نضال وتد من حيفا: اعتبرت قيادات عربية في إسرائيل اليوم أن تصعيد سياسة هدم البيوت العربية في إسرائيل هو سياسة رسمية منهجية تستهدف المس ببقاء الجماهير العربية الفلسطينية وتحديد آفاق تطورها في وطنها. وربطت هذه القيادات بين هذه السياسة وبين ما وصفته بالتصعيد الخطير لحملة التحريض السياسي والدموي ضد العرب في إسرائيل، جاء ذلك خلال جلسة خاصة عقدتها لجنة متابعة قضايا المواطنين العرب في إسرائيل، في الناصرة اليوم (الخميس) في سياق الاستعدادت لإحياء الذكرى السنوية الثانية والثلاثين ليوم الأرض..

فقد قال رئيس الجبهة الديموقراطية للسلام والمساواة، عضو الكنيست محمد بركة: quot;إن كل ما يجري في إطار هذه الحملة العنصرية يقع ضمن مخطط تم الإعداد له مسبقا، فهناك من يتربص لنا ويسعى للزج بنا في مواجهة عنيفة، ومن ثم تحييدنا وعزلنا، والمؤامرة كبيرة لتطال كافة جماهيرنا الفلسطينية في البلادquot;.وحذر بركة في كلمته من اشتداد سياسة هدم البيوت المتفاقمة في مدننا وقرانا، داعيا إلى أوسع وحدة صف جماهيرية للدفاع عن المسكن والأرضquot;.


أما الأمين العام لحزب التجمع الوطني، عوض عبد الفتاح فقال من جانبه: quot;نحن نواجه ليس فقط مجرد هجمة عنصرية وتمييز سافر وإنما نحن أمام مخطط آخذ بالتبلور، وهو مخطط عدائي وشامل، تشكل القوانين التي تسن في الكنيست في الفترة الأخيرة، على خطورتها جزء منه، وهو يستهدف التقليل من عددنا وخفض سقف مطالبناquot;. وأضاف عوض يقول quot;إنه وفي هذا السياق تبرز أهمية إحياء ذكرى يوم الأرض على معانيه ودلالاته، لأن الأرض لا تزال محور الصراع والنزاع، والحركة الصهيونية ودولة إسرائيل تسعى لاستكمال ما لم تتمكن من إنجازه عام 48quot;.

وجاءت أقوال بركة وعوض هذه، خلال جلسة خاصة عقدتها لجنة المتابعة لشؤون العرب في إسرائيل في الناصرة (الخميس)، لمناقشة سبل إحياء الذكرى الثانية والثلاثين ليوم الأرض التي تصادف في الثلاثين من آذار الجاري.

وقررت اللجنة تنظيم مسيرة مركزية ورئيسية في بلدة عرابة البطوف في الجليل، وذلك يوم الأحد في الثلاثين من آذار الجاري، على أن تسبق هذه المسيرة فعاليات أخرى في أماكن مختلفة في الجليل والمثلث والنقب، تقام كلها على شرف يوم الأرض. إذ تقرر تنظيم مهرجان مركزي في منطقة المثلث، بعد ظهر يوم السبت بتاريخ 29.3.08 في قلنسوة، بالتنسيق مع اللجنة الشعبية في منطقة المثلث، تأييد ودعم المهرجان المركزي في يافا، بعد ظهر يوم الجمعة بتاريخ 28.3.08، بالتنسيق مع اللجنة الشعبية الوحدوية التمثيلية في يافا، واعتباره أحد الفعاليات المركزية لاحياء ذكرى يوم الأرض. كما قررت سكرتارية لجنة المتابعة، دعم ومساندة معسكر التواصل الثالث مع النقب، والذي تُنظمه الحركة الاسلامية.

يشار إلى أنه في الثلاثين من آذار عام 1976 خرج عشرات آلاف الفلسطينيين في إسرائيل للتظاهر في قرى ومدن الجليل والمثلث والنقب احتجاجا على قرار الحكومة الإسرائيلية بمصادرة 21 ألف دونما من أراضي عرابة ودير حنا وسخنين، لإقامة مستوطنات يهودية جديدة، ضمن مخطط quot;تهويد الجليلquot;. وقامت السلطات الإسرائيلية بإعلان حظر التجول في كافة القرى والمدن العربية، وأصدرت الحكومة أوامرها للشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين مما مما أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين هم: الشهيدة خديجة شواهنة والشهيد رجا أبو ريا والشهيد خضر خلايلة من أهالي سخنين، والشهيد خير أحمد ياسين من قرية عرَّابة والشهيد محسن طه من قرية كفركنا والشهيد رأفت علي زهدي من قرية نور شمس واستُشهد في قرية الطيبة، هذا إضافة لعشرات الجرحى والمصابين، وبلغ عدد الذين اعتقلتهم قوات الشرطة الإسرائيلية أكثر من 300 فلسطينيي من المواطنين العرب. وعلى غرار ما حدث بعد ذلك في هبة القدس والأقصى في العام 2000 التي سقط فيها 13 شهيدا برصاص الشرطة الإسرائيلية، فإنه لم يقدم أي من أفراد الشرطة للمحاكمة، وتم إغلاق الملفات كلها، في حين رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك، إسحاق رابين، الاجتماع بممثلين عن المواطنين العرب، وحملت الحكومة الإسرائيلية القيادات العربية مسؤولية سقوط الشهداء.