طهران: جددت إيران التحذير من عواقب مهاجمتها، وجاء إنذار السبت، على لسان قاائد الحرس الثوري الجنرال محمد علي جعفري، ملوحاً أن الجمهورية الإسلامية سترد بإطلاق وابل من الصواريخ على إسرائيل وخنق خطوط حركة النفط في مضيق هرمز، وفق تقرير.
ويأتي التحذير الذي نشرته صحيفة quot;جام جمquot; الإيرانية المتشددة بعد الكشف عن مناورة عسكرية إسرائيلية ضخمة في البحر المتوسط، فُسرت بأنها رسالة إلى إيران لكبح طموحها النووي، وفق الأسوشيتد برس.
ولفت جعفري إلى روادع قوية تحول دون ضرب الجمهورية الإسلامية، منها قواها الصاروخية وضعف إسرائيل والقوات الأميركية في المنطقة وتضاؤل فرص تحقيق ضربة عسكرية ناجحة.
يُشار إلى أن إيران شيدت مفاعلها النووية في مناطق متفرقة في البلاد، وأقامت جانب منها تحت الأرض لحمايتها من هجمات جوية.
ولم يستبعد قائد الحرس الثوري الإيراني أن يتضمن الرد الإيراني على أي هجوم ورقة النفط وفرض قيود على ممر نقل المادة الحيوية عبر مضيق هرمز.
واشار قائلاً في هذا السياق: quot;من الطبيعي إذا تعرضت أي دولة لهجوم فستستخدم كافة إمكانياتها والفرص لمواجهة العدو، وبالنظر إلى الممر الحيوي لحركة نقل النفط خارج المنطقة، ففرض السيطرة على الخليج ومضيق هرمز سيكونا قطعاً ضمن الخطوات الإيرانية.quot;
وساهمت المخاوف من تصعيد المواجهة بين الغرب وإيران، رابع أكبر منتج للنفط في العالم، في الارتفاع الكبير في أسعار المادة الحيوية مؤخراً الذي شارف 143 دولارا للبرميل، الجمعة.
وكان المرشد الروحي للثورة الإيرانية، آية الله علي خامنئي قد هدد عام 2006 بزعزعة إمدادات النفط العالمية إذا هاجمت الولايات المتحدة بلاده. ويمر قرابة 60 في المائة من نفط العالم عبر مضيق هرمز.
وحذر قائد الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم على إيران سيستدعي ردة فعل إنتقامية في العالم الإسلامي، ستضر بالمصالح الأميركية والإسرائيلية في كافة أنحاء الشرق الأوسط
وتزايدت التكهنات بشن هجوم محتمل على إيران بعد الرسالة التي بعثتها المناورات العسكرية الإسرائيلية الضخمة في البحر المتوسط في وقت سابق من الشهر.
وأكدت مصادر عسكرية أميركية لشبكة CNN أن سلاح الجو الإسرائيلي أجرى مطلع الشهر الجاري مناورات وتدريبات ضخمة امتدت لمئات الأميال في منطقة شرق البحر المتوسط، وأن واشنطن تعتقد بأن تلك التحركات تهدف إلى إرسال رسالة علنية إلى طهران تظهر قدرة تل أبيب على ضرب منشآتها النووية.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن التدريبات التي جرت في الثاني من يونيو/حزيران الجاري شملت عشرات المقاتلات الجوية، وبينها أسراب من نوع F-15 وF-16، وطائرات مخصصة للتزود بالوقود جواً.
وجاءت المناورة الإسرائيلية بعد نفي البيت الأبيض صحة تقارير إسرائيلية بشأن اعتزام إدارة الرئيس الأميركي، جورج بوش، توجيه ضربة عسكرية إلى إيران قبل انتهاء فترة ولايته في يناير/ كانون الثاني من العام 2009.
وجاء في بيان صدر عن البيت الأبيض، أن quot;المقالة التي نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست (الإسرائيلية) حول موقف الرئيس (بوش) بشأن إيران، والذي جاء نقلاً عن مصدر غير معروف لمصدر آخر غير معروف، يسيء للصحيفة التي تناولته.quot;
ويذكر أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي كان قد حذر الأسبوع الماضي من أن مهاجمة إيران سيحيل الشرق الأوسط لكرة من اللهب.

