الأسد: السعودية تعمل على قلب نظام الحكم في سوريا

منسق دولي: المفاوضات السورية الاسرائيلية

خلف خلف- إيلاف: لا تكاد تمر دقائق في إسرائيل دون أن تشهد تطورا سياسيا لافتا، أساسه قضايا الفساد التي تلاحق رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت، لتعجل كل دقيقة من العمر الزمني للحكومة الإسرائيلية الحالية، وتدق المزيد من المسامير في نعش أولمرت السياسي، بينما تتجه الأنظار في تل أبيب على مرحلة ما بعد أولمرت ومستقبل الحديث عن السلام مع سوريا والفلسطينيين.

وأيضا يفتح الباب مجددا على ملفات إسرائيل quot;سريةquot; تتعلق باللحظات التي ينتهي فيها العمر السياسي لأي زعيم إسرائيل، وتعود ذاكرة الإسرائيليين للوراء للحديث عن اغتيال إسحاق رابين قبل التوقيع على اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين، بينما بدأت بعض الأصوات تتساءل عن سبب مرض أرائيل شارون قبل الانسحاب من الضفة الغربية على غرار ما حدث في قطاع غزة. ويربط كافة المراقبين بين التطورات التي جرت على المستوى السوري والفلسطيني بوجود أولمرت في سدة الحكومة.

في هذه الأثناء، عبرت مصادر إسرائيلية عن تخوفها من أن تحاول إيران حث عملية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، لإحباط المفاوضات بين إسرائيل وسوريا. وأوضحت هذه المصادر لصحيفة quot;هآرتسquot; الصادرة اليوم الأربعاء أنه في المنطق الإيراني، عملية في خارج إسرائيل كفيلة بان تغير موقف إسرائيل وتدفعها إلى وقف الاتصالات، بل وربما إلى فتح مواجهة إقليمية.

وأضافت المصادر مع ذلك أن هناك أيضا مصالح إيرانية تعمل ضد تنفيذ عملية في الخارج. quot;فإيران تريد الحفاظ على قوة حزب الله ليوم الأمر، كما أنها غير معنية بتغيير الوضع داخل لبنان بعد أن حيد خصوم حزب اللهquot;. هذا ووقعت سوريا وإيران أمس على مذكرة تفاهم عسكري، في ختام زيارة استغرقت ثلاثة أيام لوزير الدفاع السوري حسن تركماني إلى طهران. وورد في المذكرة بان الدولتين ستقيمان quot;علاقات دفاعيةquot; بينهما، تتضمن زيارات متبادلة للعسكريين، تدريبات عسكرية مشتركة وتعاون في المجال الفني.

كما تفيد تقديرات في إسرائيل بان quot;المعسكر البراغماتيquot; في العالم العربي ndash; السعودية، مصر والأردن ndash; يرحب بالاتصالات بين سوريا وإسرائيل. وقالت المصادر إن quot;هذه الدول ترغب في أن ترى سوريا تخرج من المعسكر الراديكالي. وهي ترغب في أن ترى حماس، إيران وحزب الله يضعفونquot;.

وبتقدير المحافل السياسية، فان الرئيس السوري بشار الأسد تعزز فقط بمجرد إجراء المحادثات مع إسرائيل. المحادثات تعزز مكانة سوريا في الأسرة الدولية ويمكن أن تؤدي إلى تحطيم العزلة التي توجد فيها سوريا. كما أنه على المستوى الداخلي يتخذ الأسد صورة من يعمل على تغيير مكانة الدولة، وليس كمن quot;يبيعquot; المصلحة السورية. وقال وزير الخارجية التركي، علي ببجان أمس أن المحادثات بين سوريا وإسرائيل قد تنضج في المستقبل إلى مفاوضات مباشرة.

ومن جانبه، أعتبر المفكر الاستراتيجي يحزقيل درور وكان عضوا في لجنة فينوغراد أنه من اللحظة التي يتبين فيها أن أولمرت تلقى مبالغ مالية نقدا دون أن يبلغ عنها قانونيا، فان عليه أن يخلي مكانه. وقال درودر: quot;في اللحظة التي يتبين فيها أن رئيس الوزراء تلقى مبالغ حقيقية نقدا أو بشكل مشابه، فان عليه أن يخلي مكانه. فهو ليس جديرا بعد ذلك بثقة الجمهور وليس له الصلاحية الأخلاقية لاتخاذ القرارات التي تصمم مستقبل الدولةquot;.

ويضيف في مقال نشرته صحيفة يديعوت اليوم الأربعاء: quot;أنهي بملاحظة شخصية. امتنعت حتى الآن عن الإعراب عن رأيي إذا كان ينبغي لرئيس الوزراء اولمرت أن يواصل مهام منصبه، انطلاقا من الرغبة في عدم الانشغال في السياسة الجارية. فضلا عن ذلك، مبدئيا أؤيد الخطوات الشجاعة في محاولة تقدم السلام في ظل تنازلات أليمة من جانب إسرائيل، وان كانت تفاصيل إدارة المفاوضات إشكالية في نظري. ولكن عندما يكون هناك تصرف شاذ بشكل فظ عن مبادئ الأخلاقيات من جانب رئيس الوزراء، محظور الصمتquot;.