فيينا: قال الرئيس النمساوي هاينز فيشر ان التطورات السياسية التي شهدتها النمسا في الفترة الأخيرة جعلت اجراء انتخابات برلمانية مبكرة أمرا محتملا وواردا لكنه غير أكيد.
وحذر الرئيس فيشير في تصريح لهيئة الاذاعة والتلفزيون النمساوي اليوم مما وصفه بquot;التفكير الهستيريquot; باحتمال حل الحكومة الائتلافية الحالية بين حزب الشعب والحزب الاشتراكي والدعوة الى انتخابات مبكرة لافتا الى أنه لم يتقرر بعد شيء بهذا الخصوص.
وكان فيشر قد استدعى أخيرا على عجل وبشكل غير متوقع كلا من المستشار النمساوي ورئيس الحزب الاشتراكي الفريد غوزنباور ونائب المستشار ورئيس حزب الشعب المحافظ فيلهيلم مولترر دون أن يصدر بيانا أو توضيحا عن سبب هذه الدعوة.
لكن المحللين أجمعوا على أن الخلافات المستشرية داخل الحكومة الائتلافية بين الحزبين المتحالفين في الحكم هي التي جعلت الرئيس فيشر يلجأ الى هذه الخطوة التي تعتبر تذكيرا بأن من صلاحيات الرئيس حل الحكومة والدعوة الى انتخابات مبكرة.
يذكر أن الخلافات القائمة بين الائتلاف الحاكم في النمسا عطلت الى حد كبير عمل الحكومة ما انعكس سلبا على المواطن النمساوي الذي فقد الثقة بالحكومة طبقا لاخر استطلاعات الرأي.
وكانت قد راجت في الايام الاخيرة انباء في الصحافة النمساوية تتحدث عن احتمالات انفصال الحزبين النمساويين المشاركين في الائتلاف الحكومي بسبب استمرار الخلاف بينهما في مسألة الاصلاح الضريبي ومهمة لجنة التحقيق البرلمانية التي شكلت أخيرا للتحقيق فيما ذكر من وجود تجاوزات وفساد في وزارة الداخلية التي يرأسها وزير الداخلية من حزب الشعب المحافظ غونتير بلاتير.
ويطالب حزب الشعب المحافظ الشريك في الائتلاف الحاكم بأن يتخلى الحزب الاشتراكي عن مطالبه وخصوصا مسألة لجنة التحقيق البرلمانية المشكلة أخيرا شرطا أساسيا لعدم فرط الائتلاف الحاكم والدعوة الى اجراء انتخابات مبكرة.
وكانت استطلاعات حديثة للرأي كشفت أن ثلثي الناخبين النمساويين سيعاقبون الحزبين المشاركين في الائتلاف الحكومي في حال اخفاقهما في انهاء الفترة الدستورية المقررة لهما لغاية خريف عام 2010 واصرارهما على اجراء انتخابات مبكرة قبل عامين من موعدها.
وأشارت الاستطلاعات الأخيرة الى أن المستشار غوزينباور لا يحظى بتأييد شعبي كبير اذ يتوقع أن تتراجع شعبيته الى المرتبة الثالثة بعد زعيم حزب الشعب مولترر وزعيم الخضر فان دير بيلن.
التعليقات