مؤتمر دولي في باريس حول مساعدة أفغانستان

كابول، وكالات:إفتتح صباح اليوم الخميس في باريس مؤتمر دولي للمساعدة على إعادة إعمار أفغانستان بعد سبعة أعوام على سقوط نظام طالبان، بمشاركة أكثر من ثمانين بلدا ومنظمة دولية. وسيلقي الرئيس الافغاني حميد كرزاي ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي والامين العام للامم المتحدة بان كي مون كلمات في افتتاح هذا الاجتماع الذي سيستمر طوال اليوم.

وسيعرض كرزاي خلال الاجتماع خطة طموحة للتنمية تبلغ كلفتها1،50 مليار دولار على خمس سنوات، تتمحور حول تطوير البنى التحتية والامن والتعليم والزراعة. وتحضر المؤتمر زوجة الرئيس الاميركي لورا بوش ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وكذلك الممثل الخاص للامم المتحدة في افغانستان كاي ايدي. واعلنت رايس ان الولايات المتحدة ستعلن مساهمة بقيمة عشرة مليارات دولار في 2008 و2009 لمؤتمر المانحين لافغانستان.

الإئتلاف يعرض شريط فيديو للضربات في باكستان

وكان قدبث الإئتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في أفغانستان الخميس شريط فيديو لأربع ضربات quot;دقيقةquot; إستهدفت على حد قوله quot;عناصر معادية للأفغانquot; في باكستان ليل الثلاثاء الاربعاء، في وقت تتهمه اسلام اباد بقتل 11 من جنودها. واكتفت وزارة الخارجية الاميركية حتى الان بالاعراب عن quot;حزنها للخسائر البشرية الباكستانية اذا ثبت هذا الامرquot;.

وفي الصور التي بثها الائتلاف الخميس وصورتها طائرة بدون طيار، تظهر بوضوح اربع قذائف او صواريخ تصفها اصوات بانها quot;ذخائر دقيقة موجهةquot; تصيب مجموعة من سبعة رجال يعرف عنهم على انهم quot;عناصر معادية للافغانquot;. واوضحت اسلام اباد ان الحادث بدأ بتوغل الجيش الافغاني في الاراضي الباكستانية مساء الثلاثاء وتحديدا في قطاع مهمند في المنطقة القبلية شمال غرب باكستان حيث تؤكد واشنطن وكابول ان حركة طالبان وتنظيم القاعدة اقاما قواعد خلفية لهما.

وبدأت القوات الباكستانية شبه العسكرية المعركة بحسب اسلام اباد فصدت الجنود الافغان، غير ان عناصر طالبان الباكستانيين ومقاتلين اسلاميين اخرين هاجموا بدورهم القوات الافغانية بحسب الجيش الباكستاني والائتلاف الدولي. واقر الائتلاف الاربعاء بانه رد على النيران انما quot;في حال الدفاع المشروع عن النفسquot; بحسب ضباطه وواشنطن، واكد ان اي عسكري من الائتلاف لم يعبر الحدود، وهو ما اكدته ايضا وزارة الخارجية الاميركية.

واعلنت اسلام اباد مقتل ما لا يقل عن 11 جنديا باكستانيا و11 مقاتلا اسلاميا، فيما اقرت حركة طالبان الباكستانية بسقوط ثمانية من عناصرها جراء ضربات الائتلاف. ويقول صوت على شريط الائتلاف ان مجموعة من سبعة مقاتلين يحملون اسلحة خفيفة وقاذفات صواريخ هاجمت دورية لquot;قوات الائتلافquot; في ولاية كونار الافغانية ثم انكفأت الى افغانستان.

ويتابع الصوت معلقا quot;قتلت قنبلة دقيقة اثنين من العناصر المعادية للافغان في باكستان. من الواضح انه ليس هناك اي مبنى او مركز عسكري في المنطقة ويحاول ما تبقى من العناصر المعادية للافغان الفرار ويختبئون في حفرة عميقةquot;. ويقول ان quot;قنبلة دقيقة ثانية تنفجر خارج مدى الشاشة وتستهدفت قنبلة ثالثة عناصر معادية للافغان في الحفرة. الناجون يتعرضون لضربة جديدة بقنبلة دقيقة تقتل الثلاثة المتبقين. من الواضح انه ليس هناك اي مبنى في المنطقة المستهدفةquot;.

وكان قال البنتاغون ان القوات الاميركية شنت الغارة دفاعا عن النفس بعد تعرضها لهجمات في اشتباكات مع قوات موالية لحركة طالبان. وكان الجيش الباكستاني قد أدان في بيان له quot;ذلك العمل الجبان غير المبررquot; الذي حمّل quot;قوات التحالفquot; مسؤوليته.

وقال متحدث عسكري باكستاني ان الحادث ضرب quot;اسس التعاون والتضحية التي يدعم بها الجنود الباكستانيون التحالف في حربه ضد الارهابquot;. وندد يوسف رضا جيلاني رئيس الوزراء الباكستاني بالهجوم قائلا إن سيادة باكستان باتت على المحك. واستدعت وزارة الخارجية الباكستانية السفير الأميركي للاحتجاج وإبلاغه بأن ما حدث هو استخدام للقوة الجوية دون تمييز. كما قالت الخارجية الباكستانية إن ذلك يمثل انتهاكا خطيرا للحدود الدولية ويضر بأسس التعاون بين باكستان وقوات التحالف.

ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الأميركية إن هذا الحادث يؤكد أن توفر عملية اتصال فعال عبر الحدود تعتبر أمرا حيويا لتجنب مثل هذه الحوادث. وأعربت الخارجية الأمريكية عن أسفها لسقوط ضحايا.

سفير: باكستان ستهاجم بن لادن إذا عرفت مكانه

وقال السفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة ان باكستان ستهاجم أسامة بن لادن ما ان تتوفر لديها معلومات موثوق بها عن مكان زعيم تنظيم القاعدة.وقال السفير حسين حقاني يوم الاربعاء انه واثق من أن باكستان تستطيع المساعدة في احباط أي مخططات للقاعدة لمهاجمة الولايات المتحدة لكنه قال انه ليس على علم بوجود مخططات في الوقت الحالي.واضاف حقاني في مقابلة مع رويترز quot;من خلال مساعي التعاون بين جميع الحلفاء وهذا يشمل أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة وحلف شمال الاطلسي أعتقد أننا نستطيع احباط أي مخططات محتملة لشن هجوم.quot; ويسعى السفير من أجل مزيد من التعاون مع الولايات المتحدة في مجال تبادل المعلومات ويريد اقناع واشنطن بأن حكومة باكستان الجديدة لا تزال ملتزمة بمكافحة الارهاب.

وذكر أن المخابرات الباكستانية ساعدت في احباط الكثير من quot;عشراتquot; المخططات للقاعدة والتي تم رصدها في مختلف أنحاء العالم منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول لكن مسؤولي الحكومة ليسوا على علم بوجود خطر على الولايات المتحدة في الوقت الراهن. وجاءت تصريحات حقاني بعد يوم من قول ضابط كبير بالجيش الاميركي ان زعماء القاعدة الذين يعتقد أنهم يختبئون في المناطق القبلية الباكستانية يخططون لهجمات جديدة.

وقال حقاني ان باكستان ستتحرك بمفردها ضد القاعدة اذا اقتضت الضرورة.واضاف quot;لو كانت باكستان أو أفغانستان أو الولايات المتحدة حصلت على معلومات محددة بشأن مكان أسامة بن لادن لكانت تحركت بناء على ذلك. لم تكن لتوضع تحفظات أمام التحرك في هذا الصدد ولن توضع في المستقبل.quot;وأضاف quot;لو توفرت لاي منا تلك المعلومات التي تستدعي التحرك فسنتحرك جميعا.quot;لكنه استطرد قائلا انه يتعين على مخابرات الدول الثلاث أن تتغلب على أي خلافات أو quot;افتقار للثقةquot; بينها.

وذكر مسؤول باكستاني كبير أن اسلام أباد وواشنطن تعملان على تعزيز التعاون بين المخابرات والجيش وأقر بأن أيا من البلدين لم يتعامل مع الحرب على الارهاب بالشكل الملائم. وقال حقاني quot;لا نريد مزيدا من المسرحيات الحربية التي تشارك فيها الولايات المتحدة وحلف الاطلسي والتي لا تحقق نتائج تذكر.quot;لكنه اشار الى أن عمليات المخابرات مثل ضرب الولايات المتحدة لاهداف تتبع القاعدة بصواريخ من طائرات بدون طيار تعتبر مختلفة عن عمليات القوات العسكرية النظامية.

وأحجم عن مناقشة أي تفاهمات مع واشنطن بشأن هجمات الطائرات بدون طيار لكنه قال ان باكستان تأمل في أنه quot;لو كانت هناك حاجة لاستخدام وسائل تقنية متاحة لاي من الشركاء فليتم ذلك بتفاهم مشترك وليس من جانب واحد.quot; وواجهت باكستان انتقادات من ساسة أميركيين في الكونجرس يقولون انها لم تبذل جهودا تذكر للعثور على بن لادن أو كبح جماح القاعدة.

وتولت حكومة ائتلافية مدنية السلطة في باكستان بعد أن هزم حلفاء الرئيس برويز مشرف في انتخابات فبراير شباط التشريعية. وتعتبر الولايات المتحدة مشرف حليفا ضد الارهاب رغم القلق من أنه لا يبذل ما يكفي من الجهد. ويساورها القلق بشأن مدى التزام الحكومة الجديدة التي يمثلها حقاني.

وقال السفير ان من المهم أن تساعد الولايات المتحدة الحكومة الجديدة على اكتساب ثقة الناس الذين يعيشون على جانبي الحدود مع أفغانستان. ودعا الى تقديم المساعدة الاقتصادية وبذل الجهود لتغيير القناعة بأن الاسلام والمسلمين معرضون لتهديد من الغرب. واضاف quot;من المهم للغاية تغيير قناعات وأفكار الناس في باكستان وأفغانستان لان السبيل الوحيد لكي تؤتي معلومات المخابرات التي تستدعي التحرك ثمارها هو أن يشعر الناس الذين يعلمون بمكان أسامة بن لادن أن تسليمه أهم من حمايته.quot;