مخطط حمساوي لإغتيال أحد قادة فتح داخل مصر
قمة ثلاثية تجمع مبارك وعبد الله الثاني وعباس

نبيل شرف الدين من القاهرة: شهدت القاهرة نشاطًا سياسيًا مكثفًا اليوم الأربعاء، فبعد اجتماع قمة ثنائي بين الرئيس المصري حسني مبارك ومحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية، إلتأمت قمة أخرى بين الرئيس المصري والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ثم انضم لاحقًا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إلى تلك المحادثات لتصبح قمة ثلاثية، وصفها المتحدث باسم الرئاسة المصرية بأنها تناولت بحث جهود دفع عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وكل ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية.

وعقب اجتماعه مع مبارك، قال رئيس السلطة الفلسطينية إنه أطلعه بما دار في أجواء قمة دمشق، واللقاءين اللذين عقدهما مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، فضلاً عن آفاق المستقبل بالنسبة إلى مسار عملية التفاوض مع إسرائيل، خاصة القضايا الست التي تتألف منها مفاوضات الوضع النهائي.

ومضى عباس معلنًا أنه يعتزم زيارة الولايات المتحدة في الثالث والعشرين من نيسان (أبريل) الحالي، وأعرب عن أمله أن تحقق هذه الجهود تقدمًا في العملية السياسية يقود إلى قيام الدولة الفلسطينية، وأوضح أن الأميركيين يدركون جيدًا الموقف الفلسطيني الرافض لفكرة الدولة ذات الحدود الموقتة، وبالتالي فإن الحديث سينصب على إقامة الدولة الفلسطينية، على النحو الذي تضمنه وعد الرئيس الأميركي جورج بوش.

وجدد عباس دعوة حركة quot;حماسquot; إلى التراجع عن quot;انقلاب غزةquot;، والموافقة على عقد انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة، معتبرًا أنها الحل الديمقراطي والمخرج للجميع من الأزمة الفلسطينية الراهنة، مشددًا على ضرورة تحقيق هذا الأمر في اسرع وقت ممكن .

مؤامرة حماس
من جهة أخرى، سرب مصدر فلسطيني رفيع المستوى يقيم في القاهرة معلومات عما وصفه بمخطط إرهابي كان يزمع القيادي في حماس أيمن نوفل الذي ينتمي لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة، المعتقل حاليًا في مصر، كان يعتزم اغتيال احد قادة حركة فتح داخل الأراضي المصرية، وأنه اعتقل وبحوزته متفجرات وبندقية آلية لتنفيذ هذه العملية.

وأكد مصدر مطلع في القاهرة عدم وجود معتقلين آخرين من حماس في مصر باستثناء أيمن نوفل بعد أن أطلقت السلطات المصرية قبل أيام سراح ثلاثة وثلاثين من أعضاء حركة حماس . وشدد المصدر المصري على أن القاهرة لن تسمح بحال من الأحوال أن تتحول الأراضي المصرية إلى ساحة لتصفية الخصوم الفلسطينيين وأنها ستضرب بكل شدة على كل من يحاول ذلك، مهما كان انتماؤه السياسي، وأن الأمن المصري خط أحمر لا يمكن المساومة عليه تحت أي ظروف.

وطيلة يومين واصل عشرات من أنصار حركة حماس اعتصامهم في الجانب الفلسطيني من معبر رفح مطالبين السلطات المصرية بالإفراج عن أعضاء الحركة المعتقلين لديها منذ اختراق الحدود بين مصر وقطاع غزة قبل نحو شهرين .

على صعيد ذي صلة كشف مصدر من حركة فتح، يقيم بالقاهرة عن معلومات مفادها أن مصر جمدت وساطتها حاليًا أي جهود تتعلق بإعادة الحوار بين حركتي حماس وفتح، بعد أن وصلت المبادرة اليمنية إلى طريق مسدود، وأشار المصدر إلى أن وفد حركة فتح الذي زار القاهرة أخيرًا، خلص عقب مشاورات مكثفة مع مسؤولين أمنيين وسياسيين مصريين إلى أن مصر ترعى الشرعية الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، وأنها تركز في لقاءاتها مع قادة الفصائل والقوى الفلسطينية على مسألتين فقط هما التهدئة مع إسرائيل، وتنظيم عملية المعابر بين مصر وقطاع غزة الفلسطيني .

من جهة أخرى، كان وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط قد التقى شلومو بن عامي وزير خارجية إسرائيل الأسبق ونائب رئيس مركز طليطلة الدولي للسلام، وعقب اللقاء قال أبوالغيط إن محادثاتهما تركزت على ضرورة العمل على انتهاز الفرصة الراهنة للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال هذا العام وفق مقررات quot;أنابوليسquot;، وتهيئة مناخ موات لتحقيق تقدم في مفاوضات السلام.