الجواب لن يكون إيجابيًا على الأرجح ... والأزمة تراوح
السنيورة يعرض سلتي وزارات رسميًا على المعارضة
إيلي الحاج من بيروت: عرض رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة رسميًا على فريق 8 آذار / مارس سلتين كاملتين مقفلتين من ثماني وزارات هي حصة المعارضة وفق إتفاق الدوحة مع ثلاث وزارات دولة، ليختار هذا الفريق إحدى السلتين كما هي، توصلاً إلى حل عقدة توزيع الحقائب الوزارية السياسية والخدماتية التي حالت دون تأليف الحكومة الثلاثينية حتى اليوم. وتتضمن السلة الأولى وزارية سيادية هي الخارجية التي تتمسك بها حركة quot;أملquot;، مع الوزارات الآتية: الأشغال العامة والنقل، التربية، شؤون المهجرين، البيئة، السياحة، الثقافة، والشباب والرياضة. أما السلة الأخرى فتتضمن وزارة سيادية هي الخارجية والمغتربين التي طالب بها النائب الجنرال ميشال عون، الطاقة والمياه، الإقتصاد والتجارة ، الصناعة ، الزراعة، الشؤون والإجتماعية، والصحة العامة.
وبقيت خارج السلتين وزارتا الدفاع والداخلية المحفوظتان مبدئيًا لرئيس الجمهورية ميشال سليمان بموجب اتفاق الدوحة الذي قضى بأن تكون حصته ثلاث وزارات إحداها وزارة دولة بلا حقيبة. وكذلك بقيت خارج عرض السنيورة وزارتا الإتصالات التي طالب بها quot;حزب اللهquot; ووزارة العمل التي يتمسك ببقائها في تسلمه. الأمر الذي يساهم في خفض احتمالات قبول الحزب بهذا العرض.
وكان الرئيس سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس quot;اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط قد دخلوا مباشرة على خط ملاقاة جهود السنيورة، في ظل شعور عام بأن الوضعين الأمني والاقتصادي يضغطان للتعجيل في تأليف الحكومة وتذليل العقبات القائمة، وأن عامل الوقت يلعب في غير مصلحة تطبيق اتفاق الدوحة، وان التأخير سيجعل من مسألة تشكيل الحكومة عملية سياسية أكثر تعقيدًا وصعوبة مع الوقت، وبالتالي يتعزز وضع الستاتيكو الجديد quot;رئيس للجمهورية مع حكومة مستقيلةquot; بعدما كان قبل الدوحة quot;حكومة ناقصة ومن دون رئيس للجمهوريةquot;.
وكان فريق 14 آذار / مارس قد حمل الجنرال عون خصوصًا المسؤولية عن استمرار عرقلة التأليف من خلال شروطه ومطالبه المبالغ فيها، والتي لا تتناسب مع حجمه السياسي عندما يطالب بخمس حقائب وزارية في حين ان كل حصة المعارضة وفق اتفاق الدوحة تبلغ ١١ وزيرًا من بينهم ٨ وزراء حقائب و ٣ وزراء دولة. وقالت إن غايته من اشتراط حصوله على وزارة المال، الإيحاء للمسيحيين انه يسعى إلى زيادة حصتهم في الدولة، على الرغم من إدراكه تمامًا ان حصوله على وزارة المال متعذر حتى لو وافقت قوى المعارضة التي ينتمي إليها على إحدى سلتي السنيورة ، لأن هذه الحقيبة في هذه الحال ستكون على الأرجح من نصيب الفريق الشيعي الذي ذهب إلى حد المطالبة عبر نائب رئيس المجلس الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان باستحداث منصب نائب لرئيس الجمهورية يعطى للشيعة إذا لم يحصلوا على وزارة المال لتأكيد حضورهم ووزنهم في الدولة . بينما يقول آخرون في قوى الغالبية أن عون صوّب على وزارة المال لكن quot;عينهquot; على وزارة الدفاع التي يعترض ومعه quot;حزب اللهquot; على استمرار وزير الدفاع الحالي الياس المر فيها.
وتتضامن قوى المعارضة مع جنرال عون في معركته المطلبية معتبرة ان ما يطرحه يندرج في اطار الحقوق وليس الشروط وإن لا حكومة من دونه، خلافًا لما كان عليه الوضع عام ٢٠٠٥ ، مما يدفع قوى 14 آذار إلى اتهام quot;حزب اللهquot; بأنه ربما يكرر في الاستحقاق الحكومي ما فعله في الاستحقاق الرئاسي عندما أدار عملية التفاوض والمساومة والتعقيد من خلال تفويض معطى للجنرال عون، في حين أن ما يريده الحزب حقيقة هو المساومة من خلال الحكومة على المرحلة التي تليها وتتضمن البيان الوزاري الذي يحدد سياسة الحكومة العتيدة ، لا سيما ما يتعلق ببندquot; المقاومة وسلاحهاquot; والتعيينات الرئيسة لا سيما ما يتعلق بالمراكز العسكرية والأمنية ، ولا سيما منها قيادة الجيش ومديرية المخابرات.
ويطالب فريق من المعارضة بإعطائه ٩ حقائب بدل ٨، ووزيري دولة بلا حقيبة بدل ٣ وزراء، وان تكون لها حقيبة سيادية ثانية، فإما التجاوب مع عون واعطاؤه وزارة المال مع بقاء وزارة الخارجية مع quot;أملquot;، واما استبدالها بوزارة الدفاع . مما يعكس تسليمًا من المعارضة ببقاء وزارة الداخلية مع الرئيس سليمان لأن اتفاق الدوحة واضح في شأنها .
هذه صورة الأزمة الحكومية التي تراوح منذ نحو خمسة أيام عند النقاط نفسها على نحو يبعث الملل في نفوس اللبنانيين الذين بدأوا يصابون بالقلق الشديد لأسباب أخرى تتعلق خصوصًا بارتفاع أسعار المحروقات الكبير ووصوله إلى 5، 32 ليرة لسعر صحيفة البنزين و40 ألف ليرة لسعر صفيحة المازوت وهذه كارثة بكل المعايير لأنها تجر غلاء في كل مناحي الحياة ولا يبدو أن ثمة أفقًا لمعالجتها أيًا يكن العبقري الذي سيتولى وزارة المال في الدولة التي لا مال يدخلها إلا من موسم سياحة الذي لا يزال مشوبًا بالأسئلة الحذرة عن المستقبل.
التعليقات