طهران,برلين : اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الخميس ان ايران هي quot;اقوى دولةquot; على وجه الارض وذلك اثناء استعراض للقوة الجوية العسكرية الايرانية مع تصاعد التوتر بين طهران والغرب.وصرح احمدي نجاد ان quot;الشعب الايراني هو الاقوى والاكثر استقلالا في العالمquot;، وذلك اثناء عرض عسكري جنوب العاصمة طهران بمناسبة ذكرى quot;يوم الجيشquot; التي تحتفل بها الجمهورية الاسلامية كل عام.

واكد احمدي نجاد ان كافة فروع القوات المسلحة سترد بقوة على اي هجوم ضد الاراضي الايرانية، وتفاخر بانه لن يستطيع احد شن اي هجوم على بلاده.واعلن في خطاب مقتضب ان quot;قوات الجيش والحرس الثوري والباسيج (الميليشيا) ستقاوم بقوة وبالتنسيق مع بعضها، وسترد بشدة على اي عدوان مهما كان حجمهquot;.واضاف quot;وانا فخور بان اعلن اليوم ان ايران بلغت من القوة حدا لا يمكن لاي قوى عظمى ان تجرؤ معه على النيل من امن ومصالح الشعب الايرانيquot;.

وفي هذه المناسبة حلقت عشرات الطائرات والمروحيات القتالية فوق موقع العرض العسكري في عرض للقوة الجوية الايرانية التي تعاني منذ سنوات بسبب العقوبات الاميركية المفروضة على الجمهورية الاسلامية.واستعرض الجيش مقاتلات اميركية من طراز اف4 واف5 تعود الى الستينات والسبعينات عندما انفق شاه ايران محمد رضا بهلوي بسخاء على تسليح الجيش. كما شاركت في الاستعراض مقاتلات quot;الصاعقةquot; وهي نسخة مطورة محدثة محليا عن طائرات اف5 اضافة الى طائرات ميغ 29.

وتمتلك القوات المسلحة الايرانية حوالى مئتي طائرة قتالية ولا سيما من طراز اف4 واف5 واف14 تعود الى ما قبل الثورة الاسلامية عام 1979 ومقاتلات روسية اشترتها طهران بعد الثورة.وتفرض واشنطن حظرا شاملا على الجمهورية الاسلامية بعد الثورة الاسلامية في 1979، مما يجعل من الصعب على ايران الحصول على قطع غيار للحفاظ على اسطولها الجوي.ويدور خلاف بين ايران والغرب بسبب برنامج ايران النووي المثير للجدل الذي تخشى الولايات المتحدة وحلفاؤها من استخدامه لانتاج اسلحة نووية. وتصر ايران على ان الهدف من برنامجها هو انتاج الطاقة.

ولم تستبعد الولايات المتحدة شن ضربة عسكرية ضد الجمهورية الاسلامية رغم انها تؤكد تفضيلها الطرق الدبلوماسية. وينطبق ذلك ايضا على اسرائيل.وتخلل العرض ظهور الكثير من الصواريخ ولا سيما نموذج من الصاروخ الطويل المدى quot;قدر-1quot; الذي يبلغ مداه 1800 كيلومتر ويعمل بالوقود السائل. وسبق ان عرض هذا الصاروخ في ايلول/سبتمبر 2007 خلال عرض عسكري للجيش الايراني.

وتتمتع الصواريخ الباليستية الايرانية ولا سيما quot;قدر-1quot; وشهاب-3quot; نظريا بمدى كاف لاستهداف القواعد الاميركية في المنطقة اضافة الى اسرائيل التي تبعد حوالى الف كيلومتر عنها.وكتب على احدى الشاحنات التي تنقل صاروخا عبارة quot;الموت لاسرائيلquot;، فيما كتب على اخرى عبارة quot;الموت لاميركاquot;.

