دمشق,بيروت: بحث الرئيس السوري بشار الاسد قبل ظهر اليوم مع عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية الوضع في لبنان بعد اتفاق الدوحة الذي رسم إطارا لإنهاء الأزمة الأخيرة التي عصفت بلبنان. وتم التعبير خلال اللقاء عن الارتياح لانتخاب الرئيس اللبناني التوافقي وضرورة مساندة لبنان بما يعزز امنه واستقراره. كما عبر موسى عن التقدير للدور الذي لعبته سورية في انجاح التوافق اللبناني.
وبحث الطرفان العلاقات العربية العربية وسبل استعادة التضامن العربي وضرورة التركيز على وحدة الصف الفلسطيني.
وحضر اللقاء وليد المعلم وزير الخارجية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية ويوسف احمد مندوب سورية الدائم لدى الجامعة العربية والوفد المرافق لموسى.
ثم تابع فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية المحادثات مع موسى بحضور الدكتور المقداد ومندوب سورية لدى الجامعة العربية .
كما التقى الوزير المعلم الامين العام لجامعة الدول العربية والوفد المرافق له .
وفى تصريح للصحافيين وصف الامين العام لجامعة الدول العربية لقاءه مع الرئيس بشار الاسد اليوم بانه ايجابي ومثمر جدا وقال ان الحديث خلاله تركز حول العلاقات العربية العربية.
واكد موسى اهمية الدور السوري في التوصل الى اتفاق بين اللبنانيين وقال كانت هناك مشاورات كثيرة ومستمرة مع سورية طوال الايام الاربعة الاخيرة وطوال العشرين شهرا الماضية بالذات، والدور السوري كان مهما وحاسما على هذا الصعيد .
وعبر عن ارتياحه الكبير لنجاح اتفاق الدوحة بخصوص لبنان، الامر الذي سيدفع العمل العربي المشترك خطوات نحو الامام مشددا على ضرورة الاسراع في تحسين العلاقات العربية العربية بما يمكن العرب من مواجهة التحديات الخطيرة الراهنة.
وكان الرئيس الأسد أجرى الليلة الماضية اتصالاً هاتفياً مع الرئيس اللبناني المنتخب العماد ميشال سليمان هنأه خلاله بانتخابه رئيساً توافقياً للجمهورية اللبنانية.
ودار الحديث خلال الاتصال حول العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين وسبل الارتقاء بها في المرحلة القادمة والأمل بأن يشهد عهد الرئيس الجديد التوافق بين اللبنانيين لتنفيذ ما اتفقوا عليه في الدوحة بما يعزز امن لبنان واستقراره وازدهاره. وقد أكد الاسد وقوف سورية إلى جانب لبنان ومساندتها المستمرة لما يتوافق عليه اللبنانيون.
وكان مسؤول في جامعة الدول العربية اعلن أن عمرو موسى، الأمين العام للمنظمة، توجه اليوم إلى العاصمة السورية دمشق حيث سيجري محادثات مع الرئيس بشار الأسد بشأن تطبيق quot;اتفاق الدوحةquot;.
وقال المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: quot;إن سورية هي الرئيس الحالي للقمة العربية وموسى متوجه إلى دمشق لبحث تفاصيل تطبيق اتفاق الدوحة مع المسؤولين السوريين.quot;
وقد أتاح اتفاق الدوحة، الذي جرى توقيعه في العاصمة القطرية يوم الأربعاء الماضي، للنواب اللبنانيين انتخاب سليمان رئيسا للبلاد بعد أن بقي المنصب شاغرا لأكثر من ستة أشهر بسبب الأزمة السياسية المستعصية التي شهدها لبنان واستمرت لأكثر من 20 شهرا.
وقد نص اتفاق الدوحة على توصل الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة، والمدعومة من الغرب، إلى اتفاق مع المعارضة بقيادة حزب الله، ونص على انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة تتمتع فيها المعارضة بحق الاعتراض (الفيتو)، بالإضافة إلى التوصل إلى اعتماد قانون جديد للانتخابات البرلمانية.
وسبق للأمين العام لجامعة الدول العربية أن قام بزيارات سابقة إلى دمشق قبل تفاقم الأوضاع الأمنية في لبنان مؤخرا، حيث أجرى محادثات مع القيادة السورية بشأن تطبيق المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية، إلا أن جهود موسى باءت بالفشل ولم يتمكن من إقناع الأطراف المتصارعة في لبنان لتطبيق نصوص المبادرة.
