منهم من يعتبر إسرائيل وراء إنفجار غزة
ما يحدث في غزة والضفة.. هل هي بداية إعادة اللحمة الفلسطينية!!؟
نجلاء عبد ربه من غزة:
ينظر الفلسطينيون بترقب شديد للأحداث الحاصلة بين حركتي فتح وحماس في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويعتقد الكثيرون أن ما يحدث ما هو إلا مقدمة لحل يعيد شطري الوطن المجزوء.

ويتفق محللون ومختصون أن غزة والضفة الغربية لن يستطيعا أن ينأى واحد منهما عن الآخر، فكلاهما بحاجة إلى الآخر. ويذهب بعضهم إلى أن ما يجري على الساحة الفلسطينية الداخلية هو ما يؤكد أن الطرفين يشعران بضائقة سياسية وإخفاق وإحباط.

واعتبر الكاتب والباحث الفلسطيني محمد داود أن إسرائيل دخلت من النافذة كما اعتدنا على سلوكها الشاذ في ظل توفر الأرضية المناسبة والخصبة للعب على التناقضات. واتهمها بتدبير عملية اغتيال عناصر من الجناح المسلح لحركة حماس، كي يعود الإقتتال الداخلي من جديد. وقال quot; هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي تقوم فيها إسرائيل بالعبث في مقدرات الصف الفلسطيني المتمثل في مقاومته الباسلة ومناضليه وأطره على الساحة الفلسطينية .

وقال داود quot;مخطئ من يعتقد أن إسرائيل أبرمت صفقة التهدئة وعليه رفعت يدها عن غزة أو أوقفت جرائمها، على العكس تماماً فهي أرادت أن تبين للعالم أنها دولة باحثة عن السلام، ولهذا تركت غزة سابقاً عقب اتفاق غزة أريحا مع منظمة التحرير الفلسطينية، ثم أكملت الانسحاب من جانب واحد عام 2005م ، واليوم هي تؤكد المسألة من جديد وفق اتفاق صفقة التهدئة، فيما أخذت آلياتها وطائراتها التي تتلقى الإشارة من عملائها على الأرض لتقصف وتغتال المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة وغيرهما، بالتالي هي كانت صريحة عندما اشتكت قبل أسابيع عن أهمية تجنيد المزيد من العملاء الجدد في قطاع غزة، والذي يعتبر مرتعا ومنفى لرجال المقاومة والرموز الوطنية، ولهذا العملاء كثر ويمارسون دورهم على أكمل وجه وإن انتقل إلى مرحلة متقدمة من الحساسية المطلقة، أي أن الدور مباشر في الخلاص من المناضلين ولكن ببصمات وأدلة فلسطينية، بهدف تعزيز الانقسام وحدة التوتر والخلاف، لاسيما عندما يقترب الحوار الفلسطيني الفلسطيني خطوة إلى الأمام لرأب الصدع الفلسطيني.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن بدء الحوار الفلسطيني الداخلي خلال زيارته أمس للعاصمة المصرية القاهرة، وهو ما لاقى ترحيبا كبيرا من الفصائل الشعبية الفلسطينية.

وقال أنور جمعة عضو اللجنة المركزية للجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وسكرتير لجنتها الإعلامية، أن أي تأخير في انطلاق الحوار الوطني لن يكون في صالح شعبنا وقضيته الوطنية وسيزيد من حدة الأزمة وسيعمق فجوة الانقسام على الصعيدين السياسي والجغرافي في الوطن مؤكداً أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها شعبنا تتطلب تغليب المصلحة الوطنية العليا ونبذ الخلافات الداخلية ورص الصفوف لمواجهة عدوان الاحتلال ومخططاته التي تستهدف إرباك الساحة الفلسطينية وتشتيت طاقات وإمكانات شعبنا في قضايا ثانوية .

وأدان جمعة الأحداث الأخيرة التي جرت في غزة ومحاولات جر الفلسطينيين لأتون الصراع الداخلي من خلال توتير الأجواء الداخلية بعمليات القتل والتخريب والاعتقال السياسي والاعتداء على حرمة المؤسسات الخاصة والعامة أياً كانت الجهة التي تقف وراءها . وقال جمعة quot;شعبنا وفصائله السياسية بحاجة للحوار الوطني الآن أكثر من أي وقت مضى لمواجهة التحديات الخطرة ومحاولات تكريس الانقسام ليعود شعبنا واحداً موحداً في مواجهة الاحتلال ليتمكن من نيل حقوقه الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال quot;.

