الإعلام البريطاني يهاجم براون وساركوزي ..لقاء رجلين يائسين:
ساركوزي في بريطانيا وكارلا عارية في المزاد العلني
ايلاف من لندن: ذهبت آمال كارلا بروني بتقديم نفسها كسيدة فرنسا الاولى مع الريح مع ظهورين quot;عاريين لها quot;، الاول في مجلة GQ والثاني مع عرض صورة عارية لها تم التقاطها عام 1993 خلال سنوات عملها كعارضة ازياء على ان يتم بيعها في مزاد دار كريستيز في نيويورك الشهر المقبل .

وقد تناولت صحيفة الدايلي ميل زيارة ساركوزي وزوجته بسخرية تامة حيث وصفتهما quot;بالضيوف من الجحيم quot; وتحت عنوان quot;من يقول ان الدبلوماسية مملة quot; وصفت الصحيفة زيارة ساركوزي الى بريطانيا على الشكل التاليquot;رئيس بطباع حادة ،امه وزوجته عارضة الازياء والمغنية، العائلة الملكية ، مجلسي العموم واللوردات ، وأكبر طاولة في بريطانيا ، اضافة الى حصان يدعى quot;اغينكورت quot;وزيارة quot;حشرتquot; في يومين..حفلة لا مثيل لها quot;.
يذكر انه ووفق التقاليد فان الزيارات الرسمية غالبا ما تبدأ الثلاثاء وتنتهي الجمعة لكن ساركوزي quot;قلص quot; الزيارة وحشر البرنامج في يومي الاربعاء والخميس .
الجانب quot;المثير للجدل quot; من الزيارة
نقلت الصحف عن كارلا غضبها واستياءها الكبيرين من عرض هكذا صور لها بالتزامن مع زيارة في غاية الاهمية لبريطانيا ، ونقل عنها قولها إن أولوياتها الحالية هي تقديم نفسها كسيدة اولى يمكن للشعب الفرنسي ان يفخر بها .
صورة من المرجح انها ستجد صعوبة لفرض نفسها في ظل انتشار صورها العارية ، ولعلها المرة الاولى التي يتم تداول عري شخصية رسمية بشكل قانوني ،فكارلا لا يمكنها مقاضاة من نشر هذه الصور لانها التقطت بشكل قانوني ومنتشرة بشكل كبير على الانترنت ..وقريبا في المزاد العلني.
وتأتي هذه العقبة في وقت يصارع ساركوزي لتحسين صورته بعد التراجع الكبير في شعبيته ، وسيراقب الشعب الفرنسي عن كثب تحركات السيدة الاولى الذي تواجه التحدي الاكبر امام ملكة بريطانيا .
وان كان لقاء الملكة يفرض قواعد على اي من ضيوفها فان الخوف يتمحور حول زلات كارلا التي وفي اخر لقاء رسمي لها مع شيمون بيريز قالت له انها تقول quot;sex quot; عوضا عن كلمة quot;cheese quot; حين تقف امام عدسات المصورين .
الصحف البريطانية لم تتعامل مع كارلا برأفة ، بل قامت بعرض لائحة عشاقها السابقين ونشرت صورها العارية في سابقة لسيدة اولى يعرض جسدها العاري على صفحات الجرائد .
وان كان عدد من المسؤولين الفرنسيين وساركوزي نفسه يحاولون طرح صورة كارلا quot;كليدي ديانا ثانية quot; لكن الوضع لا يسير بهذا الاتجاه اذ يحمل عدد من النقاد ساركوزي مسؤولية طيش زوجته النابع من طيشه هو الاخر ، فخلال زيارة الزوجين الاخيرة الى جنوب افريقيا لم يكفا عن تبادل القبلات العلنية حتى خلال جلسة التصوير مع نلسون مانديلا .

