أسامة مهدي من لندن: دعا رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي من الموصل ضباط الجيش السابق الى العودة للخدمة في القوات المسلحة وشدد على انه يخطيء من يتوجه الى عواصم ومدن العالم الاخرى بحثا عن حلول لمشاكل العراق مؤكدا ان الحل بداخله ولايجوز تعليق الامال على الدول الاخرى التي قال انها اتخذت من خلافات العراقيين ممرات معبدة للتدخل والابتزاز وزعزعة الامن والاستقرار .. بينما اكد مسؤول امني ان عدد المعتقلين في المدينة قد بلغ حوالى 800 شخصا.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده المالكي بمقر اقامته في قيادة عمليات نينوى في مدينة الموصل (375 كم شمال بغداد) اليوم مع مجموعة من ضباط الجيش السابق وقال quot;إن الانتماء للعراق هو مصدر قوتنا ومبعث فخرنا واذا كان العراقيون على مختلف انتماءاتهم شركاء في البلاء فيجب ان يكونوا شركاء ايضا في بناء بلدهم واعماره وان المهمة التي جئنا من اجلها الى نينوى هي فرض القانون وإنهاء المعاناة بالتعاون مع أبنائها الخيرينquot; كما نقل بيان صحافي عن مكتبه الاعلامي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; .
وأضاف المالكي ان حل اي مشكلة عراقية لا ينجح الابايدي العراقيين انفسهم ، ويخطئ من يتوجه الى عواصم ومدن العالم الاخرى، فالحل في بغداد والموصل والبصرة ولايجوز ان نعلق آمالنا على الدول الصغيرة او الكبيرة التي اتخذت من خلافاتنا ممرات معبدة للتدخل والابتزاز وزعزعة الامن والاستقرار . وشدد على ان البلدان لا تبنى الا بطاقات وجهود ابنائها لكن سياسة الحروب ومغامرات النظام السابق دفعت بالكفاءات العراقية لتقديم خدماتها الى الدول الاخرى وبددت ثروات البلاد وحرمت الشعب العراقي من التمتع بثراواته وموارده .
وقال المالكي quot;كفانا حروبا ونزاعات واختلافات ولابد ان نعيش معا على ارض العراق ونبني مدننا ونتوجه نحو البناء والاعمار بعد التخلص من الجراثيم العالقة في الجسد العراقي من ارهاب وجهل وتخلفquot; . ووجه بعودة ضباط الجيش السابق للخدمة في القوات المسلحة وحل مشاكلهم والاستفادة من طاقاتهم وجهودهم في المجالات الاخرى .
وفي اجتماع اخر عقده المالكي مع جمع كبير من وجهاء وشيوخ عشائر محافظة نينوى قال إن العراقيين بدأوا عهدا جديدا من الأخوة والمحبة والتسامح والمصالحة على أسس العدالة والمساواة ، وقد وصلنا جميعا الى قناعة مشتركة بأن لاسعادة لأحد في هذا البلد دون سعادة وحرية وسلامة الآخر . وأكد إن الوقفة الشجاعة من العراقيين وحكومة الوحدة الوطنية والقوى السياسية كافة هي التي أنقذت البلاد مشيدا بأبناء العشائر الذين وقفوا صفا واحدا مع القوات المسلحة في غرب العراق وجنوبه ووسطه ويقفون اليوم في الموصل الى جنب حكومتهم من أجل بسط سلطة القانون وحفظ هيبة الدولة .
وأضاف إن مامر به العراق من معاناة كان سببه غياب الدستور ولأننا لم نكن نحتكم القانون ثم جاء الارهاب ليعيث فسادا وقتلا ويحرم أبناء الموصل وبعض المحافظات من نعمة الأمن والاستقرار والبناء . وقال quot;إن عملية أم الربيعين ستنجح - بإذن الله- بجميع أبعادها العسكرية والاقتصادية والسياسية وستعيد البهجة الى الموصل ، ولن تتوقف جهودنا عند صفحتها الأمنية فقط وإنما ستكون منطلقا للإعمار والخدمات والاستثمار وإستنهاض الطاقات وتشغيل العاطلين وفتح ابواب التطوع لقواتنا المسلحة وأجهزتنا الامنيةquot; .
ودعا المالكي أبناء محافظة نينوى الى تهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات وإنجاحها والمشاركة الواسعة فيها وقول كلمتهم بحرية واختيار من يمثلهم، متعهدا بتوفير الحماية اللازمة للعملية الانتخابية وإتاحة الحرية الكاملة للمواطنين للإدلاء بأصواتهم . من جهتهم عبر وجهاء وشيوخ العشائر عن تأييدهم الكامل لخطة فرض القانون في الموصل وإستعدادهم التام للتعاون مع القوات المسلحة لإنجاح عملية أم الربيعين وأكدوا نبذهم للإرهاب والطائفية وتمسكهم بالوحدة الوطنية ودعم الحكومة لتحقيق تطلعات الشعب العراقي في الأمن والاستقرار والازدهار كما اشار البيان الرسمي .
وعلى صعيد العمليات المسلحة قال مسؤول امني عراقي ان عدد المعتقلين في منطقة الموصل بلغت حوالى 800 شخص. واشار المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء عبد الكريم خلف الى انه تم اعتقال 833 شخصا منذ السبت الماضي مع انطلاقة عملية quot;زئير الاسدquot; في الموصل بينما تم اطلاق سراح 51 منهم فيما تستمر التحقيقات مع الاخرين . وكان المتحدث اعلن امس اعتقال 560 شخصا، الامر الذي يعني اعتقال نحو 275 اخرين خلال الساعات الماضية.
واضاف ان عملية quot;ام الربيعينquot; الامنية الجديدة التي انطلقت امس لم يتخللها اشتباكات لان الارهابيين يختبأون في احياء المدينة تجنبا لملاحقة القوات لهم. وكان خلف اعلن امس ان عملية ثانية بدات باسم quot;ام الربيعينquot; تستهدف من ارتكب جرائم ضد القوات الامنية والمدنيين في الموصل مشيرا الى انتهاء عملية زئير الاسد التي كانت انطلقت في العاشر من الشهر الجاري لملاحقة عناصر القاعدة .
ووصل المالكي الى الموصل امس للاشراف على العملية في المدينة التي تعتبر حاليا اخطر مناطق البلاد. وشهدت المدينة التي تعد حاليا من اخطر مدن البلاد الكثير من الهجمات والتفجيرات الضخمة. ففي كانون الثاني (/يناير) الماضي اسفر انفجار مبنى خزن فيه مسلحون الذخائر عن مقتل اكثر من 60 شخصا وتدمير عشرات المنازل ونسبت السلطات المحلية الهجوم الى القاعدة. الى ذلك أفيد ان الاوضاع الامنية في الموصل هادئة تماما وتوجه السكان الى المحلات التجارية التي اعيد افتتاح عدد كبير منها بحثا عن مواد غذائية وسط انشار كثيف للقوى الامنية. بدوره يسير الجيش الاميركي دوريات بشكل مستقل في حين تحلق مروحيات في اجواء المدينة.
التعليقات