محاولة فرار فاشلة أخرى في السجن المركزي بالقنيطرة
سلفيون يتحدون مع معتقلي الحق العام لتكسير قضبان السجون

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء :خلال الشهور ألاخيرة كانت الانباء إما تتعلق بمحاولة فرار جماعية لسلفيين أو عمليات هروب فردية لسجناء الحق العام ، غير أنها المرة الأولى التي يضع فيها الطرفين معا يديهما في يد بعضهما لتكسير قضبان السجون ، في حادث أعاد إلى السطح تنامي محاولات الفرار ، خلال السنة الجارية ، في وقت كثر الحديث عن إصلاح السجون ومدى تواطئ الحراس في ذلك .

وجاءت هذه المحاولة بعد أن تمكن سجين يدعى حسن الخداوي ، المحكوم بالمؤبد ، من حفر نفق في زنزانته الانفرادية ، بمساعدة خمسة معتقلين من الحق العام ، بواسطة قضبان حديدية ، غير أن جولة استطلاعية للحراس أحبطت هذا المخطط ، قبل دقائق من بلوغ مرحلته النهائية .

ومباشرة بعد إخطارها بالحادث ، فتحت السلطات الأمنية تحقيقا معمقا في الحادث ، في حين قام مسؤول بالمندوبية العامة للسجون وإعادة الإدماج ، بزيارة تفقدية للسجن المركزي في القنيطرة ، الذي كان قبل شهور مسرحا لعملية فرار جماعية لتسعة معتقلين من السلفية الجهادية ، من بينهم محكومين بالإعدام والمؤبد وعشرين سنة سجنا ، سقط سبعة منهم في قبضة عناصر الشرطة ، في حين ما زال البحث جاريا عن اثنين آخرين محكومين بالمؤبد .

وعرفت هذه السنة مجموعة من عمليات الفرار، منها واحدة لاثنين من الحق العام من سجن طنجة (شمال المغرب)، وواحدة بالناظور لبارون مخدرات، وأخرى لسجناء أحداث، جرى اعتقالهم جميعا، إلى جانب محاولة هروب لمعتقلين سلفيين خطيرين، من بينهم محسن بوعرفة وتوفيق الحنويشي.

وتواصل الأجهزة الأمنية بحثها عن اثنين من السلفيين التسعة الفارين، ويتعلق الأمر بكل من هشام العلمي (المحكوم بالمؤبد)، ومحمد مهيم (المحكوم بالمؤبد)، الذين يتحدران من دوار السكويلة الذي انطلق منه انتحاريي الدار البيضاء في 2003.

وأظهرت التحريات أن الهاربين كانوا يسعون إلى التسلل لخارج المغرب، في آب (أغسطس) المقبل عبر قوارب الموت إلى أوروبا.وكان أغلب هؤلاء الفارين اعتقلوا في مدينة الدارالبيضاء، وينتمون إلى خلايا متفرقة، من بينها خلية تادارت، التي تشير الأبحاث التمهيدية للأجهزة الأمنية، عقب اعتداءات 16 ماي، أن عبد الله بوغمير بويع أميرا عليها.

وكانت هذه الخلية تتكون من 14 فردا، وتهيء لهجومات إرهابية على منشئات اقتصادية وأخرى سياحية بمدينة أكادير، من بينها معمل الغاز بآنزا ومبنى لشخصية وازنة بالطريق الرئيسية في اتجاه تاغازوت، والميناء التجاري لأكادير.

وبهدف تنفيذ مخططاتهم الإرهابية، كان أعضاء الخلية يسعون إلى الحصول على المتفجرات لاستعمالها خلال الهجومات المرتقبة، وتمكنوا من الحصول على كمية منها من خلال سطوهم على المقالع التابعة لمعمل الإسمنت الموجودة بمنطقة تادارت، التي حولوها إلى قاعدة خلفية لهم.

وتبلغ أقصى العقوبات الحبسية عن فرار معتقل، بمقتضى أمر قضائي أو حكم من أجل جنحة أو جناية، إلى خمس سنوات، إذا ما استعمل العنف ضد الأشخاص أو التهديد أو الكسر أو ثقب السجن، حسب منطوق الفقرة الثانية من الفصل 309 من القانون الجنائي.

وكشفت مصادر مقربة من السلفيين أن السلفيين السبعة الذين وقعوا في قبضة الأمن، ويوجدون حاليا في سجن سلا، يستعدون لسرد مغامرتهم بعيد عن القضبان، والمسالك والأماكن التي قصدوها، قبل إيقافهم في كل من حي المحيط بالرباط وقرية السخينات بضواحي فاس وحي الإنبعاث في سلا، وبمدينة مكناس.

وذكرت المصادر أن السجناء يستعدون لكتابة مغامرتهم، وكدا سيناريو هروبهم والوجهة التي كانوا سيقصدونها، خاصة أنهم خططوا للتسلل إلى خارج المغرب آب (أغسطس) المقبل.وفتحت عدد من الهيئات الحقوقية، عقب هذه الحوادث، ملف السجون وطالبت في أكثر من مرة باعتماد مخططات لإصلاحها.