النائب والوزير السابق تحدث لإيلاف
مرهج: الحل في تراجع السنيورة عن قراراته والحوار

ريما زهار من بيروت: تحدث النائب والوزير السابق بشارة مرهج عن الأزمة الأمنية التي يمر بها لبنان، وإعتبر في حديث خاص لإيلاف أن جذور الأزمة تكمن في تراجع رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة عن قراراته وان يقبل الحوار مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وأكد أن الجامعة العربية تسعى لحل الازمة السياسية في لبنان عن طريق التواصل مع كافة الاطراف، والسعي لديهم لاستئناف الحوار لان السلاح لا يحسم شيئًا في لبنان، ولأن الحوار هو المبدأ الذي قام عليه لبنان، عن دور الجيش اعتبر انه يجب الا نحمِّل الجيش فوق طاقته وان نسهّل اموره، وعندما يكون الجيش في موقع قتالي فله ان يقرر الخطوات التي يجدها مناسبة لوقف القتال من جهة ولبسط سلطة الشرعية، واعادة الامور الى نصابها، ودعا الى اشارة ايجابية من الرئيس فؤاد السنيورة يكون نتيجتها اليوم فك الاعتصام وفتح مطار بيروت ومينائه، مشيرًا الى ان المدمرة كول لا تساعد على تبريد الاجواء في لبنان، بل تساعد على تسخين الاجواء وهذا لا يريده اللبنانيون مؤكدًا أن التعرض لأي مؤسسة اعلامية هو خطأ بحق لبنان وليس فقط بحق المؤسسة الاعلامية، ويجب ان تعود كل المؤسسات الاعلامية الى مزاولة دورها كما ترى.

وفي ما يلي نص الحوار معه


* مجلس الجامعة العربية رفض استخدام العنف خارج إطار الشرعية ودعا الى فتح المطار والطرق، والرهان اليوم على المبادرة العربية قبل التدويل، كم تعطي لهذه المبادرة نسبة نجاح لحل الازمة في لبنان؟
- اعتقد بأن الجامعة العربية تسعى لحل الازمة السياسية في لبنان عن طريق التواصل مع كافة الاطراف، والسعي لديهم لاستئناف الحوار لأن السلاح لا يحسم شيئًا في لبنان، ولأن الحوار هو المبدأ الذي قام عليه لبنان، وهو الطريق الذي يخلص لبنان من كل المشاكل والمخاطر التي يتعرض لها، اللبنانيون الى حد كبير فقدوا الثقة في ما بينهم وهم بحاجة الى احتضان عربي متوازن ومتجرد يساعدهم على اللقاء وعلى وضع كل الامور على طاولة الحوار، لان اذا دققنا في مطالب المعارضة نجد بان كل ما تريده هو تطبيق الالتزام بالميثاق الوطني والدستور، وتأمين المشاركة الحقيقية في السلطة السياسية خصوصًا في لحظة سياسية بالغة الدقة والحساسية تتعرض المنطقة العربية باسرها الى اختبارات مصيرية تحتم ترسيخ الوحدة الوطنية في كل بلد عربي وتحتم التضامن العربي لمواجهة هذه المخاطر المتمثلة بصورة خاصة باحتلال العراق وتمادي الادارة الاميركية في تمزيق العراق، كما تتمثل في التوغل الاسرائيلي في قمع اهل غزة والضفة الغربية، وبناء المستوطنات ورفض كل صيغة من صيغ التسوية التي اقرتها الشرعية الدولية، اما هل ستنجح المبادرة العربية ام لا؟ فإن الامر يعتمد على اللبنانيين، يجب ان يمسكوا بزمام الامور بايديهم وان يتفهموا بانهم لا يمكن ان يستغنوا عن بعضهم البعض، ولا يمكن لفريق ان يحتكر السلطة لوحده، ولا يمكن لفريق آخر ان يفرض نفسه بالسلاح، الصيغة اللبنانية واضحة وعلى الجميع الالتزام بها كي ينجحوا بانقاذ لبنان والتجاوب مع مطالب الاهالي الذين باتوا يرفضون تقصير الزعماء السياسيين في الالتزام بالصيغة اللبنانية وتجديدها وعصرنتها.

