بروكسل: يعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي ونظراؤهم في الاتحاد الاوروبي هنا غدا الاجتماع التنسيقي ال18 بمشاركة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح.
وذكرت مصادر دبلوماسية في الاتحاد الاوروبي لوكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا اليوم انه من المتوقع ان يناقش الاجتماع الوزاري مدى التقدم الحاصل في مفاوضات توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين .
وقالت انه من المتوقع ان يتم التوقيع على الاتفاقية قبل نهاية العام الحالي وهو ما اكده مصدر في الاتحاد الاوروبي.

وكان البرلمان الاوروبي دعا في بيان حاز على الاغلبية في ال25 من الشهر الماضي الى الاسراع في توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي.
واعرب البرلمان في البيان الذي حاز على تاييد 530 نائبا ومعارضة 14 نائبا quot;عن قلقه ازاء تاخير العملية التفاوضية بهذا الشانquot; منوها في الوقت ذاته بالتقدم الجوهري الذي تم احرازه عام 2007 لاسيما خلال الاجتماع الوزاري بين الجانبين في الرياض.
يذكر ان مجلس التعاون الخليجي يجري مشاورات ومفاوضات مع الاتحاد الاوروبي امتدت لاكثر من 15 عاما بشان اقامة منطقة التجارة الحرة بين الجانبين التي تواجه عوائق يثيرها الاتحاد بعيدة عن مضامين الاتفاقية.
وتستورد دول مجلس التعاون الخليجي ثلث اجمالي وارداتها من الاتحاد الاوروبي حيث يصدر الاتحاد ما قيمته 4ر47 مليار يورو الى المجلس وتشكل دول المجلس خامس اكبر سوق بالنسبة للاتحاد الاوروبي.
وتصدر دول مجلس التعاون الخليجي ما قيمته 2ر35 مليار يورو الى الاتحاد الاوروبي وتحتل المرتبة 14 من بين الموردين للاتحاد.

وعلى الرغم من بدء المفاوضات منذ عام 1988 الا ان بوادر نجاح هذه المفاوضات برزت عام 1999 حيث اتفقت دول الخليج الست على الغاء الحواجز الجمركية في مابينها ونجحت في اقامة منطقة للتجارة الحرة خلال عام 2003.
وحول الجانب السياسي ذكرت المصادر ان اجتماع مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي سيستعرض عددا من القضايا السياسية الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك بغية دعم وتعزيز السلام والامن والاستقرار.

وقالت ان الاجتماع سيؤكد عزم الجانبين على تطوير ودفع هذا الحوار السياسي قدما على اساس الاحترام المتبادل من اجل السعي نحو حلول مشتركة لتحديات مشتركة تواجه اقليميهما وشعوبهما مع الاحترام الكامل للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن .
واضافت انه فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط فان الاجتماع سيؤكد دعم مبادرة السلام العربية باعتبارها فرصة هامة لدفع عملية السلام واحياء العملية السياسية بغرض انهاء احتلال عام 1967 واقامة دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية وذلك كخطوة نحو تحقيق سلام شامل في الشرق الأوسط.

واوضحت ان الاجتماع سيؤكد ايضا ضرورة قيام حكومة وحدة وطنية فلسطينية تضع أساسا للتصالح الفلسطيني والحاجة الى استمرار التنسيق وحشد المساعدة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني.
وذكرت ان الاجتماع سيشير الى ان السلام الدائم والعادل والشامل يجب أن يلبي التطلعات المشروعة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وان تشمل مبادرة السلام العربية وخارطة الطريق لبنان وسوريا.
وقالت ان الاجتماع سيرحب باتفاق الدوحة الخاص بلبنان مع دعوة جميع اللبنانيين الى العمل على توحيد الصفوف وتدعيم الأمن والاستقرار من خلال الحوار بتطبيق الشرعية الديمقراطية والدستورية وذلك حفاظا على وحدة لبنان وسيادته وهويته المستقلة. واضافت ان الاجتماع سيجدد الدعوة الى جيران لبنان بالتزاماتهم نحو احترام سيادة لبنان مع التاكيد على تقديم الجانبين الخليجي والاوروبي دعما سياسيا واقتصاديا للبنان.

