الدوحة: اعتصم مئات من انصار الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي الاربعاء امام السفارة البريطانية في الدوحة وسلموا رسالة الى مسؤولي السفارة احتجوا فيها على رفض الداخلية البريطانية منح الداعية تأشيرة دخول الى بريطانيا.
وفي ظل عاصفة رملية شديدة ووسط هتافات التكبير رفع المعتصمون لافتات بالعربية وبالانكليزية موجهة الى رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون كتب عليها quot;مستر براون: لماذا ترفضون التسامح والحوار؟quot; وquot;مستر براون: كلنا قرضاويquot;.
ورفعت لافتات اخرى كتب عليها quot;منع القرضاوي قرار تعسفيquot; وquot;نعم لحرية التنقل، لا للتمييز في التنقلquot;.
كما ردد المعتصمون، وتحت انظار الشرطة، هتافات امام السفارة التي اغلقت ابوابها بحواجز معدنية، مثل quot;يا قرضاوي سير سير، احنا جنودك وانت اميرquot; في اشارة للتضامن مع الداعية القطري المصري الاصل الذي يحظى بشعبية واسعة في العالم الاسلامي.

وقام وزير العدل القطري السابق نجيب محمد النعيمي بتسليم رسالة الى نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية البريطانية كلير ايفانس التي خرجت لتسلم الرسالة امام احدى بوابات السفارة.
وقال النعيمي، وهو محام، في تصريح لوكالة فرانس برس، quot;بصفتي ممثلا للداعية الشيخ يوسف القرضاوي امام الحكومة البريطانية، سلمت رسالة الاحتجاج هذه للمطالبة باعادة النظر في القرار الجائر وغير القانونيquot;.
وكانت بريطانيا رفضت مطلع شباط/فبراير منح تأشيرة دخول للقرضاوي، وقال ناطق باسم الداخلية (اكرر الداخلية) البريطانية ان بلاده quot;لن تسمح بوجود اشخاص يسعون الى تبرير اي عمل ارهابي او يعبرون عن آراء قد تتسبب باعمال عنف بين مكونات المجتمعquot;.

من جهته قال الداعية الاسلامي القطري الشيخ محي الدين القرداغي للصحافيين على هامش الاعتصام quot;انها وقفة جماعية تعبر عن ضمير الامة ازاء موقف ظالم لمن نعتبره رمز الوسطية في الاسلامquot;.
واضاف القرداغي ان quot;المستفيدين من القرار البريطاني هم المتطرفون من الجانبين وهو موقف لا يعبر عن مواقف كل الدول الغربيةquot;.
وقال ابراهيم الديب، وهو احد المنظمين ان quot;الاعتصام علاوة على انه موجه للحكومة البريطانية، هو ايضا رسالة الى الحكومات العربية والى ائمة الشيعة الذين لم يظهر منهم موقف الى حد الانquot;.
وكانت السفارة البريطانية انتقلت الى مقر جديد قبل ساعات فقط من تنظيم الاعتصام امامه.

ويراس القرضاوي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي مقره في لندن، وسبق له ان زار بريطانيا في 2004 لكن زيارته ترافقت مع احتجاجات من جمعيات يهودية وجمعيات مثليي جنس اعتبرت انه معاد للسامية ويكره المثليين.
وطلب زعيم المعارضة البريطاني ديفيد كامرون الشهر الماضي من رئيس الوزراء غوردون براون ان تمنع لندن quot;خطباء الحقدquot; من دخول اراضيها ذاكرا اسم القرضاوي.
كما وقع عشرون نائبا مذكرة يعربون فيها عن quot;قلق عميقquot; من احتمال منح تأشيرة دخول للداعية القطري.

وانتقد مجلس مسلمي بريطانيا الذي يشرف على منظمات اسلامية في البلاد قرار عدم منح تأشيرة الدخول.
وقال الامين العام لمجلس مسلمي بريطانيا محمد عبد الباري ان القرضاوي يتمتع quot;باحترام ونفوذ لا مثيل لهما في العالم الاسلاميquot;، معربا عن خشيته من ان يوجه هذا القرار quot;رسالة خاطئة الى المسلمينquot;.
وتمنع الولايات المتحدة القرضاوي من دخول اراضيها منذ العام 1999.