اتصالات عاجلة لعقد مؤتمر حوار في القاهرة بأسرع وقت
تحرك الجامعة ومصر لاحتواء الصراع بين فتح وحماس
نبيل شرف الدين من القاهرة:
وسط أجواء من الإحباط تحاصر المسؤولين المصريين عن التعامل مع الملف الفلسطيني، إثر المصادمات الدامية التي شهدها قطاع غزة بين أنصار حركة (فتح) والميليشيات المسلحة التابعة لحركة (حماس)، فقد أكد مصدر سياسي في القاهرة أن بلاده ستواصل إجراء اتصالاتها مع قيادات الحركتين لاحتواء الاحداث في قطاع غز، وأوضح المصدر أن القاهرة دعت لوقف الاعتقالات السياسية، والإفراج عن جميع المعتقلين لإنعاش المساعي لتحقيق المصالحة الفلسطينية التي أرسلت مصر دعوات إلى الفصائل لإطلاقها .

في غضون ذلك قال محمد صبيح الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية للشؤون الفلسطينية إن أمينها العام عمرو موسى يجري حالياً quot;اتصالات مكثفةquot; مع قيادات الحركتين لوقف الصراع الدائر بينهما في قطاع غزة، والذي شهد يوم أمس السبت مصادمات دموية بين مسلحي (حماس) وأفراد من عائلة quot;حلسquot; الموالية لحركة (فتح)، والتي أسفرت عن مقتل تسعة وإصابة 95 آخرين، وأضاف أن اتصالات موسى مع الجانبين quot;على مدار الساعة بهدف عودة الجميع لصوابهم ورشدهمquot;، على حد تعبيره .

وفي العاصمة المصرية قال مسؤول سياسي رفيع المستوى لـ (إيلاف) إن بلاده تتابع بقلق بالغ تطورات الأوضاع الداخلية في قطاع غزة، كما تجري اتصالات مكثفة مع قيادات الطرفين لوقف الانفلات والتدهور أكثر من ذلك، لافتاً إلى أن القاهرة تكثف مشاوراتها مع قيادات الطرفين من أجل إطلاق الحوار في القاهرة بأسرع وقت ممكن، بهدف تحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، كما أشار أيضاً في هذا الصدد إلى أن مصر درست جيدا أسباب انهيار اتفاق مكة للعمل على تلافيها لدى إبرام أي اتفاق جديد .
ترتيبات الحوار
ووفقاً لنص الدعوة الرسمية التي وجهتها مصر لقادة الفصائل الفلسطينية فقد حملت ثلاثة أسئلة أساسية قبيل الانخراط في الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني، وهي: مدى توافر إرادة التوصل إلى إنهاء حالة الانقسام، وطبيعة الأهداف المرجوة من الحوار وما إذا كانت هذه الأهداف تتعلق بالاتفاق على تشكيل حكومة وحدة فلسطينية، أو الاتفاق على مشروع وطني يلتقي الجميع حوله، وتمثل العنصر الثالث في القضايا الرئيسية التي ستشكل أجندة الحوار .

وقالت مصادر دبلوماسية مصرية، إن القاهرة لم تحدد موعداً لعقد هذه المحادثات، التي ينتظر أن تشارك فيها قيادات تمثل 14 فصيلاً وتنظيماً فلسطينياً، وأوضحت المصادر أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى سيكون على اطلاع تام بهذه التحركات، لافتة إلى أن الجهود المصرية ستكون تمهيدية لتهيئة الأمور أمام الجامعة العربية لرعاية الحوار ما بين الفصائل الفلسطينية، وتحديداً بين حركتي فتح وحماس استناداً للمبادرة اليمنية .

وأوضحت المصادر ذاتها أن مباحثات القاهرة سوف ترتكز على طبيعة الردود التي ستتلقاها مصر على هذه الاستفسارات وبما يساعد على أن تتبلور في النهاية رؤية مصرية شاملة للحوار، استنادا إلى الرؤى والمفاهيم التي سيطرحها عليها قادة التنظيمات عندما يلتقون بالمسؤولين المصريين في القاهرة في إطار ثنائي في البداية .

وقبل أيام أجرى وفد من قادة (حماس) برئاسة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة محادثات بالقاهرة، حول صفقة تبادل الأسرى مع إسرائيل، وقضية التهدئة في قطاع غزة .
من جانبه قال نبيل عمرو السفير الفلسطيني في مصر، إن القاهرة تعد حالياً الترتيبات النهائية لاستضافة حوار بين حركتي فتح وحماس. وأكد أن الرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يحرص على أن تكون القاهرة عاصمة لرأب الصدع الفلسطيني، لافتاً إلى أن عباس وجد استعداداً إيجابياً من مصر لاستفاضة حوار بين حماس وفتح أثناء لقائه أخيراً مع الرئيس حسني مبارك .

كذلك دعا عمرو إلى انتخابات مبكرة باعتبارها المخرج الديموقراطي، مؤكداً أن الانتخابات لن تجري إلا بتوافق وطني، قائلاًً نحن نمشي فوق حقل من الألغام، وإذا لم تكن هناك دقة في الخطوات، ربما تعود الأمور إلى نقطة الصفر .