من ناحيته اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في مقابلة نشرتها صحيفة معاريف الخميس ان quot;ايران لن تصبح قوة نوويةquot;.وتابع quot;ان الاسرة الدولية تبذل مجهودا ضخما لمنع ايران من ان تصبح دولة نووية. اسرائيل تقوم بحصة كبيرة جدا من هذه الجهود انما بدون ان تكون رأس حربة المعركة، لذلك يجب ان لا تقدم اسرائيل على اطلاق تهديدات كما حصل اخيراquot;.

ودخلت ايران خلال الاسابيع الاخيرة في حرب كلامية مع اسرئيل بعد ان حذر وزير اسرائيلي من ان ايران ستدمر اذا شنت هجوما على الدولة العبرية.ورد مساعد قائد الجيش الايراني محمد رضا اشتياني بقوله الثلاثاء quot;اذا قامت اسرائيل بمثل هذا العمل ضد جمهورية ايران الاسلامية، فسوف نزيلها عن خارطة العالمquot;.

واكد احمدي نجاد مجددا على ان قوة ايران تعني قلب النظام العالمي الحالي رأسا على عقب.واكد quot;ان القوى الكبرى تعثرت بفضل مقاومة الشعب الايراني. على المنطقة والعالم الاستعداد لتطورات كبرى (..) ولزوال القوى الشيطانيةquot;.ويرفض المحللون العسكريون الغربيون المعتمدون في طهران المشاركة في العروض العسكرية الايرانية منذ عدة سنوات بسبب وجود شعارات مثل quot;الموت لاميركاquot; وquot;الموت لاسرائيلquot;. لكن لوحظ حضور ملحقين عسكريين من دول اخرى خلال عرض الخميس.

ايران تقتدم ببطء في برنامجها النووي

الى ذلك قال محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الخميس ان ايران تتقدم ببطء في تركيب اجهزة الطرد المركزي.واوضح البرادعي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتيانماير quot;انهم (الايرانيون) لا يتقدمون بشكل سريعquot;.واضاف بعد افتتاح مؤتمر دولي في برلين حول تحديات التزود بالوقود النووي مع الوزير الالماني quot;ان ما نشهده اليوم هو توسع في اجهزة الطرد المركزي القديمة من نوع بي-1quot;.

وتابع ان ايران كانت اقامت نحو ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي بحلول نهاية آب/اغسطس 2007 وهي اليوم تشغل quot;ما بين 3300 و3400quot; جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم.وقال quot;اننا على اطلاع جيد اجمالا ازاء ما يجري حاليا في ايرانquot;، داعيا ايران الى quot;عدم تسريع عمليةquot; تخصيب اليورانيوم.

واضاف quot;انهم بصدد اجراء بحوث وعمليات تطوير لاقامة اجهزة طرد مركزي اكثر فعاليةquot;، غير ان التوسع يشمل اجهزة طرد مركزي من نوع بي-1.واكد ان quot;على ايران ان تتخذ اجراءات لتقديم ضمانات للمجتمع الدولي بان برنامجها سلمي بحتquot;.واعلن ارسال فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاسبوع المقبل الى ايران لبحث انشطتها النووية.واكد البرادعي انه وحده quot;الحوار المباشرquot; مع طهران يتيح حل النزاع بشأن برنامجها النووي.

وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اعلن في 8 نيسان/ابريل بدء اقامة ستة آلاف جهاز طرد مركزي جديد من نوع بي-1.وتؤكد ايران باعتبارها دولة موقعة على معاهدة منع الانتشار النووي، ان من حقها تخصيب اليورانيوم لتصنيع الوقود اللازم لانتاج الطاقة النووية المدنية وتنفي سعيها لتحقيق اية اهداف عسكرية من البرنامج.غير ان الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين) والمانيا تطالب ايران بوقف تخصيب اليورانيوم الذي ترى انه يتيح الحصول على الوقود اللازم لمفاعل نووي وايضا المادة الضرورية لصنع قنبلة ذرية.غير ان هذه الدول لم تنجح الاربعاء في الاتفاق على جدول لمفاوضات مع ايران حول برنامجها النووي، بحسب مسؤول صيني.