صورة مغنية على موقع الانتربول
أسامة العيسة من القدس: رغم مرور عدة اشهر على اغتيال قيادي حزب الله عماد مغنية، إلا أن الشرطة الدولية (الانتربول) ما زالت تبحث عنه، فيما يعتبر تشكيكا بالرواية العربية السورية-اللبنانية حول وفاته.

وتبدو منظمة الانتربول، غير مقتنعة بوفاة مغنية، التي أعلن عنها بعد عملية اغتيال نفذت في شهر شباط (فبراير) الماضي في العاصمة السورية دمشق.

واتهم حزب الله، إسرائيل، باغتيال مغنية، الذي يطلق عليه رفاقه اسم (الحاج رضوان)، ولكن إسرائيل لم تعترف بذلك حتى الان، وان كانت أخذت الاستعدادات لمواجهة أي عمل انتقامي قد ينفذه حزب الله ردا على اغتيال مغنية.

ولم يكن مغنية مطلوبا فقط لإسرائيل، التي طاردته طويلا، ولكنه كان مطلوبا أيضا للعديد من أجهزة الاستخبارات العالمية، ولمنظمة الانتربول، التي مازالت تدرجه على خانة المطلوبين، غير مقتنعة بوفاته على ما يبدو، رغم إعلان سوريا، التي تتعاون مع الانتربول، عن مقتله.

وما زالت منظمة الانتربول، تضع اسم مغنية على قائمة المطلوبين، بتهم تتعلق بتدبيره هجمات أدت إلى وفاة المئات، مع نشر ثلاث صور له، ليتمكن الجمهور من التعرف عليه، والإدلاء بمعلومات عنه، تمهيدا للقبض عليه من قبل الانتربول.

وبالنسبة للانتربول، التي نشرت معلومات مفصلة عن مغنية، فانه مطلوب، لارتكابه مخالفات عدة تصنفها هذه المنظمة ضمن ما تسميه الجرائم المرتكبة بحق الحياة، واستخدام الأسلحة، والمتفجرات، والتخريب، والإضرار، والإرهاب.

ويبدو هذا الموقف من الانتربول غريبا، خصوصا وان قائد الشرطة السورية، قد أبدى استعداد بلاده للتعاون مع هذه المنظمة الشرطية الدولية، في المواضيع الجنائية.

صورة يعتقد انها لمغنية اثناء خطفه لطائرة
وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية، نقلت عن قائد الشرطة السورية، في الشهر الماضي قوله، ان بلاده هي من بين الدول العشر الأوائل من حيث التعاون مع الانتربول في حربها لمكافحة الجريمة الدولية.

واعلن بان شرطته، تمكنت من حل غموض وكشف 94% من التحقيقات الجنائية في سوريا خلال الأعوام السابقة، ولكن يبدو أن قضية مغنية، لم تحل حتى الان.

ومنذ اغتيال مغنية، فان الكثيرين ينتظرون من سوريا الإعلان عن نتائج التحقيق في عملية الاغتيال، ونشرت شائعات في الصحف، بان السلطات السورية، وضعت يدها على معلومات تفيد بتورط دولا عربية في عملية الاغتيال، وبأنها أرجأت نشر نتائج التحقيق، كي لا يؤثر على مؤتمر القمة العربية الأخير الذي عقد في العاصمة دمشق.

ووفقا لهذه الشائعات الصحافية، فان استخبارات دول عربية تعاونت مع الموساد، وسهلت دخول رجاله الى دمشق لتنفيذ الاغتيال، والنيل اخيرا من الرجل، الذي قيل انه دوخ اجهزة الاستخبارات الغربية طويلا.

وقتل مغنية، بعد حضوره مناسبة علنية في المركز الثقافي الايراني في دمشق، وبعد ان ودع السفير الايراني قصد سيارته ذات الدفع الرباعي، ولكنه ما كاد يجلس على مقعد القيادة، حتى تم تفجير مسند الراس، مما ادى الى وفاته.

ومثلما يحدث في كثير من القضايا التي تثير الرأي العام العربي، فان عملية اغتيال مغنية، في عاصمة عربية، توارت عن الاهتمام، ولم تظهر جماعات الرأي العام هذه، أي اهتمام بتمسكها لمعرفة الحقيقة حول عملية اغتيال، اعتقد البعض أنها فتحت لجولة جديدة من العنف في الشرق الأوسط، بعد التهديدات التي أطلقها حزب الله والتوعد بالانتقام لمغنية، الذي كشف عن انه كان بمثابة رئيس أركان الحزب خلال الحرب التي شنتها إسرائيل، على لبنان في تموز (يوليو) 2006، ونظر إليها في إسرائيل، بأنها هزيمة.