أمستردام: أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يب دي هوب شيفر عن خشيته من الإنعكاسات السلبية لبث فيلم لسياسي هولندي ينتقد فيه الاسلام على قوات الحلف العاملة في افغانستان. وجاءت تعليقات شيفر عقب تظاهر المئات من الافغان في مدينة مزار الشريف الواقعة شمالي افغانستان احتجاجا على البث المزمع للفيلم. وقد احرق المتظاهرون الاعلام الهولندية وطالبوا بسحب الوحدات الهولندية العاملة ضمن قوات الحلف في افغانستان. وقال المتظاهرون انه سيصعدون من احتجاجاتهم اذا لم تسحب تلك الوحدات من افغانستان. كما احتج المتظاهرون على نشر الصور الكرتونية التي اعتبرت مسيئة للنبي محمد.

تفاؤل حذر

إلا ان شيفر اكد من جانب آخر على ان مهمة قوات الناتو في افغانستان تحقق تقدما في قتال حركة طالبان. وقال شيفر، في مقابلة مع شبكة quot;سي ان انquot; التلفزيونية الامريكية، انه على الرغم من المواجهات الدموية مع مسلحي طالبان، فان الاوضاع تبدو quot;طيبة جداquot;. واوضح مسؤول الناتو قائلا: quot;نحن نحقق تقدما جيدا، وعلى المجتمع الدولي ان يدرك معنى كلمة صبرquot;، مشيرا إلى انه quot;متفاؤل بحذرquot; بعد زيارته الاخيرة لافغانستان، حيث قال ان البلاد تتحرك على نحو ايجابي بعد سنوات من الفقر والحروب. واضاف: quot;بدأنا نلاحظ ذهاب الملايين من الاطفال إلى المدارس، وبدأنا نلاحظ تراجع نسبة الامية، وتحسن اوضاح الصحة العامة، اذ بات بامكان 80 في المئة من الافغان الحصول على الخدمة الصحيةquot;.

وجاءت تصريحات الامين العام للناتو عقب محادثات اجراها مع المسؤولين الافغان، وهي محادثات اعقبت تصريحات للرئيس الامريكي قال فيها ان على باقي دول الحلف تحمل مسؤولياتها والمشاركة في قوات ضمن مهمة الحلف في افغانستان. وتعتبر مناشدة الرئيس الاميركي الاحدث في محاولات الادارة الاميركية المتواصلة لاقناع الدول الحليفة في الناتو للاضطلاع بدور اكبر في العمليات القتالية ضد قوات حركة طالبان التي كثفت من انشطتها العسكرية في الآونة الاخيرة.

ورغم تأكيدات بوش على مساهمة اعضاء الناتو الا انه لم يحدد دول بعينها لكن من المعروف ان الولايات المتحدة ترغب ان تنشر المانيا وفرنسا وحلفاء آخرين مزيدا من القوات في جنوب افغانستان حيث تدور معارك طاحنة مع قوات طالبان. ويأتي الموقف الامريكي في وقت حذرت فيه كندا من انها لن تمدد مهمة قواتها هناك بعد عام 2009 الا اذا ساهمت الدول الاعضاء بالناتو بنحو الف جندي لدعم العمليات التي تقوم بها القوات الكندية في قندهار.

ويشار إلى أن القوات الأمريكية والبريطانية والكندية والهولندية هي التي تتحمل معظم اعباء العمليات القتالية في منطقة جنوب أفغانستان المضطربة. وكان وزير الدفاع الأميركي، قد حذر من أن مستقبل حلف شمال الأطلسي قد يكون في خطر بسبب اختلاف الأعضاء بشأن الوضع في أفغانستان، ومن ثم قد ينقسم الحلف إلى جناحين. وأرسلت الدول الست والعشرون الأعضاء في الناتو جنودا إلى أفغانستان في إطار قوة إيساف لكن بعض الدول من بينها ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وتركيا وإيطاليا رفضت إرسال أعداد مهمة من قواتها إلى الجنوب للاشتراك في العمليات القتالية ضد طالبان.