أسامة مهدي من لندن: في وقت استجاب فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم لنداء وجهه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ليلة امس بوقف حملة القتل والاعتقالات ضد عناصر تياره الصدري الذي يقوده فإن التيار نظم اليوم في بغداد ومحافظات اخرى حملة اعتصامات واسعة تطالب برحيل الاحتلال ووقف الاعتقالات .. فيما قرر الصدر نقل مكان المسيرة المليونية من مدينة النجف الى بغداد الاربعاء المقبل في الذكرى الخامسة لاحتلال العراق .. فيما اعلنت الامم المتحدة ان الانهيار الامني الذي شهدته مدن عراقية مؤخرا قد ادى الى مقتل 700 شخص واصابة 1500 اخرين .. بينما دعا الرئيس جلال طالباني ونائبه طارق الهاشمي الى اجتماع عاجل للمجلس السياسي للأمن الوطني .
واليوم امر المالكي بوقف الملاحقات وعمليات الدهمضد المسلحين ومعظمهم من جيش المهدي التابع للصدر . وقرر المالكي منح الامان لمن يلقي السلاح من المشاركين في اعمال العنف التي شهدتها بغداد والبصرة ومدن عراقية جنوبية اخرى خلال الاسبوع الماضي. واضاف المالكي في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;إيلافquot; اليوم انه قرر منح مبالغ مالية لعوائل ضحايا اعمال العنف هذه وإرجاع العوائل التي هجرت منازلها .
واضاف انه لإفساح المجال وإعطاء فرصة للنادمين الراغبين في إلقاء السلاح تتوقف الملاحقات وعمليات الدهمفي جميع المناطق ويحاسب من يعود الى حمل السلاح كما يمنح الامان لمن يلقي السلاح من المشاركين في اعمال العنف التي حدثت في الفترة الاخيرة وتعويض الاضرار المادية التي لحقت بممتلكات المواطنين والمباشرة بالمشاريع العمرانية وتوفير الخدمات في المناطق المتضررة والمحرومة .
وقد شهد العديد من المدن العراقية اليوم تظاهرات مساندة للمالكي رفعت شعارات تؤيد عمليات القوات المسلحة لفرض القانون وإنهاء نشاطات المسلحين من عناصر جيش المهدي .
وفي مواجهة ذلك شارك عشرات الالاف من انصار التيار الصدري في بغداد والبصرة في اعتصامات بعد صلاة الجمعة مطالبين برفع الاجراءات الأمنية المشددة عن المناطق الشيعية واطلاق سراح المعتقلين. وقد هتف المعتصمون ضد الاحتلال والولايات المتحدة واطلاق سراح المعتقلين من ابناء التيار . كما رفعوا لافتات تقول quot;نطالب بإطلاق سراح المعتقلين من سجون الاحتلال والسجون العراقيةquot; .. و quot;نطالب بفك الحصار وخروج المحتل من مدينة الصدرquot;.
وفي بغداد اعتصم أنصار التيار الصدري في مناطق الشعلة والكاظمية ومناطق اخرى للمطالبة بفك الحصار عن المناطق الشيعية وإطلاق سراح المعتقلين من أبناء التيار. اما في البصرة فقد خرج الالاف من انصار التيار الصدري وسكان المدينة في تظاهرة بعد صلاة الجمعة يتقدمهم رجال دين وسط حراسة مشددة مستنكرين الاجراءات التي فرضها السلطات على مدينتهم ومطالبين بوقف اعتقالات ابناء التيار.
وسيقوم المعتصمون الليلة بإضاءة الشموع داعين الى وقف محاصرة المدن . ونظم المعتصمون مخيمات شعبية للاعتصام والمطالبة بوقف الاعتقالات العشوائية وتجنب التصعيد ضد ابناء التيار الصدري.
ومن جهته اعلن صالح العكيلي عضو مجلس النواب عن التيار الصدري ان مقتدى الصدر أصدر أوامره بانطلاق المسيرة المليونية في بغداد بدلا من النجف يوم الاربعاء المقبل التاسع من الشهر الحالي في الذكرى الخامسة لاحتلال العراق وذلك للمطالبة بجلاء quot; المحتل.quot;
وأوضح العكيلي انه quot; تم ابلاغ المواطنين عن طريق منبر الجمعة اليوم في مدينة الصدر في بغداد بأن التظاهرة التي من المقرر ان تنطلق في مدينة النجف يوم الاربعاء المقبل يوم احتلال العراق تم تغيير مكانها لتكون في بغداد وليس في النجف كما ابلغ وكالة quot;اصوات العراقquot; .
وكان الصدر قد امر امس الاول بتنظيم مسيرة مليونية الى مدينة النجف (160 كم جنوب غرب بغداد) قالت الحكومة إنها لن تمنعها مادامت ستجري بشكل سلمي ،واشار الى ان المسيرة سترفع الاحتجاج ضد قوات الاحتلال والمظالم الحكومية التي تستهدف عناصر التيار الصدري بالقتل والاعتقال .
وقالت الامم المتحدة اليوم ان المعارك بين القوات الحكومية وجيش المهدي التابع للصدر خلال الايام القليلة الماضية قد اوقعت اكثر من 700 قتيل و 1500 جريح معظمهم من المدنيين .
وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعطى في الخامس والعشرين من الشهر الماضي اوامره بصفته القائد العام للقوات المسلحة الى القوات بشن عملية ضد جيش المهدي وسرعان ما امتدت المعارك اثر ذلك الى عدة مدن جنوبية عدة بالإضافة الى الاحياء الشيعية في العاصمة بغداد وخاصة الصدر والشعلة والكاظمية . والبصرة هي ثاني اكبر مدن العراق بعد بغداد ويقطنها 5،1 ملايين نسمة ومحافظتها الغنية بالنفط رئة اقتصادية فعلية للبلاد، وتشهد تنافسا عنيفا بين الفصائل الشيعية عليها منذ انسحاب القوات البريطانية منها في منتصف كانون الاول (ديسمبر) تصاعد منذ الاعلان مؤخرا عن اجراء انتخابات مجالس المحافظات في العاشر من تشرين الاول (اكتوبر) المقبل .
وعلى الصعيد نفسه بحث الرئيس العراقي جلال طالباني مع نائبه طارق الهاشمي عصر اليوم الجمعة الاوضاع الراهنة حيث اكدا ضرورة دعوة المجلس السياسي للامن الوطني لعقد جلسة غدا السبت بهدف الوصول الى حلول مناسبة للمشاكل الامنية والسياسية العالقة.
كما جرى خلال اللقاء التشاور بصدد الاتصالات عالية المستوى التي اجرآها الرئيس ونائبه خلال الايام القليلة والتي تهدف دون ريب الى تحسين الاوضاع في البلاد كما قال بيان رئاسي الى quot;ايلافquot;.
التعليقات