توقع حضور ألف إعلامى لتغطية القمة العربية بدمشق
بيروت: وسط إتجاه لبناني رسمي لمقاطعة قمة دمشق وعدم التعويل على نتائجها، تتجه الأنظار إلى اللقاءات الجانبية وإلى الديبلوماسية العربية quot;الإفراديةquot; التي قد ترافقها، وإلى ما يحكى في الدهاليز عن تصلب سوريا حيال الملف اللبناني وتمسكها بمفهوم quot;السلة المتكاملةquot; على حساب المبادرة العربية. فقرار المقاطعة اصبح محسوماً في صفوف قوى 14 آذار، اذ اكد رئيس quot;اللقاء الديمقراطيquot; النائب وليد جنبلاط الى قناة quot;أخبار المستقبلquot; ان موقف وزراء quot;اللقاءquot; سيكون واضحا بعدم الذهاب الى دمشق. واشار الى انه quot;حتى لو حضر القادة العرب القمة يجب على لبنان الا يحضرquot;، مشددا على المطالبة quot;بمبادرة عربية جديدة تتطرق الى بنود الحوار وسلاح حزب اللهquot;.
كذلك دعا رئيس الهيئة التنفيذية في quot;القوات اللبنانيةquot; الدكتور سمير جعجع من واشنطن الى مقاطعة القمة العربية quot;كي نكون منسجمين في الحد الادنى مع انفسناquot;، مطالباً عبر quot;أخبار المستقبلquot; الحكومة بـquot;موقف صريح في هذا الشأنquot;. اما الرئيس امين الجميل فكان له موقف متمايز عن حلفائه ولكن ملتزم بقرار الاكثرية، اذ كرر ضرورة حضور لبنان للقمة قائلا quot;القمة العربية ليست ملكا لسوريا، فهي مؤسسة ونحن في حاجة الى هذا المنبر على الصعيد اللبناني والعربي والدوليquot;. وأوضح أن quot;هناك آلية لاتخاذ القرار من خلال مجلس الوزراء ونحن سنتقيد به مهما كانquot;.
اذاً قرار المقاطعة صدر عملياً مع وقف التنفيذ، بانتظار تظهيره عبر موقف حكومي يُتوقّع ألا يصدر قبل 25 آذار الحالي الموعد السابع عشر لعقد جلسة نيابية لانتخاب رئيس للجمهورية. وحتى الساعة لم يوجه رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة بعد دعوة الى هذا المجلس للانعقاد وبتّ موضوع المشاركة في القمة. وهو رأى أمس عبر quot;أخبار المستقبلquot; ان quot;هناك متسعا من الوقت قبل اتخاذ القرار النهائي في شأن مشاركة لبنان في القمةquot;. وقال انه quot;قد يكون من الحكمة انتظار موعد جلسة الانتخابات الرئاسية المقبلة في 25 آذار الحاليquot;. فيما نقل عنه زواره بحسب صحيفة quot;المستقبلquot; أنه لم يتلق حتى الآن أي اتصال من وزيرالخارجية المستقيل فوزي صلوخ أو موعد لزيارته لتسليمه الدعوة السورية لحضور القمة العربية، وتأكيده أن quot;الدعوة ستطرح أمام مجلس الوزراء بصفته يتمتع بصلاحيات رئيس الجمهورية وكالةً، وهو من يقرر قبول الدعوة ومستوى المشاركة أو الرفضquot;.
وأفادت أوساط وزارية لـصحيفة quot;النهارquot; ان الاجواء العربية والداخلية السائدة قبل تسعة أيام من موعد الجلسة الـ17 لانتخاب رئيس الجمهورية تمثل عامل ترجيح لقرار بمقاطعة القمة العربية. وأوضحت ان المعطيات المتوافرة لدى المعنيين تشير الى ان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك وربما ايضا العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين يتجهون الى مقاطعة القمة العربية، وما دام سبب المقاطعة وخفض التمثيل العربيين محصورا بالازمة الرئاسية اللبنانية فمن غير الوارد أن يشارك الرئيس السنيورة او ان ينتدب أي وزير لتمثيل لبنان في قمة دمشق. وتحدثت عن احتمال ضئيل لتمثيل لبنان على مستوى مندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية او احد مستشاري رئيس الحكومة من دون الجزم بهذا الاحتمال قبل انعقاد مجلس الوزراء.
من جهته، استبعد رئيس مجلس النواب نبيه بري حصول تحرك مجد قبل القمة يؤول الى التفاهم على الحل، وهو ابلغ صحيفة quot;السفيرquot; انه سيتحرك بعد القمة على اكثر من صعيد لتفادي السقوط في الهاوية، باعتبار ان القمة ستكون مؤشراً أساسياً للمرحلة المقبلة، ليس على صعيد القرارات التي ستصدر عنها، بل على مستوى طبيعة العلاقات العربية ـ العربية التي ستفضي اليها، خصوصا على المحور السوري ـ السعودي وتأثيراته الطبيعية على الوضع في لبنان. ونبّه بري الى أن فرصة انتخاب رئيس الجمهورية بدأت تضيق شيئاً فشيئاً.
