التدريب الأكبر في تاريخها
إسرائيل ستُهاجم من قبل سوريا وإيران بعد شهر

خلف خلف من رام الله: بعد شهر من اليوم ستصيب صواريخ إيرانية وسورية كافة المدن الإسرائيلية، وستدوي صافرات إنذار في كافة أرجاء الدولة العبرية، وستعالج قوى الإنقاذ الجرحى الذين سيصابون بالسلاح الكيماوي، وسيعمل رجال الإطفاء ووحدات التخليص بكامل القوة لإنقاذ سكان دفنوا تحت الإنقاذ، وستستعد المستشفيات لعشرات المصابين. لكن كل هذا سيكون تدريبا فقط. حيث أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ستجري في بداية نيسان / ابريل القريب ما تطلق عليه quot;نقطة تحول 2quot; في حجم تدريباتها، وبحسب التقديرات التي أوردتها صحيفة معاريف الصادرة اليوم الأربعاء، فأن هذا التدريب هو الأكبر في تاريخ إسرائيل. وخلال التدريب المذكور ستفحص لأول مرة شبكة الطوارئ الوطنية، التي أقيمت كأحد دروس حرب لبنان الثانية. وستنسق الشبكة نشاط جميع قوى الإنقاذ، وفيها قيادة الجبهة الداخلية، وشرطة إسرائيل، والإطفاء، ونجمة داود الحمراء ومكاتب الحكومة.

وتشير معاريف أن السلطة التي أقيمت أخيرا سيتزعمها العميد (احتياط) زئيف تسوك ndash; رام (المدعو quot;فافاquot;) وبعد بضعة أيام، قبيل التدريب الكبير، سينتخب سائر شاغلي المناصب الرؤساء فيه. تخضع السلطة نفسها لنائب وزير الأمن، اللواء (احتياط) متان فيلنائي، المسؤول من قبل جهاز الأمن عن شؤون الجبهة الداخلية.وستشارك السلطات المحلية بنصيب في التدريب التي ستقام في أثنائه فيها غرف حرب للعناية بجميع quot;حالات الطوارئquot;. وفوق ذلك سيتخيل المشتركون في التدريب أبعاد سكان عن مناطق quot;مصابةquot;.

وعلاوة على جميع السيناريوهات، سيتم تدريب الإعلام الإسرائيلي أيضا في quot;نقطة تحول 2quot;، بحيث سيطلب إلى الجهات المختلفة أن تنقل رسائل إلى الجمهور والى الإعلام الدولي أيضا. ويتوقع أن يمتحن المستوى السياسي أيضا في التدريب، بحيث يصدر المخططون له عن افتراض انه في سيناريو لحرب ممكنة في المستقبل، مع إيران، أو سورية أو حزب الله ستكون الجبهة الداخلية هدفا رئيسا لهجمات العدو. وذلك بالإضافة إلى هجمات الصواريخ من قطاع غزة، التي لا تحدث فقط في الأوقات التي تعرف على أنها quot;حربquot;.

وعلى حسب الاستعدادات للتدريب المذكور توضح معاريف أن كل تهديد ممكن للجبهة الداخلية سيمتحن في أثنائها. حيث ستضرب مثلاً جهات الإنقاذ المختلفة على علاج مصابي السلاح الكيماوي والبيولوجي وعلى تخليص أناس من مبان منهارة.

كما تشير معاريف في تقرير آخر لها بأن بلدية أسدود جنوب إسرائيل لا تنوي الانتظار إلى أن تصلها دائرة الرعب جراء الصواريخ الفلسطينية، فقادة البلدية أصبحوا يستعدون الآن لإمكان أن تكون أسدود، الواقعة شمالي عسقلان، الهدف الآتي لهجمات حماس. وبحسب الصحيفة العبرية فأتهم يعدون في الأيام الأخيرة في المدينة خطة دفاع بمساعدة قيادة الجبهة الداخلية وجهات إنقاذ أخرى.

ولا يعد إمكان أن تصبح أسدود هدفا جديدا لصواريخ حماس متخيلا من جهة جهاز الأمن. فهنالك يأخذون في الحسبان إمكان أن تكون حماس مزودة ndash; أو أن تزود نفسها في المستقبل ndash; بصواريخ مداها يبلغ عشرات الكيلو مترات. والحديث عن مدى أكثر من ضعفي مدى صواريخ quot;غرادquot; التي أطلقت في الأسبوع الأخير على عسقلان. وتبعد أسدود عن شمالي قطاع غزة نحو من 28 كم، ولهذا فأنها موجودة في مدى صواريخ من هذا النوع.

وتذكر معاريف أنه قد أكثر خطباء من قبل حماس في الأيام الأخيرة التهديد بإطلاق صواريخ على ما quot;بعد عسقلانquot; أيضا، بل أنهم ذكروا في عدة حالات بصراحة اسم أسدود على أنها هدف للهجوم. وتضيف: quot;بغير ما صلة بهذه التهديدات، يعجلون في بلدية اسدود الاستعدادات لإمكان أن تهاجم المدينةquot;.

وتتابع: quot;في إطار اتصالات بقيادة الجبهة الداخلية وبجهات انقاذ اخرى، تعد خطط لإقامة غرف حرب لعلاج السكان، ولتخليص المصابين، ولحالة أن يستقر الرأي أيضا على إقامة جهاز إنذار في المدينةquot;.

وتزعم جميع الجهات المشاركة في ذلك أن الحديث عن quot;خطط فقطquot;، لكن رئيس بلدية اسدود، تسفي تسلكر، لا يخاطر. فقد زار في الأيام الأخيرة مرارا كثيرة نظيره في عسقلان، روني مهتساري، لكي يتعلم من قريب طرق مواجهة تهديد الصواريخ، بحسب تجربة المدينة المجاورة في الجنوب.

وتقدر جهات أمنية إسرائيلية أن حماس إذا كانت قد أصبحت استغلت الخروق في الحدود بين قطاع غزة ومصر، لتزود نفسها بصواريخ ذات مدى عشرات الكيلو مترات، فربما تستعملها على أهداف مثل اسدود أو بلدات أخرى في المدى الموسع (وفيها كريات غات واوفاكيم). لكن ذلك سيكون ردا فقط على خطوات بعيدة الأمد للجيش الإسرائيلي من وجهة نظرها، مثل عملية برية لاحتلال أجزاء واسعة من قطاع غزة أو اغتيال احد قادتها.