توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في المجالين الدفاعي والعسكري
ولي العهد السعودي يبدأ اليوم زيارة رسمية لإسبانيا
ولي العهد السعودي يبدأ اليوم زيارة رسمية لإسبانيا
إيلاف من الرياض: يصل عصر اليوم ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز إلى مدريد قادماً من أغادير المغربية حيث مقر اجازته،وذلك خلال زيارة رسمية تمتد لثلاثة أيام يوقع خلالها عدداَ من الاتفاقيات.ويستقبل ولي العهد السعودي في أرض المطار نظيره الأسباني الأمير فيليب دي بور بون حيث تجري لسموه مراسم استقبال رسمية و يصحبه موكب رسمي إلى مقر إقامته في مدريد،الذي سبقه إليه مساء أمس وفد إعلامي سعودي رفيع المستوى يتضمن عدداً من رؤساء تحرير الصحف وأبرز الإعلاميين ومندوبي الصحف والقنوات الفضائية قدموا من العاصمة الرياض.
وبحسب تقارير صحافية متفرقة نشرت صباح اليوم في الصحف السعودية فإنه من المقرر أن يشهد اليوم الأول لزيارة ولي العهد جلسة مباحثات مع دولة رئيس وزراء اسبانيا يعقبها توقيع مذكرة التفاهم للتعاون في المجالين الدفاعي والعسكري. كما يقيم دولته حفل عشاء تكريما لضيف أسبانيا الكبير.و تكتسب زيارة ولي العهد السعودي سلطان بن عبدالعزيز لإسبانيا عصر اليوم أهمية كبيرة في ظل تزايد الملفات الساخنة على المستويات العربية والإسلامية والدولية, وقد أبدت وسائل الإعلام الإسبانية اهتمامها بهذه الزيارة من خلال تغطيتها الواسعة للزيارة قبل أيام. حيث نشرت صحيفة أي بي سي لقاء مطولا مع الأمير سلطان تطرق خلاله إلى العديد من المواضيع السياسية والاقتصادية في السعودية والعالم, أكد فيه أن بلاده تجاوزت مرحلة التخطيط إلى التنفيذ الفعلي لتوسيع المشاركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها. موضحا أن مجلس الشورى شهد تكريساً للمشاركة الوطنية وتوسيعها من خلال زيادة عدد أعضائه على ثلاث مراحل متوالية من ستين عضواً إلى مائة وخمسين بالإضافة إلى توسيع صلاحيات المجلس.
و تعكس البنود العربية في أجندة ولي العهد المتعلقة بالسلام في المنطقة وحوار الاديان وتعزيز التعاون البناء بين الشرق والغرب بديلا مما يسمى نظريا صراع الحضارات لتؤكد مدى حرص الدبلوماسية السعودية على خدمة القضايا العربية والإسلامية مستثمرة علاقاتها الدولية المتكافئة مع القوى الكبرى ، ومن المرجح أن تكون هموم السلام في الشرق الأوسط على رأس الأجندة في المباحثات المشتركة ،حيث إن السعودية صاحبة المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت العربية عام 2002, وفي المقابل انطلقت من مدريد عملية السلام في الشرق الأوسط وأسفرت عن وضع أسس للسلام على مبدأ الأرض مقابل السلام وقرارات الشرعية الدولية، وهو ما يعكس رغبة المملكتين في سلام شامل وعادل في المنطقة يقوم على قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي في وقت تجرى فيه مفاوضات الحل النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفق مقررات انابوليس وصولا لحلم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بنهاية العام الجاري، لتتزامن مع مفاوضات غير مباشرة بين سوريا واسرائيل بوساطة تركية.
وتأتي زيارة ولي العهد السعودي لإسبانيا في وقت يؤكد فيه كل المراقبين أنها ستدعم الشراكة الإستراتيجية للمملكة مع دولة أوروبية متقدمة بحجم أسبانيا فاسبانيا منصفة إلى حد كبير للقضايا العربية ، ولديها القدرة على صنع القرار الدولي وفي المقابل تسعى الرياض إلى استثمار تلك الأجواء الايجابية لخدمة قضايا الأمة وتعزيز المصالح المشتركة حيث تتميز الدبلوماسية السعودية بمواكبة التطورات العالمية بحراك جاد فيما تبلور الزيارة بلغة واقعية ملموسة المبادئ والثوابت التي تحكم السياسة الخارجية السعودية في المجال الدولي.
