واشنطن: نشرت صحيفة الواشنطن بوست مقالا بقلم السناتور الديموقراطي جون كيري رد فيه على كل من الرئيس بوش والسناتور جون ماكين اللذين هاجما مواقف بعض الديموقراطيين ومن ضمنهم السناتور باراك أوباما الذين يؤيدون مباحثات مباشرة مع قادة دول مثل إيران. وقال كيري، الذي خاض عام 2004 انتخابات الرئاسة الأميركية ضد بوش، إن هناك أسباباً كثيرة ومهمة تبرر الحديث مع إيران، أولها أن عدم الحديث مع إيران حتى الآن فشل فشلا ذريعا.

وكان الرئيس بوش شبه في كلمة أمام الكنيست الإسرائيلي ضمنا سياسات الديموقراطيين بسياسة إرضاء النازيين في الثلاثينات. وقد كرر ماكين، وهو المرشح المفترض عن الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، المعنى نفسه قائلاً: quot;ماذا يريد أوباما أن يناقش مع محمود أحمدي نجاد؟quot;

وقد قال كيري في سياق تهجمه إن بوش خدع نفسه بالإصرار على أن عدم التفاوض مع إيران حقق نتائج، غير أن إيران في الواقع أضحت أقوى، فهي تستمر في تطويرها لقدراتها النووية، وفي تسليح المليشيات في كل من العراق ولبنان، ودعم المنظمات الفلسطينية، وقد أيدت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وتنفق أموالا هائلة لإعادة بناء أفغانستان، مما يزيد من نفوذها في أنحاء المنطقة.

وأشار كيري إلى توصيات جيمس بيكر الذي كان وزيرا للخارجية في إدارة الرئيس جورج بوش الأب. فقد دعا تقرير لجنة quot;بيكر-هاملتونquot; حول العراق إلى الحوار مع إيران، وبعد سنوات من الامتناع عن الأخذ بهذه التوصيات، قررت إدارة الرئيس بوش الحالية اختبارها وفتحت محادثات محدودة على مستوى متدنّ مع إيران حول مسألة العراق، وتساءل كيري: quot;هل جيمس بيكر أيضاً ممن يحب استرضاء الإرهابيين؟quot;. وقال كيري إن الرئيس بوش وبينما يصوب الهجمات من الكنيست ضد منافسيه السياسيين، يلتقي أعضاء من إدارته مع الإيرانيين وجهاً لوجه.

ورغم أن كيري أقر بأن تصريحات أحمدي نجاد تثير الاشمئزاز في كثير من الأحيان، وأن إيران لعبت دورا سلبيا في الشرق الأوسط، غير أنه قال إنه حين يلتقي السفير الأميركي في العراق مع نظيره الإيراني، فإنه لا يهدف إلى quot;الاسترضاءquot;، بل إنه يواجه واقعاً وهو أن إيران لها نفوذ في العراق. ولهذا السبب فإن وزير الدفاع روبرت غيتس وآدم مولين رئيس هيئة الأركان المشتركة، دعيا إلى الحوار مع إيران، هل هؤلاء جميعا استرضائيون؟

وأضاف كيري أن التفاوض المباشر قد يكون الوسيلة الوحيدة، باستثناء الحرب، لإقناع إيران بالتخلي عن قدراتها النووية، ونظراً لأن حصول إيران على السلاح النووي قد يهدد إسرائيل وقد يدفع أسعار النفط إلى معدلات أعلى من المعدلات القياسية التي نراها اليوم، وقد يؤدي إلى سباق تسلح في المنطقة، أليس علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لتجنب هذا الاحتمال؟

ورداً على المعارضين للحوار الذين يقولون إن المحادثات ليست استراتيجية، أجاب كيري بأن التخلي عن المحادثات ليس استراتيجية أيضاً. ورداً على مقولة ماكين بأن quot;هناك شيء واحد أسوأ من ممارسة الولايات المتحدة للخيار العسكري، وهو حصول إيران على السلاح النوويquot;، قال كيري إن ماكين برفضه للدبلوماسية يرجح الكفة لصالح الحرب.

وأضاف كيري أن الحوار سيؤدي إلى عزل أحمدي نجاد بدلاً من تعزيز قدرته على الولايات المتحدة، ولم يستبعد كيري أن تقبل إيران باتفاق في مقابل حوافز اقتصادية ومساعدة في مجال الطاقة والتطبيع الدبلوماسي وضمانات بعدم مهاجمتها. وقال كيري أن الحوار سوف يفتح الباب لحوار مع الشعب الإيراني، كما سيعطي للولايات المتحدة أرضية أخلاقية قوية، فإذا ما رفضت إيران التعاون فلن يعود لها أمام العالم حجة للاستمرار في مواقفها.