الجزائر:طالبت غالبية الدول الأعضاء في المنتدى المتوسطي الذي استضافت العاصمة الجزائرية دورته الخامسة عشرة اليوم مزيدا من التوضيحات حول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط الذي أطلقه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وذلك خشية أن تحتكر أوروبا القرار .

وأوضح وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في مؤتمر صحفي عقب إختتام الدورة مساء اليوم أن غالبية البلدان الاعضاء في المنتدى طرحت تساؤلات حول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط.. مشيرا الى أن نقاشات جرت من أجل بذل مزيد من الجهود للتوصل الى نظرة موحدة حول هذا المشروع.

وأعرب مدلسي عن أسفه لكون بلدان الضفة الجنوبية لحوض المتوسط تخشى أن تحتكر المفوضية الاوروبية القرار نظرا لأن العلاقات مع الاتحاد الاوروبي غير متوازنة وأن القرار يعود حاليا لمن يملك الاموال والمهارة .

وأكد أن أهم نقطة تناولتها المناقشات في المنتدى تمحورت حول مفهوم المسؤولية المشتركة حتى لا تكون روح المبادرة وتطبيق المشاريع من احتكار طرف واحد كما كان يحدث في الماضي.. وقال ان الجزائر على غرار العديد من البلدان الأخرى ترغب في المزيد من التوضيحات ..مشيرا في هذا الصدد الى أن طلبات التوضيحات كانت تخص العلاقات بين آليات تأطير الاتحاد من أجل المتوسط وتحديد مكان تواجدها والوسائل التي تتوفر عليها و تمويلها.. اضافة الى وجود تحفظات طفيفة بشأن تسمية المشروع وضرورة الابقاء أولا على تسمية اتحاد.

وأعلن مدلسي اجراء محادثات مرتقبة خلال الأيام القادمة على المستوى المغاربي والعربي والمتوسطي حول كل هذه المسائل .

وحول مسألة حضور اسرائيل المعلن ضمن الإتحاد من أجل المتوسط أكد مدلسي أن مسارات التطبيع مع إسرائيل مرتبطة بنقاشات والتزامات أخرى.. مذكرا بخطة السلام العربية المصادق عليها في قمة بيروت 2002 من قبل الجامعة العربية والتي تقوم على استعادة كافة الأراضي العربية المحتلة منذ 1967 مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

من ناحية آخرى أوضح مدلسي أن مسألة الصحراء الغربية من إختصاص الأمم المتحدة وشدد على أنه من غير المقبول أن يحدث الإتحاد من أجل المتوسط شرخا بين بلدان المغرب العربي وباقي دول إفريقيا منوها الى أن الإتحاد الإفريقي سيكون شأنه شأن الجامعة العربية عضوا ملاحظا في قمة باريس حول الإتحاد من أجل المتوسط المزمع عقدها يوم 13 يوليو المقبل في انتظار تطبيق مشاريع تتكفل بالمصالح المتوسطية والمصالح الإفريقية.

من ناحيتها أعلنت مساعدة وزير الخارجية الإيطالية ستيفانيا كراكسي احتضان مدينة نابولي للدورة المقبلة للمنتدى المتوسطي في خريف 2009.

وجدد الوزراء في بيان مشترك في ختام أعمال دورتهم تمسكهم بالمنتدى المتوسطي باعتباره إطارا غير رسمي للحوار والتشاور بين دول حوض المتوسط.

وبشأن الوضع في الشرق الأوسط جدد الوزراء دعمهم للجهود الرامية لدفع مسار السلام على أساس حل دولتين فلسطينية وإسرائيلية تعيشان جنبا إلى جنب في كنف السلام والأمن .. معربين عن قلقهم بشأن عدم إحراز تقدم يذكر في مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية.

وعبر الوزراء المشاركون عن قلقهم أيضا من تواصل الحصار المضروب على قطاع غزة والذي أدى إلى وضع انساني غير محتمل. ونوه المنتدى المتوسطي بجهود الوساطة التي باشرتها الجامعة العربية في لبنان وتوجت بفضل اتفاق الدوحة بانفراج الأزمة التي كانت تهدد هذا البلد .

وفي هذا السياق دعا الوزراء مختلف الأطراف اللبنانيين إلى التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في أقرب الآجال من أجل مواصلة الحوار الوطني.