منظمة اليونسكو من التاسع عشر إلى الحادي والعشرين من هذا الشهر المؤتمر الإقليمي العربي للتعليم للجميع، في العاصمة القطرية، الدوحة. وتستضيف (مؤسسة قطر للتربية والعلم وتنمية المجتمع) هذا المؤتمر برعاية الشيخة موزة بنت ناصر المسند، زوجة أمير قطر، والمبعوثة الخاصة لليونسكو للتعليم الأساسي والتعليم العالي.

ويشارك في المؤتمر وزراء التربية والتعليم في الدول العربية إلى جانب عدد من الخبراء والاختصاصيين، ويشكل المؤتمر quot;مناسبة لتسليط الأضواء على ما توصلت إليه المنطقة العربية في مجال التعليم للجميع وعلى أهم التحديات التي ستواجهها في المستقبل في ضوء تقرير الرصد العالمي للتعليم للجميع 2008 والتقرير الإقليمي لمنتصف المرحلةquot;، إذ كانت اليونسكو حددت هدف حصول الجميع على التعليم في العام 2015، ضمن ما عرف بأهداف دكار.

وأشاد مدير عام اليونسكو، كويشيرو ماتسورا بضرورة مؤتمر الدوحة قائلا، quot;إن الأسرة العربية مطالبة في الدوحة بأن تواجه هذه التحدياتquot;، وأضاف quot;إن هذه المنطقة تمتلك كل المقومات التي تسمح لها بأن تحقق أهداف دكار مع حلول العام 2015، والرهان على تحقيق أهداف التعليم للجميع هو رهان على النجاح في مواجهة المستقبل من بوابة المعرفة، وأساس مجتمعات قادرة على السلام والاستدامةquot;، على حد قول ماتسورا.

وقالت اليونسكو في بيان لها quot;من الواضح أن التعليم للجميع ما زال يشكل تحدياً أمام المنطقة: فلا يزال هناك ستة ملايين طفل خارج المدرسة الابتدائية وهناك حوالي سبعة وخمسين مليون أمي مع فروق واضحة في توفير فرص التعليم بين المدن والأرياف، والتقييم الدولي والوطني للطلاب يوضح المستويات المنخفضة في التقدم في مواد اللغات والرياضيات والعلومquot;، وأضافت quot;الملاحظ أن الدول العربية الثماني التي توفرت فيها البيانات خصصت على الأقل 5/1 من مجموع النفقات الحكومية للتعليم في عام 2005، وهذه النسبة أكبر بكثير مما يلاحظ في العديد من الدول في المناطق الأخرىquot;، حسب ما ذكرت المنظمة الدولية.

ونوهت اليونسكو بـquot;التقدمquot; الذي تم إحرازه في مجال quot;تعميم التعليم الابتدائيquot; في المنطقة منذ العام ألفين، ولكنها ذكرت أنه quot;تقدم أكثر بطأ من مناطق أخرىquot;، وأشارت إلى quot;ارتفاع عدد الأطفال المسجلين بالمدارس بنسبة 12 في المائة بين عامي 1999 و2004، بينما كانت هذه النسبة 36 في المائة في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، و22 في المائة في جنوب وغرب آسيا. وأردفت اليونسكو quot;تشير الإحصاءات إلى أن البقاء في المدرسة يبقى عاليا في المنطقة بصورة عامة، حيث وصلت نسبة التلاميذ الذين يبقون حتى الصف الأخير من المرحلة الابتدائية إلى 94 في المائة في نصف الدول، ولكن يبقى هناك مستويات عالية من التسرب في عدد من البلدانquot;، العربية.

أما بالنسبة إلى التعليم الثانوي، فأوضحت المنظمة الدولية أن quot;العدد المتزايد للتلاميذ الذين يبقون حتى الصف الأخير في المرحلة الابتدائية قاد إلى ارتفاع الإقبال على التعليم الثانوي في المنطقةquot;، وقالت quot;ارتفعت نسبة التسجيل بـ25 في المائة منذ عام 1999 ووصلت إلى ثمانية وعشرين مليون تلميذ، ويلاحظ أن نسبة التسجيل في المرحلة الثانوية الأولى (81%) أكبر بكثير من التسجيل في المرحلة الثانوية الثانية (54%)، مع ثغرات كبيرة بين المستويين في العديد من الدولquot;، وفق اليونسكو.

وتعرضت اليونسكو في بيانها إلى مسألة محو الأمية في العالم العربي وقالت quot;لا تزال هذه القضية هي التحدي الأكبر بالنسبة إلى المنطقة على الرغم من بعض التقدم الملحوظ والتفاوت في هذا التقدم بين الدولquot;، واستطردت quot;ارتفع المعدل العام لمحو الأمية لدى الكبار من 21 إلى 70 في المائة بين الفترات من 1985 إلى 1994 ومن 1995 إلى 2004، ولكن النمو السكاني المستمر يعوض عن هذه الانجازات بزيادة عدد الأميين بين الفترتينquot;، وذكرت اليونسكو أن quot;النساء مثل أكثر من ثلثي الكبار الأميين في الدول العربية، و60 في المائة من الكبار الأميين في أربع من دول المنطقةquot;، هي الجزائر ومصر والمغرب والسودان.

ومن ناحية ثانية سجلت المنطقة العربية ـ حسب اليونسكو ـ quot;تقدما ملحوظاquot; على صعيد التكافؤ بين الجنسين، وخاصة في جيبوتي واليمن. وقالت المنظمة quot;ازدادت نسب الفتيات اللواتي سُجلن في الصف الأول في المرحلة الابتدائية، ورغم هذه الاتجاهات الإيجابية فإن التفاوت في التعليم ضد مصلحة الفتيات يظل منتشراً في هذه المنطقةquot;، وذكرت أن 91 فتاة سجلن في المدارس الابتدائية مقابل كل مائة صبي في عام 2005، بارتفاع بنسبة ثمانية وثمانين بالمائة عن عام 1999. واعتبرت اليونسكو أن التفاوت بين الجنسين quot;أكبرquot; على مستوى التعليم العالي، منوهة بأن ثلثي البلدان فقط حققت التكافؤ بين الجنسين في التعليم الابتدائي بحلول عام 2005، مقابل 35% في المرحلة الثانوية، بينما quot;ارتفع عدد النساء اللواتي سجلن في المرحلة الثالثة عن عدد الرجال بكثير في 12 من 17 دولة تمتلك الإحصاءات اللازمةquot;، حسب بيان اليونسكو.

وأعلنت اليونسكو، اعتمادا على مؤشرات quot;التعليم للجميعquot;، عن أن دولة عربية واحدة (البحرين) قريبة من الوصول لأهداف التعليم للجميع، وعشر دول بلغت منتصف الطريق لتحقيق هذه الأهداف وبينما أربع أخرى لا تزال بعيدة عن تحقيقها.