واشارت الى ان الاجتماع سيشدد على اهمية التنفيذ الكامل لجميع قرارات مجلس الامن وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وتشجيعهما لحكومة لبنان لبسط سيطرتها على جميع التراب اللبناني.
وحول العراق قالت المصادر انه من المنتظر ان يعرب الاجتماع الوزاري عن عميق قلقه بشأن خطورة الوضع في العراق والدعوة الى احترام وحدة وسيادة واستقلال وسلامة أراضيه.

واضافت ان الاجتماع سيجدد التاكيد على ادانة الهجمات الارهابية بشدة وكذلك العنف الطائفي والقتل وخطف الرهائن التي ترتكب في العراق مع التشديد على اهمية المصالحة الوطنية باعتبارها مفتاحا لحل لمشاكل العراق.
واوضحت ان الاجتماع سيؤكد ايضا ضرورة اقامة عراق آمن ومستقر ومستقل يتمتع بالرفاهية ويعيش في سلام داخلي ومع جيرانه ويحترم القانون الدولي وحقوق الانسان ويتعاون ايجابيا مع جيرانه مع الحفاظ على سلامة أراضيه.
واشارت الى ان الاجتماع سيجدد الالتزام بمواصلة المساعدة في اعمار العراق مع تاكيد الدور المركزي للامم المتحدة في عملية الاعمار السياسي والاقتصادي.

وذكرت انه فيما يخص ايران فان الاجتماع سيعرب عن القلق ازاء برنامج ايران النووي والتزامهما بالحل الدبلوماسي مع التاكيد على اهمية التوصل الى حل من خلال المفاوضات لهذه الأزمة وحث ايران على الالتزام بالتنفيذ الكامل لبنود قرارات مجلس الأمن .

وقالت ان الاجتماع سيجدد ادانته القوية والحاسمة للارهاب بجميع أشكاله مع الاحترام الكامل لحقوق الانسان والحريات الأساسية مع تعزيز التعاون بين الجانبين لمحاربة الارهاب.
واضافت ان الاجتماع سيؤكد ان انتشار أسلحة الدمار الشامل ووسائل توصيلها إلى الدول أو الفاعلين من غير الدول يمثل أحد أخطر مظاهر التهديد للسلم والأمن الدوليين ومواصلة السعي نحو اقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل ووسائل توصيلها في الشرق الأوسط بما في ذلك منطقة الخليج.

واوضحت ان الاجتماع سيؤكد ايضا مواصلة العمل على بناء الجسور بين مختلف الثقافات وتعزيز المعرفة المشتركة والتفاهم والاحترام والحوار والالتزام المستمر بتعزيز وحماية جميع حقوق الانسان.
واشارت الى ان الاجتماع سيشدد على تدعيم التعاون من مجال الطاقة والتعاون في حقل التعليم بين الجامعات في الاقليمين ومجالات العلوم والتكنولوجيا والبيئة مع الاستمرار في الحوار الاقتصادي وتعزيز الحوار الثقافي.
ويتراس الجانب الخليجي في الاجتماع وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري احمد عبدالله ال محمود باعتبار بلاده رئيسة الدورة الحالية لمجلس التعاون ويضم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح ووزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان ووزير الدولة للشؤون الخارجية القطري احمد ال محمود ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية الدكتور نزار مدني والوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله وسفير مملكة البحرين لدى بلجيكا الدكتور محمد عبدالغفار.

ويراس الجانب الاوروبي وزير الخارجية السلوفيني ديمتري روبل باعتبار بلاده رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي ويضم مسؤول العلاقات الخارجية والامن في الاتحاد خافيير سولانا ومفوضة الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية بنيتا فالدنر.
وكان اجتماع الحوار السياسي الخامس بين خبراء من مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الاوروبي عقد هنا في ال 15 من الشهر الماضي لبحث تطوير افاق التعاون بين الجانبين