بلغراد: ردت صربيا على دخول دستور كوسوفو حيز التطبيق بتشكيل برلمان للأقلية الصربية. وأعلن سلوبودان سمرتسيتش -وزير الكوسوفو بحكومة بلغراد- عن هذا البرلمان في مدينة ميتروفيتسا المقسمة شمال كوسوفو. وينهي دستور الإقليم الجديد -الذي يأتي بعد 4 أشهر من إعلان الاستقلال- تسعة أعوام من إدارة الأمم المتحدة.

وستدير الأغلبية الألبانية الإقليم الآن، ولكن وضع إدارة المناطق التي تقطنها أغلبية صربية يبقى غير واضح. لكن الأقلية الصربية تصر على التأكيد أن الدستور الجديد لا ينسحب عليها.

وأثار دخول دستور كوسوفو حيز التطبيق النعرات مجددا لدى الصرب الذين تُقدر نسبتهم بحوالي 10 في المائة، والذين يعتبرون أن الإقليم ما زال جزءا من صربيا. وقال سمرتسيتش إن برلمان صرب كوسوفو سيعقد أولى جلساته بعد نحو أسبوعين.

وقال إن مهمته الأولى هي التنسيق فيما بين الممثلين الصرب الذي انتُخبوا أثناء الانتخابات المحلية الصربية للشهر الماضي، كما سيكون لهذه الهيئة quot;طابع تمثيلي كذلكquot;. و تمثل الجمعية النيابية الصربية تحديا جديا للدستور الكوسوفي الجديد.

وأضاف كذلك أن الخلافات الصربية الداخلية بشأن الخطة التي ينبغي اعتمادها توازي في خطورتها احتمال اندلاع نزاع بين الصرب والألبان.

وفي أول خطوة بعد اعتماد الدستور الجديد، وقع رئيس كوسوفو فاتيمير سيديو مجموعة من القوانين، عين بموجبها أول وزارة للدفاع وأخرى للخارجية. وقال سيديو إنها quot;لحظة تاريخيةquot; تنهي quot;مسيرة كوسوفو نحو الدولةquot;.

وسعيا إلى عدم استفزاز الأقلية الصربية اقتصرت الإحتفالات بالدستور الجديد على احتفال بسيط أقيم مساء الأحد في قاعة رياضية في برشتينا حضره بعض المسؤولين.

وستضطلع الحكومة المحلية بالعديد من النواحي الإدارية التي كانت بيد الأمم المتحدة حتى الآن. وسيضطلع الإتحاد الأوروبي بدور المشرف في كوسوفو وسيرسل العديد من البعثات -من بينها بعثة بـ2200 خبير قانوني وقضائي- وهو ما تعارضه وروسيا.

وقال الرئيس الصربي بوريس تاديتش إنه يرحب بالبعثة الأوروبية إلى كوسوفو إذا ما تقيدت بشرطين: quot;أن يزكيها قرار من مجلس الأمن الدولي، وألا تعمل على تطبيق مخطط آتيساري الذي يتضمن استقلالا للإقليم تحت إشراف دولي.quot;

ويشير الرئيس الصربي إلى مخطط مبعوث الأمم المتحدة السابق مارتي آتيساري الذي اقترح نظاما لامركزيا لكوسوفو مع استقلال ذاتي موسع للكوسوفيين الصرب.

ولم يُصدق رسميا على خطة آتيساري -التي تحظى بدعم الدول الغربية- بسبب اعتراض روسيا.

وكان من المقرر أن تصل البعثة القانونية والقضائية الأوروبية (يوليكس Eulex) إلى كوسوفو نهاية الأسبوع هذه، لكن روسيا منعت عملية التسليم، بحجة أن القرار لا يحظى بموافقة مجلس الأمن.

وقال بيتر فيث ممثل الاتحاد الأوروبي الخاص بكوسوفو، إن الأمم المتحدة ترى أن الوقت مناسب لتسليم السلطات إلى حكومة كوسوفو، وأشار إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة قد اعترف بواقع الأمر.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد عبر عن رؤيته لكيفية إدارة الإقليم في رسائل أرسلها إلى السلطات في بلغراد وبرشتينا.

ويبقى الغموض يكتنف هوية من سيتولون الشؤون الإدارية وأين ستكون حدود السلطة في أجزاء كوسوفو المختلفة.