بكين: اتهمت الصين يوم الثلاثاء الدالاي لاما الزعيم الروحي للتبت بتنظيم أحداث الشغب التي أودت بحياة عشرات في الاقليم الواقع في الهيمالايا بغرض تخريب الدورة الاولمبية التي تجري في البلاد في اغسطس اب.

ونفى الدالاي لاما الذي يعيش في المنفى في الهند التهمة وتعهد بالتنحي عن منصبه اذا خرج العنف في التبت عن نطاق السيطرة.

وقالت حكومة التبت في المنفى من مقر الدالاي لاما عند سفح الهيمالايا في الهند انها تعتقد ان عدد القتلى بلغ الان 99 شخصا خلال الاشتباكات التي جرت بين السلطات الصينية والتبتيين على مدار الاسبوع من بينهم 19 قتيلا سقطوا يوم الثلاثاء فقط.

ودافع رئيس الوزراء الصيني وين جيا باو يوم الثلاثاء عن حملة بلاده في لاسا عاصمة الاقليم ومنطقتين مجاورتين امتدت اليهما الاضطرابات في مطلع الاسبوع.

وقال وين في مؤتمر صحفي quot;هناك أدلة كثيرة تثبت ان هذا الحادث نظمته ودبرته وحرضت عليه بطانة الدلاي.

quot;هذا كله يكشف أن المزاعم المستمرة لبطانة الدلاي بأنهم لا يسعون الى الاستقلال بل الحوار السلمي ليست سوى أكاذيب.quot;

ونفى الدالاي لاما الذي فر الى المنفى في الهند عام 1959 الاتهامات الصينية بأنه حرض على الشغب في التبت.

وتفجرت احتجاجات مؤيدة للاستقلال يقودها رهبان بوذيون هي الاكبر منذ عقدين في لاسا عاصمة التبت يوم الجمعة الماضي وانتشرت الى منطقتين صينيتين مجاورتين يسكنها تبتيون.

وتحولت بعض الاحتجاجات الى اعمال عنف ألقت بظلال سلبية على الصين التي تسعى جاهدة لتحسين صورتها مع استعدادها لاستضافة دورة الالعاب الاولمبية في اغسطس اب القادم.

وطالب الدالاي لاما بالتحقيق في الحملة الصينية على المحتجين في التبت وما اذا كانت تصل الى حد quot;ابادة ثقافةquot; التبت.

وذهب متحدث باسم الخارجية الصينية في وقت لاحق الى المطالبة بمحاكمة الزعيم الروحي للتبت.

وحين طلب من كين جانج المتحدث باسم الخارجية الصينية التعليق على تصريح الدالاي لاما قال quot;في الحقيقة ما يجب ان ينشغل به المجتمع الدولي ويسأل عنه هو ما هو بالتحديد الدور الذي لعبه (الدالاي لاما) في هذا الحادث الخطير للعنف الاجرامي والذي شمل القتال والتحطيم والسلب والنهب.

quot;الذي يجب ان يحاكم ويخضع للتحقيق هو الدالاي لاما نفسه.quot;

وقال الدالاي لاما الحاصل على جائزة نوبل للسلام في مؤتمر صحفي في دهارامسالا في شمال الهند quot;اذا خرجت الامور عن نطاق السيطرة سيكون الخيار الوحيد المتاح أمامي هو الاستقالة الكاملة.quot;

وصرح تنزين تاكلها المتحدث باسم الدالاي لاما بأن اعمال الشغب بدأت بحادثة او اثنتين وأضاف quot;بسبب التكنولوجيا وتناقل الكلام انتشر الخبر سريعا. كان هذا عفويا بدرجة كبيرة.quot;

ويقول الدالاي لاما دوما انه لا يريد استقلال التبت عن الصين بل حكما ذاتيا في اطار الصين التي ارسلت قوات الى الاقليم عام 1950 .

وتقول السلطات الصينية ان قوات الامن تحلت بضبط النفس ردا على عمليات السلب والنهب التي جرت في لاسا واستخدمت أسلحة غير فتاكة وان 13 quot;مدنيا بريئاquot; فقط ماتوا.

وقال رئيس الوزراء الصيني ان المحتجين quot;كانوا يودون التحريض على تخريب الالعاب الاولمبية لتحقيق أغراضهم غير المعلنة.quot;

ودعت دول غربية بكين الى ضبط النفس لكن البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية صرح يوم الاثنين بانه لم تصدر دعوات من الحكومات لمقاطعة دورة بكين الاولمبية هذا العام.

وقال روج لرويترز في ترينيداد quot;لم تصدر على الاطلاق دعوات للمقاطعة.. ولم تطالب حكومات بذلك ونشجع بقوة موقف الاتحاد الاوروبي وجميع الحكومات الكبرى التي قالت فيما يشبه الاجماع ان المقاطعة ليست حلا.quot;

لكن هانز جيرت بوتيرينج رئيس البرلمان الاوروبي حث السياسيين على التفكير في مقاطعة الدورة الاولمبية في بكين احتجاجا على حملتها على المتظاهرين في التبت.

وقال للاذاعة الالمانية يوم الثلاثاء ان السياسيين الذين يعتزمون حضور حفل افتتاح الدورة في اغسطس اب عليهم ان يعيدوا التفكير في ذلك.

وأضاف quot;من السابق لاوانه معرفة كيف ستتطور الامور لكن على المرء ان يبقي كل الخيارات مفتوحة.quot;

وهاجم بوتيرينج الذي ينتمي الى الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ الذي تتزعمه انجيلا ميركل المستشارة الالمانية رد فعل الصين على الاحتجاجات التي قادها الرهبان في التبت. وقال quot;لا نستطيع ان نوافق على ما يحدث في التبت. وعلى الصينيين ان يدركوا ذلك.quot;

وفي تايوان التي تعتبرها بكين اقليما منشقا قال يوم الثلاثاء المرشح الرئاسي ما ينج جيو وهو من الحزب الوطني المعارض الذي يفضل دوما علاقات أفضل مع الصين انه قد يفكر في مقاطعة الدورة الاولمبية في بكين اذا فاز في انتخابات الرئاسة التي تجري يوم السبت القادم.

وقال للصحفيين quot;اذا واصل الشيوعيون الصينيون قمع شعب التبت واستمر الموقف في التبت في التدهور واذا انتخبت رئيسا لن استبعد عدم ارسال فريق الى دورة بكين الاولمبية لعام 2008 .quot;