القدس: كشفت تقارير إخبارية عن تنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل للكشف عن تفاصيل الغارة الجوية الغامضة التي نفذها الطيران الإسرائيلي داخل الأراضي السورية العام الماضي. ونشرت صحيفة quot;هآرتزquot; الإسرائيلية الأحد أن مسؤولين أميركيين ربما يكشفون عن تفاصيل غارة السادس من سبتمبر/ أيلول 2007، خلال جلسة استماع بالكونغرس في أواخر الشهر الحالي، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس.
ورفض الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريغيف، التعقيب على تقرير الصحيفة.
وفرضت الحكومة الإسرائيلية تعتيماً شديداً على الضربة الجوية، في الوقت الذي زعمت فيه سوريا أن الغارة استهدفت منشأة عسكرية مهجورة.
وزعمت تقارير أن إسرائيل قصفت منشأة نووية تشيدها سوريا بمساعدة من كوريا الشمالية، إلا أن حكومة دمشق فندت تقارير امتلاكها لبرنامج نووي سري، ونفت بيونغ يانغ تورطها في أي مشروع نووي.
ويشار إلى أن صوراً حديثة التقطت بالأقمار الصناعية لموقع المفاعل النووي السوري المزعوم الذي قصفه الطيران الإسرائيلي في مطلع سبتمبر/أيلول الماضي، أظهرت منشأة شيدت حديثاً في الموقع الواقع شمال شرقي سوريا، وفق تصريح خبير نووي مستقل في يناير/كانون الثاني.
وقال ديفيد أولبرايت، من معهد العلوم والأمن الدولي، إن صورة المبنى، الذي تم تشييده على عجالة حسب اعتقاده، لا تدل أنه مخصص لاستخدامات نووية.
وأشار: quot;من هيئة المبنى ذاته أشكك أنه مفاعل نووي، نظراً للتدقيق المفروض على الموقعquot;، مضيفاً بأن أنابيب المبنى تتصل بما يبدو أنه منشأة لمعالجة المياه.quot;
وأردف أن المبنى الجديد أكبر حجماً كما أن طابع سقفه يختلف عن سابقه، الذي دمرته الغارة الإسرائيلية، مشيراً إلى أن المنشأة الجديدة قد تمثل عقبة لأي عمليات تفتيش قد تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في المنطقة.
وكانت التقارير المتداولة قد أشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية قررت قصف الموقع في مطلع سبتمبر/أيلول، بناءً على أدلة بأنه مفاعل نووي، ربما شيد بمساعدة كوريا الشمالية.
وأقرت سوريا في وقت سابق بالضربة الإسرائيلية قائلة إنها استهدفت منشأة عسكرية مهجورة.
ومن جانبها نفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية علمها quot;بأي معلومات متعلقة بمنشأة نووية غير مُعلن عنها في سوريا، أو أي معلومات متصلة بالتقارير المتداولةquot;، حول المنشأة المزعومة.
وقال أولبرايت، وبول برانان، من معهد العلوم والأمن الدولي، عقب تدقيقهما في صور الأقمار الصناعية للموقع قبل الغارة الإسرائيلية، إن الصور تدعم التقارير المتداولة أن المبنى مرتبط ببرنامج نووي سري.
ووجد الخبيران تشابهاً بين المنشأة السورية ومفاعل quot;يونغبيونquot; الكوري الشمالي، في الهيئة والحجم، إلا أنها ليست بالمقارنة الأكيدة.
وكان مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، قد أشار في حديث سابق لصحيفة quot;الحياةquot; أن سوريا رفضت السماح للهيئة الدولية فحص المنطقة.
وشدد البرادعي على عدم امتلاك الوكالة لمعلومات حول برنامج نووي سوري.
وقال إن حكومة دمشق أعلمته أن الموقع المستهدف منشأة عسكرية.
وكان خبير نووي إسرائيلي قد أكد في نوفمبر/تشرين الثاني العام الماضي أن الموقع الذي قصفته الطائرات المقاتلة الإسرائيلية في السادس من سبتمبر/أيلول العام الماضي عبارة عن موقع لتجميع قنبلة نووية.
وقال أستاذ مادة الكيمياء في جامعة تل أبيب، أوزي إيفين، الذي عمل سابقاً في مفاعل ديمونة النووي إن صور الأقمار الصناعية التي أخذت للموقع قبل الضربة الجوية الإسرائيلية لم تبيّن وجود أي أبراج للتبريد أو مداخن، وهي المزايا التي تتصف بها المفاعلات النووية.
ونتيجة لغياب المؤشرات والمزايا التي تتصف بها المفاعلات النووية، فقد أكد الخبير الإسرائيلي قناعته بأن المبنى ضم شيئاً آخر، وأن سرعة تحرك السوريين لدفن الموقع بعد القصف الجوي الإسرائيلي، بأطنان من الرمال، تشير إلى أن الموقع كان مصنعاً لتجميع القنبلة.
يشار إلى أن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجه في إثر القصف الجوي الإسرائيلي للموقع، انتقادات لكل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، لعدم تزويدهما الوكالة الدولية بأي معلومات عن البرنامج quot;الذريquot; السوري المزعوم.
وقال البرادعي إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تتلق أي معلومات عن البرنامج السوري، حتى ما بعد القصف الجوي الإسرائيلي لموقع داخل سوريا، وهو العمل الذي وصفه بأنه quot;مثير للقلق.quot;
التعليقات