فيينا: اختتم مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعمال دورته العادية الثانية لهذا العام هنا اليوم دون التوصل الى اعتماد مذكرة مشتركة لتحديد الخطوات والتدابير التي يتعين اتحاذها تجاه طهران في المستقبل. وفي ظل حالة من التباين عكستها اراء ومواقف الدول الدول الاعضاء في الوكالة بعد مشاورات مكثفة حول مدى تنفيذ كل من كوريا الشمالية وايران لاتفاق الضمانات المعقود بينها وبين الوكالة اكتفى رئيس مجلس المحافظين مندوب التشيلي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السفير ميلنكو سكونيتش بتسجيل ملخص يتضمن محصلة لمجمل المواقف والاراء التي ادلى بها ممثلو الدول المعنية ورؤساء المجموعات الجغرافية الرئيسية حول الملف الايراني دون تبني المجلس لاي قرار او حتى اصدار بيان رئاسي بهذا الخصوص. وكان المدير العام للوكالة الدكتور محمد البرادعي قد صعد من ضغوطه على ايران بالتنديد في كلمته quot;برفض طهران المستمر اعطاء ايضاحات حول برنامجها النووي والمضي في أنشطة تخصيب اليورانيوم خلافا لقرارات مجلس الأمن ومجلس محافظي الوكالةquot;.
من جانبه اعرب مندوب الولايات المتحدة الاميركية غريغوري شولتي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) عقب اختتام اعمال المجلس عن قلق المجتمع الدولي البالغ من استمرار ايران في انشطتها النووية الحساسة ونصحها بعدم تفويت quot;الفرصة الثمينة quot; التي يحملها لهم خلال الايام القليلة القادمة ممثل السياسة الخارجية خافيير سولانا والمتمثلة في رزمة الحوافز المحسنة والتي تصب في مصلحة الشعب الايراني. واتهم السفير الاميركي ايران بعدم التعاون مع الوكالة بشكل شفاف وخصوصا ما يتصل بمسالة الدراسات المزعومة بالاضافة الى استمرارها في تحدي قرارات مجلس الامن الدولي الثلاث حول وقف انشطة تخصيب اليورانيوم والمماطلة في المصادقة على بروتوكول التفتيش الاضافي الذي يتيح للوكالة القيام بعمليات تفتيش مباغتة. واكد ان التقريرين الاخيرين للوكالة في شهري فبراير ويونيو اثبت بان ايران فشلت لغاية الان في تزويد الوكالة بكافة التوضيحات او الوثائق المطلوبة حول طبيعة البرنامج النووي الايراني. وتسائل السفير الاميركي عن سبب رفض ايران للمقترح الروسي القاضي بتخصيب اليورانيوم في روسيا مشيرا الى ان وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس ابدت استغرابها من عدم تجاوب ايران مع هذا المقترح الروسي.
وطالب السفير الاميركي ايران بتوضيح جملة من المسائل بينها اسباب سيطرة القوات المسلحة الايرانية على الكثير من جوانب برنامجها النووي ورفض طهران اعطاء تسهيلات لمفتشي الوكالة وخبرائها باجراء مقابلات مع عدد من المسئولين الايرانيين فضلا عن رفضها لسلة الحوافز التي قدمتها الدول الاعضاء في مجلس المحافظين قبل عامين. واكد ان الولايات المتحدة وحلفائها ما تزال تؤيد اعتماد نهج المفاوضات لايجاد حل نهائي للمسائل العالقة مع طهران مشيرا الى ان التوصل الى اتفاق بهذا الخصوص يعتمد بالدرجة الاولى على مدى استعداد طهران.

ومن ناحيته اكد مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السفير علي اصغر سلطانيه استمرار بلاده بالتعاون وبشكل كامل مع الوكالة الذرية وفقا لنظام الضمانات والالتزام بمعاهدة عدم الانتشار النووي. وشدد سلطانيه في تصريح مماثل لكونا عقب اختتام اعمال المجلس على اهمية ما تتضمنه المقترحات الايرانية التي قدمتها طهران للدول الخمس الدائمة العضوية زائد المانيا ردا على المقترحات الاوروبية المعدلة الهادفة لحل الخلافات العالقة بين الجانبين. وانتقد سلطانيه بشدة سياسة الكيل بالمكيالين التي تنتهجها الدول الكبرى تجاه الدول النامية مشيرا الى انه في الوقت الذي يبدي فيه المجتمع الدولي تشددا مع دولة عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي يسمح لاسرائيل التي ليست طرفا في المعاهدة بممارسة نشاطاتها بدون اي رقابة او مساءلة من مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية او المجتمع الدولي. واكد ان البرنامج النووي الايراني مكرس فعلا للاغراض السلمية والتنموية مشيرا الى ان مفتشي الوكالة امضوا اكثر من 2000 ساعة عمل من الرقابة والتحقق في ايران ولم يعثروا علي اي تحريف للانشطة النووية لافتا الى انه بموجب مذكرة التفاهم المبرمة بين الوكالة وايران فان جميع المسائل العالقة قد حلت. وفيما يتعلق بالدراسات المزعومة التي تعتبرها الوكالة القضية الرئيسية العالقة فيما يتصل بالملف الايراني اكد سلطانيه ان بلاده لم تترك سؤالا من لائحة الاسئلة المقدمة من الوكالة الا وقدمت ايضاحات بخصوصها واضاف quot; لقد اجرينا منذ مارس الماضي اكثر من 70 ساعة من المباحثات وقدمنا مذكرات رسمية الى الوكالة تتألف من 200 صفحةquot;. واشار الى ان مجموعة الوثائق والصور الواردة في الحاسوب المحمول الذي سلمته الدول الغربية للوكالة لا تعدو كونها وثائق وصور مفبركة تدخل في اطار زيادة الضغوط على ايران متسائلا في ذات الوقت كيف يعقل ان تكون هذه الوثائق سرية ولا تحمل ختما رسميا. وثمن سلطانية موقف دول عدم الانحياز الداعمة لبرنامج ايران النووي وتاييدها المتواصل لحق الدول النامية في امتلاك الذرة للاغراض السلمية