ويُعتقد على نطاق واسع أنه ما كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق الدوحة لو لم تعط سورية، التي أنهت عام 2005 وجودها العسكري في لبنان بعد أن دام قرابة ثلاثة عقود، الضوء الأخضر لأنصارها في المعارضة بالتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة.
كما أنه كان لموافقة إيران، التي تقدم المساندة والدعم للمعارضة اللبنانية، دور كبير في التوصل إلى اتفاق الدوحة.
يُذكر أن اتفاق الدوحة جاء بعد خمسة أيام من المفاوضات التي جرت بين ممثلي الحكومة والمعارضة في فندق شيراتون الدوحة وبوساطة من كل من قطر والجامعة العربية.
وقد نص الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية من 30 وزيرا، 16 منها للأكثرية النيابية و 11 للمعارضة و3 لرئيس الجمهورية.
متكي يؤكد دعم ايران اتفاق الدوحة ويتهم واشنطن بالتدخل في شؤون لبنان
الى ذلك اعلن وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي الاثنين ان بلاده ساندت الحوار بين الافرقاء اللبنانيين الذي انتهى بتوقيع اتفاق الدوحة، مجددا اتهام الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون اللبنانية.وقال متكي في مؤتمر صحافي اختتم به زيارة للبنان حضر خلالها انتخاب الرئيس ميشال سليمان quot;علمنا باجتماعات الدوحة من رئيس الوزراء القطري وعولنا كثيرا على دور قطر في تقريب وجهات النظر بين اللبنانيينquot;.واضاف quot;شجعنا على مواصلة هذا الحوار وساندناه، ونحن اليوم سعداء بان الثمرة الاولى التي قطفها الشعب اللبناني هي انتخاب الرئيس ميشال سليمانquot;.
وانتخب سليمان الاحد تتويجا لاتفاق الدوحة الذي وقع الاربعاء الفائت بين الاكثرية والمعارضة. وتسلم الاثنين مقاليد الحكم بدخوله القصر الجمهوري بعد فراغ استمر ستة اشهر، على ان يباشر الاربعاء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الوزراء الجديد.وسئل متكي عن اتهام اطراف لبنانيين بلاده بالتدخل في الشؤون اللبنانية، فاكد ان quot;مواقفنا من لبنان جلية تماما وتتمتع بالشفافيةquot;.واضاف quot;اعتقد ان (الرئيس الاميركي جورج) بوش هو الذي تدخل في لبنان حين طلب من النواب انتخاب الرئيس باكثرية النصف زائد واحدquot;.وتابع متكي quot;على الاميركيين ان يصححوا اخطاءهم في المنطقة (...) علينا ان نعلم الاميركيين كيفية الاصغاء والاستماعquot;.
وكان بوش دعا في كانون الاول/ديسمبر 2007 الى quot;احتضانquot; رئيس ترشحه الاكثرية في لبنان وينتخب quot;بالغالبية زائد واحدquot; في حال لم تتوصل المعارضة والاكثرية الى اتفاق في هذا الشأن.وتتهم واشنطن طهران بquot;زعزعة الاستقرارquot; في لبنان عبر دعم حزب الله الشيعي بالمال والسلاح، الامر الذي تنفيه ايران.
الرئيس الاسد يستقبل وزير الخارجية القطري
واستقبل الرئيس السوري بشار الاسد الاثنين في دمشق وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني الذي رعت بلاده الاتفاق اللبناني للخروج من الازمة، بحسب وكالة الانباء السورية (سانا).وشارك وزير الخارجية السوري وليد المعلم في اللقاء، على ما افادت الوكالة دون ان تعطي توضيحات اضافية.واتى انتخاب العماد ميشال سليمان الاحد رئيسا للجمهورية اللبنانية اثر اتفاق ابرمه الفرقاء اللبنانيون في الدوحة في 21 ايار/مايو وتم التفاوض عليه برعاية قطر، وسمح بالخروج من مأزق سياسي دام اشهرا طويلة.
وهذه المرحلة الاولى من سيناريو الخروج من الازمة الوارد في اتفاق الدوحة الذضمن ايضا تشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانوني انتخابي جديد.وبقي لبنان من دون رئيس للجمهورية منذ نهاية ولاية الرئيس السابق اميل لحود في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2007.ويشير المراقبون الى ان التوصل الى اتفاق الدوحة لم يكن ليحصل لولا ضوء اخضر من دمشق، الحليف الرئيسي مع ايران للمعارضة اللبنانية.وقد هنأ الرئيس الاسد الرئيس اللبناني الجديد ميشال سليمان الاحد في اتصال هاتفي مؤكدا له quot;وقوف سوريا الى جانب لبنان ومساندتها المستمرة لما يتوافق عليه اللبنانيونquot;.
التعليقات