المالكي يمدد فترة تسليم السلاح عشرة أيام
رفض آلاف الجنود القتال يعيق السيطرة على البصرة

أسامة مهدي من لندن: في وقت يعقد مجلس النواب العراقي اليوم جلسة طارئة لبحث الازمة الناتجة عن المعارك الجارية في مدينة االبصرة الجنوبية ومحافظات أخرى، كشف مصدر موثوق عن صعوبات حقيقية تواجه القوات الحكومية في السيطرة على الأوضاع هناك، بسبب رفض مئات الجنود القتال، متوقعًا مشاركة القوات الأميركية فيه خلال أيام في حال الفشل في إنهاء نشاط المسلحين من عناصر جيش المهدي.

وأبلغ المصدر quot;إيلافquot; في اتصال هاتفي من البصرة أن الوضع العسكري في المدينة يشهد فوضى حقيقية نتيجة رفض الآلاف من الجنود من سكان المحافظة خاصة الدخول في قتال مع مسلحي جيش المهدي، حيث أن هناك حوالى 16 ألف عسكري بصري. وأكد أن المسلحين ما زالوا يسيطرون على بعض مراكز الشرطة في احياء المدينة التي لم تتمكن القوات الحكومية من السيطرة عليها تمامًا. وأكد أن جيش المهدي قد سيطر على العشرات من العجلات العسكرية التابعة للجيش العراقي وكتب عليها جيش الامام مقتدى. وأوضح أن القيادات العسكرية التي وصلت الى البصرة الاثنين الماضي برفقة رئيس الوزراء نوري المالكي، لم تكن تملك خطة محكمة لمواجهة جيش المهدي، فدخلت معه في قتال لم يتم التهيؤ له، عدا استقدام تعزيزات عسكرية من محافظات قريبة كان اخرها من محافظة كربلاء .

واضاف أن نداء المالكي للمسلحين بإلقاء السلاح خلال 72 ساعة وانتهت مدته اليوم، وقد واجه فشلاً كبيرًا ما كان يدرس معه رئيس الوزراء تمديده لايام اخرى . وتوقع ان تشارك القوات الاميركية في القتال الى جانب قوات الحكومة العراقية اذا لم تحسم هذه الوضع الامني لصالحها خلال الأيام الثلاثة المقبلة.

المالكي يمدد فترة تسليم السلاح عشرة أيام
هذا و اعلن رئيس الوزراء نوري المالكي تمديد دعوة سابقة حددها بثلاثة ايام لالقاء السلاح الى عشرة ايام اخرى في وقت يجري فيه تطبيق حظر شامل التجوال في بغداد حتى الاحد المقبل في وقت اكدت القوات الاميركية قتل 24 مسلحا في العاصمة.
وقال بيان صدار عن مكتب المالكي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; صباح اليوم quot;تأكيدا على اهداف عمليات البصرة بمتابعة الخارجين عن القانون والمطلوبين للقضاء واستجابة لضرورة واهمية معالجة المظاهر المسلحة غير المشروعة وما ترتبه من إخلال بلأمن وتعريض حياة وممتلكات المواطنين للخطروحرصا من الدولة في اعطاء فرصة لعدم التعقب والمسائلة القانونية فأنه على جميع حائزي الاسلحة الثقيلة والمتوسطة تسليم اسلحتهم للجهات الامنية وذلك مقابل مكافئة مالية ابتداءا من الثامن والعشرين من اذار الجاري ولغاية الثامن من نيسان المقبلquot;.


ويأتي قرار التمديد هذا نتيجة عدم استجابة مسلحي جيش المهدي لدعوة سابقة اطلقها المالكي الاربعاء الماضي وحددها باثني وسبعين ساعة لتسليم مسلحي البصرة اسلحتهم الى الجهات الامنية وتقديم تعهد بعدم التعرض للجيش مقابل عدم متابعتهم قضائيا .
وجاء تمديد فترة تسليم الاسلحة في الوقت الذي تعيش فيه بغداد منذ ليلة امس حظرا شاملا للتجوال سيستمر حتى صباح الاحد المقبل وذلك اثر التظاهرات التي نظمها التيار الصدري في عدد من مناطق العاصمة ضد الحكومة امس وبعد الاشتباكات المسلحة التي عاشتها هذه المناطق بين جيش المهدي من جهة والقوات العراقية والاميركية من جهة اخرى .