ساركوزي الذي حاول جاهدا تحضير نفسه لهذه الزيارة ، لم يلق دعم الشعب الفرنسي ايضا ، فعلى الرغم من الدروس المكثفة التي خضع لها مؤخرا لتحسين لغته الانكليزية ، اعيد نشر شريط ما وصف quot;بمحاولة ساركو الكارثية quot;للنطق بالانكليزي عبر الانترنت .
والشريط عبارة عن خطاب ألقاه حين كان وزيرا للمالية يظهر انكليزيته المتعثرة والضعيفة .
كارلا من جهتها لن تواجه مصاعب زوجها اللغوية ، لكنها ستواجه ازمة مواجهة من طالع صورها العارية في الصحف صباح اليوم .
درا كريستيز دافع عن قراره بعرض صورة السيدة الاولى العارية في المزاد العلني بالقول quot;تعتبر كارلا بروني احدى اجمل نساء العالم ، والصورة عمل فني تم التقاطه من قبل مصور محترف ومشهور عام 1993 . انه مجرد عمل فني quot;.
ولا يتوقف الامر عند هذا الحد ، بل نشرت الصحف تسريبات مفادها ان سيدة فرنسا الاولى كانت تنوي استغلال زيارتها الى بريطانيا للترويج لالبومها الجديد .حرج لا ينطبق على الزوجين ساركوزي فحسب ، بل ويضع نطراءهما الاوروبيين في الموقف نفسه .
خلال زيارة توني بلير مطلع العام الى بريطانيا حاول ايجاد مخرج لبعض المواقف المحرجة من خلال القاء النكات حول quot;حيوية quot; ساركو ، اسلوب من المرجح ان براون لن ينتهجه .
اذا تتوقف نتائج الزيارة على تصرفات ال ساركوزي ، وان كانت السيدة الاولى مصرة على لعب دورها باتقان ،فان فرنسا تأمل ان تتصرف وفق مركزها كزوجة الرئيس كما تأمل ايضا ان يتصرف ساركوزي كرئيس.
وفي حال لم تسر الامور وفق المخطط فيمكن لكارلا دائما التعبير عن مشاعرها بكتابة اغنية عن الزيارة .. نصيحة من الدايلي ميل الى كارلا بروني .
الجانب السياسي للزيارة
تأتي زيارة الرئيس الفرنسي في محاولة الى اعادة تنشيط التعاون بين فرنسا وبريطانيا ، ومن المتوقع ان يلقي كلمة امام مجلسي العموم واللوردات في البريطانيين في ويستمنستر في خطوة تكريمية لم يسبقه اليها سوى 31 قائدا اجنبيا منذ 1939 وستتمحور الكلمة حول العلاقات بين البلدين التي مرت بمراحل تنافس وصداقة . كما سيلتقي رئيس الوزراء غوردن براون في اول قمة بينهما في مقر الحكومة البريطانية في استاد الامارات الخاص بفريق ارسنال الذي يضم خمسة لاعبين فرنسيين.
وستتمحور المباحثت حول الوضع في افغانستان واصلاح المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي ومجلس الامن. ويفترض ان يتناول اللقاء ايضا شفافية اسواق المال ومسألة الدفاع الاوروبي. وسيعلن ساركوزي وبراون خطة مشتركة تهدف الى اقامة محطات نووية في بريطانيا وتصدير تقنياتها الى دول العالم في مرحلة ثانية.

المراقبون وصفوا اللقاء بين براون وساركوزي بانه لقاء بين شخصين يائسين ، الاول مدمن على التواجد حول الاغنياء والتنقل بين يخت الى اخر ، اما الثاني فيعيش يومه وكأنه الاخير لكن فخامة ساعات الرولكس واليخوت لن يكون لها اي مكان في هذا اللقاء.
للرجلين بعض النقاط المشتركة ،يقول سيمون هافير، براون صور حين تم انتخابه بانه رجل مؤهل لتولي منصب رئاسة الوزراء وانه لم يكن يملك اي محبة للامة فهو على الاقل يحترمها ، لكن شيئا ما تحول وساءت الامور.واخد غوردن براون يفقد اعصابه ،وبات يتأرجح بين كونه رجل سلطة وبين اعادة الاسطوانة القديمة مرارا دون الخروج باي جديد على الشعب البريطاني.

ساركوزي من جهته صور في الاطار نفسه ،فالبرنامج الاصلاحي الذي تم انتخابه على اساسه لم يعد له اي وجود، وانغمس في فضائح حياته الشخصية وعوض الفوز بمحبة شعبه لم يفز سوى بالسخطquot;.
بعض وسائل الاعلام البريطانية تمنت ان quot;ينتبه quot;الرجلان الى مسائل العالم الملحة ،فالازمات الاقتصادية تلوح في الافق ،والارهاب ما زال يتوسع .
فرنسا تسعى جاهدة الى تحصين الى عضوية كاملة في الناتو .

سعي ساركوزي الحثيث الى مزيد من التعاون في مجال الدفاع يقابله حذر بريطاني ، فبراون يتخوف من تصوير اي تقدم في مجال التعاون بين البلدين على انه تقدم في العلاقات الانكليزية الفرنسية خارج نطاق الاتحاد الاوروبي .ومع ذلك فساركوزي عازم وبقوة على تحقيق اي اختراق في هذا المجال .