الحال نفسه كان مع الجبهة الديمقراطية التي رحبت بالدعوة للحوار الوطني الفلسطيني الفوري التي أطلقها الرئيس أبو مازن، بالرعاية المصرية لهذا الحوار، ووجهت دعوتها لجميع القوى لتوفير أسس نجاحه، وذلك بأن يكون الحوار وطنيا شاملا يضم جميع الأطراف الفلسطينية المعنية، ويهدف إلى تجاوز الانقسام وكسر الحصار وإعادة بناء الوحدة الوطنية الشاملة. وذلك باستناد واستهداف الحوار تنفيذ إعلان القاهرة ووثيقة الوفاق الوطني باعتبارهما وثيقتي الإجماع الوطني، وتنفيذ المبادرة اليمنية، وثيقة الإجماع العربي. والعمل من خلال ذلك على إعادة بناء مؤسسات السلطة و م. ت. ف. على أسس ديمقراطية انتخابية وفق مبدأ التمثيل النسبي.
ونادت الجبهة الديمقراطية بتوفير أجواء ملائمة للحوار، وذلك من خلال تشكيل لجنة تحقيق فلسطينية محايدة بجريمة استهداف سيارة تابعة لكتائب القسام. وأكدت أن الحوار والطرق السلمية هي السبيل لحل الخلافات الداخلية، وتدعو إلى نبذ كل أشكال العنف والقمع في العلاقات الداخلية الفلسطينية.


وكانت كتائب العودة، جناح مسلح تابع لحركة فتح، نفت أي صلة لها بالتفجير الذي استهدف عناصر من كتائب القسام في قطاع غزة. وقالت quot;إن كتائب العودة براء من هذا العمل القذر والداميquot;.

وحذرت كتائب العودة من laquo;quot;اللعب على التناقضات التي يغذيها الاحتلال بالتخريب عبر عمليات اغتيال للنواة الصلبة المقاومة وآخرها وضع عبوة لإخوتنا في حركة حماس مرفقة ببيان مزور باسم كتائب العودة وكتائبنا براء من هذا العمل القذر والداميquot;.

واعتبرت الكتائب أن الحوار الوطني هو طريق الخلاص من الفوضى السياسية والأمنية. ودعت quot;جميع الثوار والمجاهدين إلى أن يتذكروا أن الثورة قد انطلقت من أجل إزالة هذا الاحتلال من جذوره لا التعايش في ظلاله!quot;.

وجدد حركة حماس تحميلquot; قيادات تيار فتح الهارب من غزة quot;المسؤولية الكاملة عن ارتكاب مجزرة شاطئ غزة .واعتبرت الحركة تصريحات الرئاسة الفلسطينية بأن الجريمة ناتجة من خلافات داخلية quot;هي محاولة للتستر على دور فتح في الجريمة. وقالت حماس quot;إن تصريحات مستشار الرئيس الفلسطيني نبيل أبو ردينة بأن الجريمة ناتجة من غياب السلطة الشرعية عن غزة وأنها ستستمر إذا ما استمر غياب السلطة الشرعية هو دليل على الدوافع السياسية لهذه الجريمةquot;.

وقالت حماس على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري quot;إن مداهمة بعض المؤسسات جاء على خلفيات أمنية وقد تمت مصادرة كميات من المتفجرات من الكثير من هذه المؤسسات عدا عن استخدام بعضها كأداة للتحريض والتآمر لإعادة الفلتان الأمني لغزةquot;.

ووصفت حركة حماس تصريحات الرئيس محمود عباس في القاهرة بشأن بدء الحوار بعديمة الجدوى وتهدف إلى صرف الأنظار عن مجزرة غزة على حد قولها.

ورغم التصريحات النارية من الطرفين، إلا أن الجميع يتفق على ضرورة إعادة الحوار الفلسطيني الداخلي وعودة الأمور لسابق عهدها.. ويبقى السؤال الذي لن يجيب عليه سوى الساسة الفلسطينيين، هل آن الأوان للحُمة الفلسطينية!!؟.