وبالعودة الى القمة الاسلامية في دكار، فقد علمت quot;النهارquot; ان مجمل اللقاءات التي عقدها الرئيس السنيورة على هامش مشاركته لم يبلور أي أفكار جديدة يُعتد بها للخروج من المأزق الرئاسي، الامر الذي يستبعد معه ان يطرأ اي عامل مفاجئ جديد من شأنه انعاش الآمال في حصول الانتخاب في موعده. وعلمت quot;النهارquot; ان وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله ابلغ الى الرئيس السنيورة رغبته في التحرك على خط العلاقات اللبنانية ndash; السورية التي أدرجت في إطار المبادرة العربية في الاجتماع الاخير لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة. وفهم ان الوزير العماني فاتح الرئيس السوري بشار الاسد أخيراً في دمشق بهذا الموضوع فسمع منه انه لا يمانع في ترسيم الحدود اللبنانية ndash; السورية من الشمال الى الجنوب وكذلك في اقامة علاقات ديبلوماسية ولكن ضمن شروط الهدوء.
وسجل الوفد اللبناني في هذا السياق كلاماً مكرراً للقيادة السورية لكنه لا يقترن باستعدادات عملية وفعلية، مع ان الوزير العماني يزمع التحرك على هذا الخط. أما بالنسبة الى لقاء السنيورة والجانب القطري في دكار، ففهم منه ان ثمة رغبة في تحرك جديد ولكن لا صيغة محددة بعد لهذا التحرك. ولا يستبعد ان توفد الدوحة وزير النفط والصناعة القطري عبد الله العطية قريباً الى بيروت لدرس امكانات هذا التحرك.
إلا ان مصدرا رسميا لبنانيا رفيعا أكد لـصحيفة quot;الحياةquot; ان لا تقدم حتى الآن في الاتصالات العربية والإقليمية الجارية لتأمين مخرج يسمح بتوقع انتخاب قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في 25 آذار الحالي. وذكر المصدر الذي كان يتحدث على خلفية ما طرح من أفكار خلال اللقاءات الـ19 التي أجراها السنيورة في دكار، ان الاتصالات التي أجراها بعض المسؤولين العرب مع دمشق لإيجاد مخرج لانتخاب سليمان رئيساً كي يمثل لبنان في القمة العربية في سورية لم تحمل جديداً وما زالت تدور حول الأفكار التي جرى التداول فيها خلال الزيارة الأخيرة للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت.
إذ ان الرئيس السوري بشار الأسد طرح مجدداً على الوسطاء العرب ومنهم الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبدالله وعلى الجانب القطري قبل زهاء عشرة أيام ان يتم تنفيذ المبادرة العربية للحل في لبنان على قاعدة اتفاق سلة تشمل انتخاب سليمان وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بتوزيع الحصص على أساس الثلاث عشرات بين الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية مع ضمانات للمعارضة، أو بإعطائها الثلث المعطل، وبإجراء الانتخابات النيابية على أساس القضاء وفق قانون 1960.
وفيما قال المصدر الرسمي اللبناني الرفيع لـquot;الحياةquot; تعليقاً على التوقعات بإحداث اختراق في اتصالات دكار ان quot;هناك كمية كبيرة من الاستنتاجات وكمية قليلة جداً من التقدم على أي مسار من مسارات الأزمةquot;، فإن المصدر ذاته أشار الى انه مقابل تكرار الأفكار القديمة هناك تفكير في كيفية تطوير البند الجديد الذي أُضيف الى المبادرة العربية، المتعلق بتصحيح العلاقات اللبنانية - السورية.
بري يحذر من مرحلة ما بعد القمة العربية
الى ذلك استبعد رئيس مجلس النواب نبيه بري حصول تحرك مجدٍ قبل القمة العربية يؤول الى التفاهم على الحل، واعلن في حديث الى صحيفة quot;السفيرquot; انه سيتحرك بعد القمة على اكثر من صعيد لتفادي السقوط في الهاوية، باعتبار ان القمة ستكون مؤشراً أساسياً للمرحلة المقبلة، ليس على صعيد القرارات التي ستصدر عنها، بل على مستوى طبيعة العلاقات العربية ـ العربية التي ستفضي اليها، خصوصا على المحور السوري ـ السعودي وتأثيراته الطبيعية على الوضع في لبنان.
