بكين: اتهمت الحكومة المركزية في الصين رسمياً إحدى الجماعات المسلحة في إقليم التبت، بالتخطيط لشن هجمات انتحارية، وهي الاتهامات التي سارعت حكومة الإقليم في الخارج بنفيها على الفور.
وقال المتحدث باسم وزارة الأمن العام الصينية، وو هيبينغ، في مؤتمر صحفي بالعاصمة بكين الثلاثاء: quot;حسب معلوماتنا فإن الخطة التالية لقوات تحرير التبت، تتضمن تشكيل كتائب لتنفيذ هجمات انتحارية.quot; إلا أن المسؤول الصيني، الذي نقلت أسوشيتد برس تصريحات مترجمة له، لم يتطرق إلى مزيد من التفاصيل، كما لم يكشف عن أية أدلة تثبت صحة تلك الاتهامات.
وفي المقابل، نفى رئيس حكومة التبت في المنفى، سامدونغ رينبوش، تلك الاتهامات، قائلاً: quot;إننا لم نسمع أبداً عن جماعة باسم قوات تحرير التبت، وكل ما نخشاه الآن أن تكون الصين تروج لهذه المزاعم، لتبرير حملات القمع في الإقليم، أمام المجتمع الدولي.quot;
وأضاف رينبوش في تصريحات له من quot;دارامصالاquot; بالهند، حيث يعيش الزعيم الروحي لإقليم التبت، الدالاي لاما، قائلاً: quot;إنها (الاتهامات) تثير مخاوفنا نحن، حيث لا توجد أية جماعات أو أشخاص في التبت تخطط لتفجيرات انتحارية أو أي شيء من هذا القبيل.quot;
جاءت هذه الاتهامات من جانب حكومة بكين، بعد قليل من دعوة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، جيانغ يو، الدالاى لاما، إلى quot;وقف جميع الأنشطة الانفصالية والتخريبية، إذا كان يريد فعلاً الاتصال بالحكومة المركزية والتشاور معهاquot;، حسبما نقلت وكالة quot;شينخواquot; الصينية للأنباء.
وقالت جيانغ، في مؤتمر صحفي بعد ظهر الثلاثاء، إنه quot;إذا كان الدالاى لاما يريد أن يصبح quot;عضوا في الأسرة الكبيرة للوطن الأم، فعليه أن يوقف فوراً جميع الأنشطة العنيفة، التي تحرض على الضرب والتحطيم والنهب والحرق، ووقف جميع الأنشطة التي تفسد وتخرب دورة العاب بكين الأولمبية، ووقف جميع الأنشطة التي تهدف إلى فصل التبت عن الصين.quot;
وفي العاصمة الأمريكية واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، طوم كاسي، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة لا ترى مبرراً لمشاركة الصين مخاوفها من أنصار الدالاي لاما يخططون لشن هجمات انتحارية.
وأضاف كاسي قوله: quot;الدالاي لاما رجل سلام، وليست هناك بالقطع أية مؤشرات تدل على أنه يعتزم القيام بأي عمل آخر غير الحوار مع الصين بشأن كيفية التعامل مع بعض القضايا الخطيرة هناك.quot;
وبدأت المصادمات في quot;لاساquot; العاصمة الإقليمية للتبت، بين المتظاهرين التبتيين وقوات الأمن الصينية منذ العاشر من مارس/ آذار الماضي، بمناسبة الذكرى الـ49 لانتفاضة التبت ضد الحكم الصيني، ثم سرعان ما انتقلت إلى عدة مناطق أخرى، مما أسفر عن سقوط عشرات القتلى.
التعليقات