التعاون العسكري والأمني
كشف سفير السعودية لدى مدريد الأمير سعود بن نايف ،خلال مؤتمر صحافي عقد أمس الأربعاء، بأنه سيتم خلال الزيارة توقيع مذكرة تفاهم عسكري تشمل جميع أوجه التعاون العسكري بين البلدين. وفي رده على سؤال عما إذا سيتم شراء أسلحة من اسبانيا خلال زيارة ولي العهد قال السفير السعودي إن المشتريات العسكرية السعودية تتم وفق احتياجات القوات المسلحة ويتم الأخذ في الاعتبار احتياجات التسلح حسب المصدر والجودة والأسعار، موضحا أن التسلح يتم عبر دراسات مستفيضة من قبل القوات المسلحة وليس مجرد الذهاب للتبضع وان هذه العملية تأخذ وقتها الطبيعي.
ويمثل التعاون العسكري ركنا أساسيا في بناء علاقات البلدين؛ ففي أكتوبر 1983م قام الأمير سلطان بن عبدالعزيز بزيارة إلى إسبانيا أجرى خلالها محادثات مع وزير الدفاع الإسباني تناولت التعاون بين البلدين في المجال العسكري وقد أسفرت المحادثات عن الاتفاق على جملة من أوجه التعاون العسكري، وتنامى التعاون بين الجانبين في هذا الاتجاه، في إطار جملة المصالح المشتركة التي تجمع بين البلدين كما شهد التعاون الأمني بين البلدين تطورات جوهرية اقتضتها الظروف الأمنية الدولية إضافة إلى تكامل حلقات التعاون متعدد الأوجه بين البلدين
العلاقات الاقتصادية
وعلى المستوى الاقتصادي ستعزز الزيارة العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين حيث سبق الزيارة إنشاء صندوق ثنائي بين السعودية واسبانيا بحوالى خمسة مليارات دولار، فيما بلغ حجم الميزان التجاري بين البلدين حوالى ملياري ريال فيما تستند الزيارة لمدريد إلى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات خاصة الاقتصادية.
وعلى المستوى الاقتصادي ستعزز الزيارة العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين حيث سبق الزيارة إنشاء صندوق ثنائي بين السعودية واسبانيا بحوالى خمسة مليارات دولار، فيما بلغ حجم الميزان التجاري بين البلدين حوالى ملياري ريال فيما تستند الزيارة لمدريد إلى تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات خاصة الاقتصادية.
ونوه السفير السعودي بأن هناك اتفاقيات اقتصادية عديدة وقعت بين البلدين ومن أهمها كانت الأولى حماية الاستثمار وكذلك عدم الازدواج الضريبي الأمر الذي سيساعد رجال الأعمال بين البلدين للاستثمار بالإضافة إلى الصندوق الاستثماري بين البلدين بقيمة خمسة مليارات دولار، أما العلاقات الاقتصادية بين البلدين فإنها تشكل محوراً مهما وأساسيا في علاقات المملكتين الصديقتين وقد شهدت السنوات الماضية جملة من الاتفاقيات التي أطرت هذه العلاقات، وقد وقع الجانبان محضراً للتعاون الزراعي والصناعي في العام 1974م، وتم تشكيل اللجنة السعودية الإسبانية للتعاون الاقتصادي في عام 1977 م وعقدت اللجنة اجتماعها الأول في الرياض عام 1981م ويعد الاقتصاد الإسباني من الاقتصاديات المهمة في أوروبا، وبانضمام إسبانيا إلى الاتحاد الأوروبي عام 1986م أصبح من أكثر الاقتصاديات الأوروبية نشاطا وتوالت بعد ذلك الاجتماعات والاتفاقيات المشتركة، وكان للقطاع الخاص في البلدين دور أساسي في تبني الكثير من المشروعات، وحسب الهيئة العامة للاستثمار فإن عدد المشروعات المشتركة بين البلدين يبلغ أكثر من واحد وعشرين مشروعاً تشمل قطاعات البناء والتشييد والصناعة والخدمات .
وتعد المملكة ثاني أكبر دولة في الشرق الأوسط تصدر لها أسبانيا بما يقارب 770 مليون دولار سنوياً. وتشتمل حركة التبادل التجاري على منتجات الصناعة الكيماوية وما يتصل بها والمنتجات المعدنية ومصنوعات الأنسجة والمعدات الطبية والجراحية والمصنوعات الخشبية وسلع ومنتجات أخرى
التعليقات