موسكو: تنظر روسيا، ولأول مرة منذ إنتهاء الحرب الباردة، في مخطط لتوجيه صواريخ نووية نحو أوروبا، وفق ما نقل تقرير بريطاني عن مصادر دفاعية في الكرملين. ويأتي التحرك الروسي رداً على منظومة الصواريخ الدفاعية الأميركية التي تقول واشنطن إنها لدرء خطر هجمات أنظمة مارقة.موسكو تبحث في اجراءات ضد الدرع المضادة للصواريخ
ونقلت صحيفة quot;التايمزquot; البريطانية إن الخطة، التي يعكف الكرملين على دراستها، يحتمل أن تتضمن نشر صواريخ باليسيتية في quot;كالينينغرادquot; - مقاطعة روسية تقع بين quot;ليتوانياquot; وquot;بولندا. وكانت quot;كالينينغرادquot; قد أعلنت منطقة خالية من النووي من إتفاق موسكو وواشنطن على خفض ترسانتهما النووية مع إنتهاء حقبة الحرب الباردة.
وأقتبست الصحيفة عن مصدر مقرب من وزارة الدفاع الروسية قوله: quot;واحدة من أهم الخطوات قيد النظر نشر صواريخ نووية في كالينينغراد وبلاروسيا.quot; وأضاف المصدر الذي تسمه الصحيفه: quot;هذه الصواريخ ستوجه نحو أوروبا.. وستكون خطوة مشروعة تماماً.. إذا أرادت أمريكا توسيع قدراتها جيشها في أوروبا، نحن لدينا الحق للتصرف على هذا الأساس.quot;quot;
وينبثق المخطط الروسي خلال أقل من أسبوع من توقيع وزيرة الخارجية الأميركي كوندليزا رايس، اتفاقاً مع حكومة براغ الأربعاء لبناء محطة رادار في جمهورية التشيك.
وتشدد الإدارة الأميركية أن المحطة من الأقسام المهمة ضمن المنظومة الصواريخة لما تمثله من درع دفاعي عن أوروبا والولايات المتحدة ضد هجمات صاورخية قد تشنها جهات مثل إيران وكوريا الشمالية. وتتضمن المنظومة كذلك نشر عشرة صواريخ اعتراضية في بولندا قرب حدودها مع روسيا، ويتوقع اكتمال المشروع بنهاية العام الحالي، وفق الصحيفة.
وتعارض موسكو بقوة الدرع الدفاعي الأميركي بدعوى أنه يدخل في سياق توسع عسكري عدواني أميركي قرب أراضيها.
وفنّد المصدر المزاعم الأميركية بشأن هدف المنظومة لصد هجمات أنظمة مارقة قائلاً: quot;كيف ستشعر واشنطن حيال نشرنا صواريخ اعتراضية في كوريا أو فنزويلاquot;؟quot;، طبقاً لما أوردت quot;التايمز.quot;
ويرى خبراء عسكريون إن موسكو تسعى عبر التهديد بنشر صواريخ في quot;كالينينغرادquot; لإبداء معارضتها لنشر المنظومة الأميركية في بولندا وجمهورية التشيك، واشاروا إلى أن الخطة تتطلب بناء روسيا لصواريخ باليستية جديدة طويلة المدى. وكانت روسيا قد هددت الثلاثاء برد quot;عسكري- تقنيquot; حال نشر الولايات المتحدة منظومة الصواريخ الدفاعية في دول الاتحاد السوفيتي السابق قرب حدودها.
وجاء في بيان صادر عن الخارجية الروسية الثلاثاء:quot; ما من شك بأن اقتراب عناصر من الترسانة الإستراتيجية الأميركية من الأراضي الروسية.. قد يستخدم في إضعاف قدراتنا الرادعة.quot;وتابع البيان: quot;من الواضح أن مثل هذا الوضع يحتم على الجانب الروسي اللجوء إلى تدابير مناسبة لمعادلة التهديدات على أمنها القومي.. إلا أن هذا ليس بخيارنا.quot;
وذكرت الخارجية الروسية في بيانها أنه ما أن يصبح الاتفاق ملزماً بعد إجازة برلمان جمهورية التشيك له وبدء النشر الفعلي لأنظمة الصاروخ الإستراتيجي قرب حدود البلاد، فإن quot;الرد لن يكون عبر الدبلوماسية بل بوسائل التقنية العسكرية.quot;
وكانت روسيا قد اقترحت إقامة منظومة صواريخ دفاعية دولية مشتركة تضم روسيا، والولايات المتحدة، وأوروبا ودول أخرى، إلا أن الولايات المتحدة قابلت المقترح ببرود.
التعليقات