بيروت: بدأ مجلس النواب اللبناني مساء الجمعة مناقشة البيان الوزاري الذي اقرته حكومة الوحدة الوطنية السبت الفائت، ومحوره القضية الشائكة لسلاح حزب الله. وهي المرة الثانية يلتئم فيها مجلس النواب خلال 22 شهرا، بعدما عقد جلسة في 25 ايار/مايو الفائت لانتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
واصيب عمل البرلمان بالشلل لاكثر من عامين جراء ازمة سياسية حادة بين الغالبية المناهضة لسوريا والمدعومة من الغرب والمعارضة القريبة من دمشق وطهران، على خلفية تقاسم السلطة. وقبل ان يتوالى النواب اللبنانيون على الكلام، تلا رئيس الوزراء فؤاد السنيورة نص البيان الوزاري الذي يمنح البرلمان على اساسه ثقته للحكومة في ختام جلسات المناقشة.
ثم القى السنيورة كلمة مكتوبة اكد فيها انه quot;ما عاد مقبولا ارتهان ارواح المواطنين واستقرارهم وامنهم بذريعة اي هدف كان، فالغاية لا تبرر الوسيلة، ووطننا ليس حقل تجارب او ساحات. ما عادت المغامرة ممكنة، ولا عادت الخسارة مقبولة. ما عاد المواطن اللبناني يتحمل المجازفاتquot;.
وكان يشير في ذلك الى الحرب التي شنتها اسرائيل على لبنان في صيف 2006 ردا على قيام حزب الله باسر اثنين من جنودها في عملية على الحدود اللبنانية الاسرائيلية. وقد استمر هذا النزاع العسكري 33 يوما ولم ينته الا بصدور القرار الدولي 1701 الذي نص على انهاء الاعمال الحربية.
واضاف السنيورة quot;يريد اللبنانيون مرجعية واحدة ووحيدة يأمنون اليها وتحمي حقوقهم ومصالحهمquot;. واثار هذا الكلام اعتراض نواب حزب الله الذين كانوا حاضرين في الجلسة. وعقدت لجنة صياغة البيان التي شكلتها الحكومة اربع عشرة جلسة خلال 22 يوما لحسم الخلاف بين الفريقين حول البند المتعلق بسلاح حزب الله.
وتضمن البند المتعلق بالمقاومة quot;تؤكد الحكومة حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني المحتل من قرية الغجر او استرجاعها والدفاع عن لبنان في مواجهة اي اعتداء والتمسك بحقه في مياهه وذلك بكل الوسائل المشروعة والمتاحةquot;. وطلب وزراء يمثلون الاكثرية اضافة عبارة quot;في كنف الدولةquot; الى هذا البند، لكن هذا الاقتراح لم يؤخذ في الاعتبار.
واصرت المعارضة على تضمين البيان نصا صريحا يشرع مقاومة حزب الله المسلحة لاسرائيل، فيما تمسكت الاكثرية بوضع هذا الحق في يد الدولة او بعدم ذكر المقاومة وترحيل قضيتها الى الحوار الوطني الذي سيدعو اليه رئيس الجمهورية.
وسلاح حزب الله هو من الموضوعات الخلافية التي ادت الى ازمة سياسية استمرت نحو عام ونصف عام وانتهت باتفاق الدوحة الذي ابرم في 21 ايار/مايو الماضي وسمح بانتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ استمر ستة اشهر في سدة الرئاسة وبتشكيل حكومة وحدة وطنية تطلب الاتفاق عليها 45 يوما.
هذا ورفع رئيس المجلس النيابي جلسة مناقشة البيان الوزاري لحكومة الوحدة الوطنية إلى الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم غد.
رئيس البرلمان الاوروبي يتفقد قوات اليونيفل في جنوب لبنان
من جهة تفقد رئيس البرلمان الاوروبي هانز غيرت بوترينغ قوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل). وبدأ بوترينغ جولته في الجنوب بزيارة المقر العام لليونيفل في الناقورة واجتمع بقائد قوات اليونيفل الجنرال باولو غراتسيانو واطلع منه على مهمات هذه القوة في شتى الميادين.
وانتقل بعد ذلك الى مقر قيادة القطاع الغربي حيث كان في استقباله مع مرافقيه وعدد من النواب الاوروبيين قائد القطاع الغربي الجنرال فنسنزو يانوتشيللي وعدد كبير من الضباط الدوليين ثم انتقل الى منطقة بنت جبيل وتفقد القوات الدولية فيها.
وكان بوترينغ الذي وصل الى بيروت الاربعاء الماضي قد التقى امس رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب بالاضافة الى وفدين نيابيين من قوى الاكثرية والمعارضة. واكد بوترينغ خلال لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين حرص الاتحاد الاوروبي على سيادة لبنان والتزامه دعم مسيرة السلام في منطقة الشرق الاوسط. يذكر ان اوروبا تساهم في العدد الاكبر من جنود قوات الطوارىء الدولية البالغ نحو 13500 عسكري.
التعليقات