وعلى الصعيد الامني نفسه اعلنت القوات الاميركية اليوم قتل 24 مسلحا في بغداد . وقالت القوات ان جنود التحالف نفذوا مع نظرائهم العراقيين عمليات في العاصمة بالاعتماد على معلومات استخباراتية دقيقة بعد ان زاد هؤلاء المسلحين من هجماتهم ضد المدنيين والحكومة العراقية وقوات الامن العراقية والاميركية .
وواشارت الى انه قتل اثنان من الجنود الاميركان مع منتسب من الشرطة العراقية في هذه الهجمات كما جرح ايضا سبعة من الجنود الاميركان وثلاثة من جنود الجيش العراقي ومنتسب واحد في الشرطة واثنان من المدنيين الاميركان وخمسة من عناصر الصحوة واربعة مدنيين عراقيين .


وقال رئيس اركان الفرقة متعددة الجنسيات في بغداد العقيد الين باتشيليت quot;استمر الارهابيون ايضا في تنفيذ هجمات محدودة جدا بنيران غير مباشرة ضد قواعد العمليات المتقدمة والمراكز الامنية المشتركة والمنطقة الدولية في محاولة لأيذاء المواطنين الابرياء والمسؤولين الحكوميين العاملين نحو المصالحة في القطر .. وسوف نطارد بقسوة هؤلاء الاشخاص الذين يبحثون عن قتل وترويع وترهيب مواطني بغداد . وخلافا لما قيل , فان هذه ليست معركة ضد جيش المهدي انها بشكل صريح وبسيط قتال ضد هؤلاء الذين يخرقون القانون .quot;

ويشارك اكثر من 45 عسكريًا في عمليات محافظة البصرة الجنوبية التي تعتبر ثاني أكبر محافظات العراق بعد بغداد، ويسكنها أكثر من مليوني نسمة حيث أن هناك 35 الف عسكري هم قوات البصرة ضمن الفرقة 14 المتمركزة فيها مع 3 آليات اخرى تم تعزيزها باكثر من خمسة الاف عسكري من المحافظات المجاورة مطلع الاسبوع الحالي، ويتم تعزيزها حاليًا بقوات اضافية نتيجة المقاومة الشديدة التي يواجهها بها جيش المهدي .

معروف أن الآلاف من افراد المليشيات المسلحة وعناصر الاحزاب السياسية الشيعية قد انضموا الى القوات الامنية، ومن بينهم عدد كبير من المتعاطفين مع التيار الصدري وهؤلاء يرفضون الدخول في قتال دام مع مسلحي جيش المهدي في مختلف المحافظات الجنوبية .
ومع تأزم الاوضاع العسكرية في البلاد، اثر توسع المعارك من البصرة الى محافظات جنوبية اخرى، إضافة الى العاصمة بغداد فقد عقد رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري اجتماعًا بمنزله في بغداد الليلة الماضية مع عدد من الشخصيات السياسية يتقدمها رئيس مجلس النواب محمود المشهداني ورئيس المؤتمر الوطني احمد الجلبي وعدد من النواب الاعضاء في الإئتلاف الشيعي والكتلة الصدرية وشخصيات أخرى.

وفي ختام الاجتماع، أعلن المشهداني في مؤتمر صحافي أن مجلس النواب سيعقد اليوم جلسة طارئة لمناقشة الازمة التي تعيشها البلاد بسبب تداعيات الاوضاع في البصرة، مؤكدًا ضرورة التحرك لنزع فتيلها. ومن جهته، أكد الجعفري ضرورة التحرك على اطراف المشكلة في اشارة الى الحكومة والتيار الصدري من اجل الدخول في حوار يحقق مصالحة فيما بينها . وقال إن هذا الحوار يجب ان يتم على قاعدة لا منتصر ولا مهزوم في الازمة.