* البارحة كان دور عاليه والشوف بعد الشمال وبيروت في محطة استهداف كان ضحيتها الكثيرون، ماذا بعد ذلك، وهل مناطق جبل لبنان ستكون مستهدفة وهذا هاجس المسيحيين اليوم بمعنى آخر هل مناطقهم ستكون مستهدفة في المستقبل؟
- برأيي يجب ان تتوقف حركة السلاح في هذه اللحظة ويجب ان يتولى الجيش الامور، ويجب ان يخضع الجميع لمنطق الشرعية الذي يمثله الجيش اليوم، لان الاطر الاخرى لم تعد قادرة على جمع اللبنانيين وعلى مخاطبتهم على قاعدة المساواة والعدالة، هناك اهتزاز في كل المؤسسات والمؤسسة الحقيقية القادرة على تولي الامور دون الانقلاب على الشرعية هي مؤسسة الجيش.

* الجيش ينتشر في المناطق بعد حزب الله، كيف تقيّم موقف الجيش وما هو الدور المستقبلي له برأيك؟
- يجب الا نحمِّل الجيش فوق طاقته وان نسهل اموره، وعندما يكون الجيش في موقع قتالي فله ان يقرر الخطوات التي يجدها مناسبة لوقف القتال من جهة ولبسط سلطة الشرعية، واعادة الامور الى نصابها، وما جرى في لبنان هو خطر جدًا لأنه يشكل انقسامًا عموديًا في المجتمع اللبناني حيث قامت الحكومة وهي لا تمثل كل اللبنانيين باتخاذ اجراءات لا يمكن وصفها بالظالمة والقاسية وغير الواقعية وغير القابلة للتنفيذ ضد جهة لها حضورها ولها قضيتها التي هي قضية كل اللبنانيين، بحيث شعرت هذه الجماعة بالخطر المحدق عليها خصوصًا ان السكين وضع على عنقها، فقامت بما قامت به مرغمة، ونحن نستنكر كل الاخطاء التي أحدثتها تلك العملية وخصوصًا الدخول الى مؤسسة الحريري الثقافية والاجهزة الاعلامية وخصوصًا جريدة المستقبل وتلفزيونه، وندعو الجميع الى الالتزام بالقرار والشرعية اللبنانية، وبدء الحوار حاليًا لئلا تبقى هذه القرارات مسلطة على فريق من اللبنانيين وهذا معناه استمرار الازمة وعدم الاكتراث بالمبادرة العربية اليوم، كما في الامس، وهذا يضعنا على مفترق طرق خطر جدًا يجب ان يعي رئيس الحكومة الذي اتخذ تلك القرار باقلية ضمن مجلس الوزراء بان هناك اقلية في مجلس الوزراء ضغطت لاتخاذ القرار والا تستقيل، هكذا تستقيم الامور في البلاد؟ اهكذا تدار شؤون الدولة، هذه هي نقطة البداية في حل الامور، عندما تجد الحكومة نفسها مضطرة لاتخاذ قرار ما يجب ان يكون نابعًا من ارادة اللبنانيين واكثرية مجلس الوزراء، والا يخضع هذا الاخير لديكتاتورية الاقلية، اما القول بقصة الانقلاب فنحن نرفضها، ونرفض الاحتكام للسلاح واي خطأ وتعرض للجمهور او مواطن او مؤسسة، ويمكن ان نبحث في النتائج دون البحث في جذور القضية فهذا معناه التمويه على مشكلة والازمة والدوران حولها.

* كيف تنظر الى النداءات الكثيرة التي وجهها النائب وليد جنبلاط امس وتفويضه لخصمه التاريخي الامير طلال ارسلان بالتفاوض مع حزب الله لانهاء الاعمال العسكرية في الجبل؟
- بداية ليس خصمًا تاريخيًا كان هناك تعاون بين المير مجيد ارسلان والشهيد كمال جنبلاط، وهم عائلة واحدة وقد تحدث خلافات ولكن في الجوهر هم عائلة واحدة، ولذلك هذا التفويض طبيعي وحكمة من وليد جنبلاط وتبصر وحرص على الجبل ولبنان وعلى السلم الاهلي ومستقبل لبنان.

