الخليل: أعربت الجمعية الخيرية الإسلامية، وهي منظمة خيرية فلسطينية يقع مقرها في مدينة الخليل بالضفة الغربية، عن قلقها من التعرض للإقفال على يد الجيش الإسرائيلي وإجبارها على إغلاق دور الأيتام والمدارس التابعة لها، حسب التصريح الذي أدلى به موظفو الجمعية).

وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمراً بإقفال المباني التي تستأجرها الجمعية بدعوى أنها تعمل لصالح حماس.

وقال رشيد رشيد من الجمعية الخيرية الإسلامية: quot;اعتقدنا في البداية أنهم سيصادرون مكتب الجمعية فقط ولكن بعد أن قدمنا عريضة الاستئناف تبين لمحامينا أن أمر المصادرة يشمل كل شيء بما في ذلك المدارس ودور الأيتامquot;.

وتأوي دور الأيتام حوالي 240 طفلاً وطفلة تتراوح أعمارهم بين 5 و18 عاماً، في حين توفر الجمعية الخيرية التعليم والمأكل والملبس لآلاف الأطفال الآخرين الذين فقد العديد منهم أحد والديه على الأقل.

وقد تلقت الجمعية الدعم من فرق السلام المسيحية في الخليل وجمعية حاخامات من أجل حقوق الإنسان.

كما أفادت التقارير أن الجيش الإسرائيلي صادر أيضاً ما قيمته 157,000 دولار من البضائع بما فيها الأرز والزيت والسكر والملابس وعدد الإسعاف الأولي من مخازن الجمعية. كما صادر عُدداً لصناعة الخبز تبلغ قيمتها 43,000 دولار بالإضافة إلى معدات من المكتب الإداري.

وجاء في الأوامر العسكرية التي تم تعليقها على البنايات المؤجرة وعلى مدرسة للبنات قيد البناء وعلى مخبز مملوك للجمعية: quot;نأمر بمصادرة كل الأصول التابعة للجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل بما فيها هذه الأرضquot;. ثم تلا ذلك تفصيل لكل الممتلكات وتوقيع العقيد غادي شمني قائد الجيش في الضفة الغربية.

الجمعية الخيرية الإسلامية quot;تتنكر كمنظمة خيريةquot;

وأمر شمني بإخلاء البناية قبل الأول من أبريل/نيسان (وقد تم ذلك بالفعل)، محذراً من أن عدم الإذعان والإصرار على البقاء سيعتبر بمثابة مساعدة quot;لمنظمة حماس الإرهابيةquot;، أي أن المخالفين قد يواجهون الحكم بالسجن.

من جهته، أخبر أحد أفراد الجيش الإسرائيلي أن quot;الجمعية الخيرية الإسلامية تتنكر كمنظمة خيرية من أجل تغطية أنشطتها الداعمة لحركة حماس الإرهابيةquot;. وأضاف أن الجمعية قامت بجمع التبرعات من أجل quot;الإرهابيينquot;، quot;وتقوم بتوظيف إرهابيين جدد وتنشر المشاعر المناهضة للصهيونية والمناصرة للجهاد بين الناسquot;.

كما أتهم الجيش الجمعية بتلقين الإيديولوجية الإسلامية للشباب، بالرغم من عدم تقديمه لأية أدلة على ذلك واكتفائه بالقول بأن اتهامه مبني على معلومات استخباراتية.

أما الجمعية الإسلامية الخيرية فقد أنكرت أية علاقة لها بحماس، وأدلت بالوثائق التي تثبت أن السلطة الفلسطينية بما فيها حكومة سلام فياض قامت بتدقيق وإقرار عمل الجمعية.

وأفاد ناطق باسم فياض بأن حكومة السلطة الفلسطينية على اتصال بالإسرائيليين وتحاول حل المشكلة والإبقاء على أنشطة الجمعية. ويكتسي ختم فياض أهمية قصوى لقيام هذا الأخير بإقفال العديد من المنظمات التي يُزعم أن لديها روابط مع حماس، وذلك منذ توليه منصب رئيس الوزراء في حكومة الضفة الغربية إثر سيطرة حماس على قطاع غزة في شهر يونيو/حزيران الماضي.

وقال غسان محمد، المشرف على مدرسة البنين التابعة للمؤسسة الخيرية: quot;لقد فتحنا أبوابنا منذ عام 1962 وحصلنا على موافقة الحكومة الأردنية وبعدها على موافقة الإسرائيليين والآن على موافقة السلطة الفلسطينية. نحن نعمل قبل فترة طويلة من ظهور حماسquot;.

انعدام الأمان والاستقرار

وفقدان الاستقرار الذي توفره الجمعية يعد أمراً مروعاً بالنسبة لبعض الأطفال المقيمين في دور الأيتام والمنحدرين من أسر ممزقة لا يريدون العودة إليها. وأحد هؤلاء هو محمد، البالغ من العمر 15 عاماً، والذي يعيش في دار الأيتام التابعة للجمعية منذ سنتين إثر وفاة والده. ولأن أمه تزوجت مباشرة بعد ذلك برجل لا يريد أن يعيش الطفل مع العائلة، أصبحت علاقة محمد بأمه شبه منقطعة إذ لا يتصل بها إلا بضعة مرات في العام.

ويقول محمد خجِلاً: quot;لذلك أتيت إلى هنا لأتعلمquot;. ويأمل أن ينهي دراسته الثانوية ويلتحق بالجامعة بمنحة من الجمعية الخيرية الإسلامية. ولكنه وأساتذته بدؤوا يعون الآن أن كل هذه الآمال قد تذهب أدراج الرياح.

المصدر: شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)