ويأتي هذا الاجتماع في وقت بدأت في مدينة النجف مباحثات بين وفد عن حزب الدعوة بزعامة المالكي برئاسة النائب علي الأديب وآخر عن التيار الصدري برئاسة لواء سميسم رئيس الهيئة السياسية وذلك لنزع فتيل الأزمة في محافظة البصرة، حيث تخوض القوات العراقية مواجهات عسكرية تستهدف التيار حيث تتركز المباحثات على سبل وقف القتال في المدينة والتوصل الى حلول سلمية .

وعلى الرغم من توجيه المالكي اتهامات شديدة اللهجة لمسلحي جيش المهدي الذين لم يذكرهم بالاسم، مؤكدا رفضه محاورة ما اسماها بالعصابات الاجرامية فقد دعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى حل سلمي في بيان الليلة الماضية .

وقال المالكي خلال استقباله وفدًا عشائريًا في البصرة quot;مع الاسف الشديد فوجئنا بأن جهة سياسية استنفرت كل قواتها من اجل تعطيل عمل الدولة، وبادرت فورًا في ضرب المنشآت ومراكز الشرطة، ما أكد لنا تمامًا أن غالبية ما كان يجري من اعمال شريرة كانت تقوم بها هذه المجموعةquot; في اشارة الى جيش المهدي. واضاف quot;لم نأتِ للتصدي لجهة سياسية، انما هناك عصابات اجرامية تسلب وتهرب وتقتل، بصراحة لا يهمنا ان تكون العصابات منتمية إلى هذا الحزب او هذا التيار او الطائفة، المهم انها عصابات تجاوزت الحدود واعتدت على الدولة وسفكت الدماءquot;.

وشدد بالقول quot;ان الحكومة لا تتحدث مع عصابات وخارجين عن القانون، الدولة هي الحاكمة وهي قادرة على مواجهة اي قوة. عقدنا العزم على التصدي للعصابات الاجرامية ولا رجعة ولا تفاوض معهم. نرفض التحاور مع العصاباتquot;. وفي المساء، أعلن مكتب مقتدى الصدر في مدينة النجف المقدسة جنوب بغداد في بيان، أن الصدر الذي يتزعم جيش المهدي دعا الى quot;حل سياسي وسلميquot; للاقتتال.

وقد دخل قتال البصرة الجمعة يومه الرابع حيث بلغ عدد القتلى اكثر من مئة في البصرة وبغداد والكوت والعمارة وكربلاء بينهم نساء واطفال، فضلاً عن ضحايا الهجمات غير المباشرة الناجمة عن سقوط قذائف أو صواريخ على مناطق سكنية.

وفي وقت تعيش فيه 7 محافظات جنوبية حظرًا للتجوال منذ الاربعاء الماضي، فقد تم فرض حظر مماثل شامل حتى الأحد المقبل.

واعلنت قيادة عمليات فرض القانون في بغداد عن فرض حظر شامل للتجوال في جميع مناطق بغداد اعتبارًا من مساء امس الخميس حتى صباح يوم الاحد المقبل . وقالت في بيان
ان حظر التجول يشمل الأشخاص والمركبات والعربات والدراجات بجميع انواعها أعتبارًا من الساعة الحادية عشر من مساء الخميس وحتى الساعة الخامسة من صباح يوم الأحد المقبل .
ويأتي القرار بعد ان شهدت مناطق مختلفة من بغداد اشتباكات مسلحة بين انصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات العراقية والاميركية وسقوط عدد من القتلى والجرحى .
ومن جهته، أكد مجلس الرئاسة العراقية دعمه للحكومة العراقية في التصدي للمسلحين .

وقال المجلس الذي يضم الرئيس جلال طالباني ونائبيه عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي ان الحكومة تقوم بواجبها في التصدي للخارجين على القاتنون ومثيري الاضطرابات .