إسلام اباد: أبلغ رئيس الوزراء الباكستاني الجديد يوسف رضا جيلاني الرئيس الأميركي جورج بوش ان باكستان تؤيد الحملة التي تقودها الولايات المتحدة على الارهاب لكن يتعين اتباع quot;نهج شاملquot; يتضمن حلولا سياسية لمعالجة المشكلة. واجرى مبعوثان امريكيان محادثات مع جيلاني يوم الاربعاء بعد يوم من ادائه اليمين رئيسا لحكومة من المنتظر ان تعيد تقييم السياسة بشأن الارهاب.

والرئيس الباكستاني برويز مشرف الجنرال السابق بالجيش الذي استولى على السلطة في انقلاب عسكري في 1999 حليف وثيق للولايات المتحدة منذ الهجمات التي شنت على مدن امريكية في 11 سبتمبر ايلول 2001 لكن تزايدت عزلته بعد هزيمة حلفائه في الانتخابات الباكستانية التي جرت في 18 فبراير شباط.

ويقول محللون ان الولايات المتحدة تريد ان تضمن ان تحافظ الحكومة الائتلافية الجديدة على التزام مشرف بمكافحة المتشددين. وتحدث بعض زعماء الائتلاف عن الحاجة الى اجراء محادثات مع المتشددين مما اثار اسئلة بشأن استراتيجية باكستان الامنية وخاصة مع انحسار سلطة مشرف.

وكان بوش قد اجرى اتصالا هاتفيا مع جيلاني بعد وقت قصير من ادائه اليمين. وقال بيان للحكومة تم الاطلاع عليه يوم الأربعاء ان جيلاني أبلغ بوش quot;باكستان ستواصل مكافحة الارهاب في كافة اشكاله ومظاهره لان هذا من مصلحة باكستان الوطنية.quot;

quot;لكنه قال ان من المطلوب اتباع نهج شامل في هذا الخصوص خاصة تضافر النهج السياسي مع برامج التنمية.quot; وجيلاني مسؤول بارز في حزب الشعب الباكستاني الذي فاز بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات والذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو التي اغتيلت في ديسمبر كانون الاول.

ويشكل جيلاني حكومة ائتلافية يشارك فيها حزب رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف الذي جاء حزبه في المرتبه الثانية في الانتخابات وحزبان صغيران اخران على الاقل. ولا يحظى دعم مشرف للحملة التي تقودها الولايات المتحدة على الارهاب بتأييد كثير من الباكستانيين الذين يقولون انه ينفذ اوامر الولايات المتحدة مما يثير أعمال عنف من جانب المتشددين.

ووصل جون نيجروبونتي نائب وزيرة الخارجية الأميركية وريتشارد باوتشر مساعد الوزيرة الى اسلام اباد يوم الثلاثاء قبل ساعات من اداء جيلاني اليمين. واجتمع المسؤولان الأميركيان مع مشرف وزعماء رئيسيين في الائتلاف الجديد بمن فيهم اصف علي زرداري أرمل بوتو وخلفها السياسي ونواز شريف رئيس الوزراء السابق الذي اطاح به مشرف عام 1999.

وابلغ شريف المسؤولين الأميركيين ان السياسة الامنية لن تكون اعتبارا من الان في يد مشرف وحده. وأضاف شريف ان البرلمان الجديد سيعيد النظر في سياسة مشرف لمكافحة المتشددين وسيقدم توصيات. وزار نجروبونتي وباوتشر منطقة لقبائل الباشتو قرب ممر خيبر في الاقليم الشمالي الغربي الحدودي الباكستاني الموبوء بالعنف واجريا محادثات مع زعماء قبليين.

واجتمع المسؤولان في وقت لاحق مع جيلاني الذي جدد دعوته الى وسائل جديدة لمكافحة الارهاب. وقال مكتب رئيس الوزراء quot;في حين جدد تصميم باكستان القوي على معالجة مسألة الارهاب فان رئيس الوزراء قال انه يتعين على المجتمع الدولي ان يبذل المزيد من الجهد من اجل تطوير نهج جماعي.quot;

واضاف ان جيلاني ابلغ المسؤولين الأميركيين ان جميع القرارات المهمة للسياسة ستتخذ من خلال البرلمان. وقال ايضا ان تحسين التنمية الاقتصادية في المناطق الواقعة على الحدود مع افغانستان ضروري لمعالجة التطرف.

ووعدت الولايات المتحدة بمعونات قيمتها 750 مليون دولار للمساعدة في تطوير تلك المناطق رغم ان مسؤولين باكستانيين قالوا انهم لم يروا مساعدة تذكر حتى الان. وستقدم الولايات المتحدة ايضا مساعدة في التدريبات لعمليات مكافحة التمرد. وانتقدت الولايات المتحدة في السابق اتفاقات سلام ابرمتها السلطات الباكستانية مع متشددين اسلاميين بهدف عزل حلفائهم الاجانب من تنظيم القاعدة.