تقرير: أمريكا تصعد عملياتها السرية ضد إيران
من جهة ثانية أفاد تقرير نشر على موقع مجلة ذا نيويوركر على الانترنت يوم الاحد بأن زعماء بالكونجرس الامريكي وافقوا بنهاية العام الماضي على طلب الرئيس الامريكي جورج بوش الحصول على تمويل من أجل تصعيد كبير في العمليات السرية ضد ايران بهدف زعزعة استقرار قيادتها.
ويركز مقال الصحفي سيمور هيرش من عددي المجلة الصادرين في السابع و14 يوليو تموز على مرسوم تنفيذي رئاسي عالي السرية وقعه بوش والذي وفقا للقانون الامريكي يجب أن يكون معروفا لدى زعماء الديمقراطيين والجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ وأعضاء بارزين باللجان الاستخباراتية.
ونقل المقال عن شخص مطلع على فحوى المرسوم قوله quot;المرسوم ركز على اضعاف طموحات ايران النووية ومحاولة اضعاف الحكومة عن طريق اجراء تغييرات على النظامquot; ويتضمن quot;العمل مع جماعات المعارضة وتمرير أموال.quot;
وكان هيرش كتب من قبل عن خطط محتملة للادارة الامريكية لشن حرب للحيلولة دون امتلاك طهران لاسلحة نووية بما في ذلك مقال في ابريل نيسان عام 2006 نشر في المجلة أشار الى أن الهدف النهائي لبوش هو تغيير النظام في ايران سواء بوسائل دبلوماسية أو عسكرية.
وأشار المقال نقلا عن مصادر عسكرية واستخباراتية ومن الكونجرس حالية وسابقة الى أن زعماء بالكونجرس أقروا التمويل للتصعيد السري الذي طلبه بوش وحجمه يصل الى 400 مليون دولار.
والعمليات السرية ضد ايران ليست أمرا جديدا. وقال المقال ان قوات العمليات الخاصة الامريكية تشن عمليات عبر الحدود من جنوب العراق منذ العام الماضي.
وأضاف أن من بين هذه العمليات القبض على أعضاء بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني واصطحابهم للعراق لاستجوابهم وملاحقة quot;أهداف ذات قيمة عاليةquot; في اطار حرب بوش ضد الارهاب والذين يمكن أن يلقى القبض عليهم أو قتلهم.
ولكن المقال نقل عن مسؤولين حاليين وسابقين قولهم انه جرى توسيع حجم ونطاق العمليات في ايران بمشاركة وكالة المخابرات المركزية الامريكية بشكل كبير.
وأضاف أن العديد من هذه الانشطة ليست محددة في المرسوم الجديد وأن بعض زعماء الكونجرس وجهوا تساؤلات مهمة بشأن طبيعة هذه الانشطة.
وذكر روبرت باير الضابط السابق بوكالة المخابرات المركزية الامريكية أن من بين الجماعات داخل ايران التي تستفيد من الدعم الامريكي تنظيم جند الله والذي يعرف أيضا باسم حركة المقاومة الشعبية الايرانية. ووصف المحلل بمجلس العلاقات الخارجية فالي نصر التنظيم لهيرش بأنه تنظيم شرير يشتبه في أن له صلات بتنظيم القاعدة.
وقال المقال ان الدعم الامريكي لجماعات المنشقين قد يثير حملة قمع عنيفة من ايران وهو ما قد يعطي ادارة بوش مبررا للتدخل.
وأفاد المقال بأنه لم يرد تعليق على المرسوم من الزعماء الديمقراطيين بالكونجرس. ورفض البيت الابيض الذي نفى مرارا الاعداد لعمل عسكري ضد ايران ووكالة المخابرات المركزية الامريكية التعليق أيضا.
وتقود الولايات المتحدة جهودا دولية لكبح جهود ايران التي تشك في أنها تسعى لانتاج أسلحة نووية غير أن واشنطن تقر بحق ايران في تطوير طاقة نووية لأهداف مدنية.