طلال سلامة من روما: تستعمل القوات المسلحة الأميركية بالعراق أكثر من أربعة آلاف روبوت، في الوقت الراهن. أما ساعات الطيران التي نفذتها طائرات خالية من الطيارين فهي أكثر من 400 ألف ساعة، منذ شهر أكتوبر(تشرين الأول) من العام 2006. ويتم التحكم بهذه الروبوتات المدججة بالأسلحة، عن بعد، ويعود قرار استعمال أسلحتها الفتاكة، التي يمكن تغذيتها بها في أي لحظة، الى الإنسان.. لغاية اليوم!
في أي حال، قد تتغير الأحوال مستقبلاً. إذ يمكن تجهيز هذه الروبوتات ببرمجيات حديثة تخولها اتخاذ قراراتها بصورة مستقلة. في هذا الصدد، يطلق معهد quot;رويال يونايتيد سرفيسز انتستيتيوتquot; ناقوس الخطر حول التسابق الدولي المجنون لاستقطاب هذه الروبوتات الى الترسانة الوطنية المسلحة. يذكر أن وزارة الدفاع الأميركية تقود مشروعاً يدعى (Unmanned Systems Roadmap 2007-2013) لتطوير أنظمة الأسلحة الروبوتية. ومن المتوقع أن تنفق الوزارة الأميركية مبلغ 4 بليون دولار على هذا المشروع، حتى العام 2010، كي يصل الإنفاق تدريجياً الى 24 بليون دولار.
هناك بعض البلدان الأوروبية، إضافة الى كندا وكوريا الجنوبية وأفريقيا الجنوبية وسنغافورة وإسرائيل، التي تبدي استعدادها لاتباع المثل الأميركي والانجرار في التسابق الدولي لشراء أو تطوير الأسلحة الروبوتية. كما بدأت روسيا والهند والصين بتطوير طائرات قتالية خالية من الطيارين.
ويعرب المحللون السياسيون عن قلقهم إزاء إنتاج هذه الروبوتات القاتلة، على نطاق واسع. فأسعار إنتاجها تهوي يوماً تلو الآخر. ولا يتطلب تجميع مكونات هذه الأسلحة أم تطوير روبوتات، مستقلة الحركة والقرارات، مهارة عالية. ما يعني أن هذه الروبوتات هي من تقرر متى تقتل ومن تقتل. ان الروبوتات المستعملة حالياً في ساحات الحرب العالمية غير ذكية وذات قدرات احساسية محدودة الأفق. لذلك، لا يمكن لمبتكيرها أن يضمنوا أن تقوم هذه الروبوتات بالتمييز بين المقاتلين والمدنيين أم أن تلجأ الى استعمال معتدل ومتوازن للقوة العسكرية كما تقتضيه قوانين الحرب المعمول بها اليوم.
لذا، يجب على الجالية الدولية تقويم الأخطار المتصلة بهذه الروبوتات في أقرب ما يمكن وليس بعد أن تصبح الأخيرة متفشية الاستعمال، حول العالم.
التعليقات