* الحديث اليوم عن اعادة فتح مطار القليعات كبديل عن مطار بيروت، هل ترى في ذلك حلاً ام مشكلة جديدة في وجه الازمة؟
- ادعو الى اشارة ايجابية من الرئيس فؤاد السنيورة يكون نتيجتها اليوم فك الاعتصام وفتح مطار بيروت ومينائه، ولكن هذا التعنت والتشدد لا يعكس ارادة اللبنانيين، وكل الامور الاخرى هي ردود فعل على موقف السنيورة والحكومة التي لا تمثل كل اللبنانيين، لذلك المبادرة بيد رئيس الحكومة وهو الذي يستطيع ان يزيل الاعتصام وان يفتح كل الطرق والمطار ومرفأ بيروت، فلماذا يتأخر وماذا ينتظر وقد انسحب المسلحون من بيروت وتسلم الجيش مسؤولية بيروت، وليس هناك اي حالة انقلابية بل هناك طلب للمشاركة ورفض الاستبعاد، هذا كل ما في الامر، اما البقية فهي غبار حول الحقيقة.

* مدمرة كول الاميركية مجددًا امام شواطىء لبنان هل تعتقد ان الاميركيين سيتدخلون في الحرب بين اللبنانيين؟
- المدمرة كول لا تساعد على تبريد الاجواء في لبنان، هي تساعد على تسخين الاجواء وهذا لا يريده اللبنانيون الذين يتطلعون الى تسوية سياسية عادلة ومتوازنة على اساس المبادرة العربية دون تدخل اجنبي او عسكري، علمًا بان اي تدخل عسكري اجنبي ليس له اي مردود ايجابي وليس له افق في الازمة اللبنانية.

* ما هو الحل برأيك للازمة اللبنانية هل هو في عودة الحكومة عن قراراتها ام المعارضة لن تقبل الا باستقالة الحكومة؟
- ليس المهم ان تستقيل الحكومة، فهي ليست المشكلة والمهم هو القرار الذي يمكن ان تتخذه قوى 14 آذار ونأمل ان يلتزم به الرئيس فؤاد السنيورة، فقد كلف الجيش وليتفضل وليصدر توصيات الجيش بقرار وليفتح ذراعيه للحوار، والا يضع شروط للحوار مع الرئيس بري، وما هذه الطريقة؟ ولماذا نختبئ وراء اصابعنا، اذا كان يريد تسوية مشرفة بحسب المبادرة العربية فعليه ان يتحاور مع الرئيس بري.

* هل تعتقد انه في حال عدم رجوع الرئيس فؤاد السنيورة وحكومته عن قراراته ستقتحم المعارضة السراي الحكومي وتجبر الحكومة على الاستقالة؟
- اعتبر ان على الجميع ان يحترم المرجعيات والمقامات والمؤسسات الحكومية والدستورية، ولكن على الجميع الذين يتولون المسؤوليات ان يقوموا بما يملي عليهم الواجب، فرئيس الحكومة ليس رئيس فريق بل رئيس حكومة يجب ان تمثل كل اللبنانيين، ويجب ان يكون صدره واسعًا لفهم مطالب وهواجس وتطلعات كل اللبنانيين وليس فقط الفريق المحيط به، مع تقديرنا بان لهذا الفريق المحيط به تطلعات ايجابية وافكار واقعية ويجب الاخذ بها.

* المواجهات اليوم نلاحظ انها لم تستثني الحالات الانسانية فهناك نداءات لاطفال مصابين بالسرطان يريدون التوجه الى المستشفيات ولا يستطيعون، كيف يمكن برأيك استثناء الحالات الانسانية من الصراع القائم؟
- في بيروت هناك مظاهرات وتجمعات والطرق كلها مفتوحة بشكل او بآخر لكل المؤسسات ولكل المستشفيات، اما في الجبل فهناك وضع استثنائي اعتقد انه يستتب كما قال النائب وليد جنبلاط والجيش يتسلم الامور وهذا لمصلحة الجميع، فلنتوقف عن نقد الجيش وتوجيه الاتهامات الظالمة له التي تصدر تباعًا من بعض قادة 14 آذار الذين لا يشعرون بالمسؤولية الكاملة تجاه الوضع اللبناني برمته والمعرض كله الى ما تحمد عقباه فيما لم يتم التزام الجميع الجيش اللبناني وقراراته وتوجهاته وحركته الميدانية.

* تحدثت خلال اللقاء عن استياء من اقفال اعلام المستقبل كيف برأيك يؤثر ذلك على الحريات الاعلامية في لبنان؟
- اعتقد بان التعرض لأي مؤسسة اعلامية هو خطأ بحق لبنان وليس فقط بحق المؤسسة الاعلامية، ويجب ان تعود كل المؤسسات الاعلامية الى مزاولة دورها كما ترى.