كما استبعد بري حرباً إسرائيلية او أميركية على لبنان والمنطقة، لكنه حذر من تطور الأمور في لبنان بعد القمة اذا ظلت الأجواء مغلقة كما هي الآن، ونبه الى أن فرصة انتخاب رئيس الجمهورية بدأت تضيق شيئاً فشيئاً، وقد لا تكون سانحة بدءاً من مطلع الصيف المقبل بعد دخول البلد سنة الانتخابات النيابية التي يفترض ان تجري في ربيع ,2009 مع ما يعني ذلك من انخراط جميع القوى في التحضير لها والدخول في عملية إنجاز قانون الانتخاب، ما يستدعي التركيز على الحكومة التي ستشرف على هذه الانتخابات وهذا القانون. واعرب بري أيضا عن تخوفه من عدم حصول انتخابات نيابية العام المقبل اذا بقيت الأجواء على ما هي عليه، وعدم انجاز قانون انتخابي عادل ومنصف ويرضي الجميع.
فتفت: الغياب عن القمة غير حكيم والحضور من دون رئيس مخاطرة
واعتبر وزيـــر الشباب والرياضة احمد فتفت انه quot;اذا استطعنا ان نقوم بضغط سياسي لمقاطعة القمة حتى تحصل انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، فلا مشكلة بذلك، لأنه لا يجوز ان يتمثل لبنان على المستوى الأول إلا برئيس الجمهورية في القمة، ولذلك اصرارنا على حصول الانتخابات الرئاسية في أقــرب وقــت وان يمثل لبنان في القمة فخامة الرئيس ميشال سليمان، وليس العماد ميشال سليمانquot;.
وقال: quot;من الطبيعي ان توجه الدعوة للزعماﺀ العرب بمقاطعة القمة لتشكيل ضغط على سوريا لمحاولتها منع انتخاب رئيس الجمهورية، وعلى اي حال، فان الموقف السوري في القمة الاسلامية في داكــار يؤكد التدخل السوري في الشأن الداخلي اللبناني، ومــن هذا المنطلق أفهم دعــوة وليد جنبلاط وسمير جعجعquot;. ورأى فتفت ان quot;الغياب عن القمة أمر غير حكيم والحضور من دون رئيس جمهورية مخاطرة لأنه بالعرف العربي واللبناني، كلما حصلت ممارسة خاطئة تكرَّس، وهــذا يحصل حولنا كل يــوم ونحن لا يمكن ان نقبل بهذا الأمــرquot;.
واشار فتفت الى انه quot;لنحكم على نجاح القمة يجب ان ننتظر لمعرفة طبيعة القرارات التي ستصدر، وبالنسبة للبنان، أهـــم مــا يمكن ان تقوم بــه الجامعة العربية، ان تمنع التدخل بالشأن اللبناني من الأشقاﺀ في سوريا، وان يسمح بانتخاب رئيس للجمهورية بشكل فاعل في لبنان، خصوصاً ان الجميع متفقون على شخص هذا الرئيس على الأقل بالشكل المعلنquot;.
سفير سوريا: سوريا حريصة على ملء الفراغ بلبنان
من جهة ثانية أعرب السفير السوري لدى الكويت علي عبد الكريم عن أمله في ان تؤكد القمة التضامن العربي وتفعيله وان تكون دمشق quot;مجالاً حيوياً وفاعلاquot; لتوحيد كلمة العرب وتقريب رؤى القادة العرب لمصلحة القضايا الاساسية في المنطقة. وقال عبد الكريم في حديث صحافي، إن انعقاد القمة quot;مصلحة عربية لجميع العربquot; وهم حريصون على دورية انعقادها لانها فرصة لبحث القضايا التي تشغل الدول العربية سواء كان هناك توافق أو اختلاف مشيراً الى ان أي قمة لا بد ان يكون فيها اختلاف أو عدم تطابق في وجهات النظر.
وعن القمة التي ستبدأ في 29 الجاري، أوضح عبد الكريم ان ما من دولة عربية اشارت الى عدم حضور القمة لكن يبقى القرار متعلقا بمستوى التمثيل. واكد ان هناك قضايا عربية حساسة وكبيرة تستوجب من كافة الزعماء العرب والشعوب العربية قراءة مستوفية ليجدوا القواسم المشتركة فيما بينهم لتوحيد الكلمة العربية والموقف العربي.
ووصف لبنان بأنه بلد عزيز وغال على سوريا وquot;نحرص على أمنه واستقراره لروابط القربى والاخوةquot;، وأشار الى ان هناك عدوا يتربص بالبلدين هو اسرائيل مؤكدا ان بلاده quot;جادةquot; بشأن أمن لبنان وما يساهم في استقراره. وشدد عبد الكريم على حرص سوريا على كل ما يتفق عليه اللبنانيون وعلى quot;ملء الفراغ الرئاسي في لبنانquot;، لان بلدهم يقوم على التعايش والتوافق بين أهله حتى ان الديمقراطية فيه تسمى quot;الديمقراطية التوافقيةquot;.
التعليقات