الحكيم: نسعى لإنهاء وجود القوات الأجنبية خلال 3 سنوات
كربلاء اجتازت نصف شعبان بلا صدامات أو شعارات طائفية

حشود الزائرين في كربلاء لزيارة النصف من شعبان
أسامة مهدي من لندن: اجتازت مدينة كربلاء العراقية اليوم مراسم زيارة النصف من شعبان ذكرى ولادة المهدي الامام الثاني عشر للمسلمين الشيعة متجنبة تكرار الصدامات المسلحة التي شهدتها خلال المناسبة نفسها العام الماضي بين القوات النظامية ومسلحي جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر واسفرت عن مقتل واصابة المئات حيث بدت المدينة اكثر هدوءا حاليا الامر الذي مكن حوالى المليون زائر بينهم 7 الاف و500 اجنبي ينتمون الى 15 بلدا من إحياء المراسم بهدوء رغم حرارة الطقس التي تجاوزت الخمسين درجة مئوية .. بينما اكد زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم ان العراق يسعى إلى إنهاءِ مهمةِ وجودِ القواتِ الاجنبية ضمن افق ٍزمنيٍ محددٍ لا يتجاوز الثلاثَ سنوات.

ومنذ الليلة الماضية أخذت مراسم الزيارة تقترب من ذروتها لتصلها صباح اليوم الاحد حيث ظل الزائرون محتشدين في المنطقة الفاصلة بين مرقدي الامام الحسين بن علي بن ابي طالب واخيه العباس والبالغ طولها 300 متر وحول ضريحيهما وهم يؤدون الصلاة ويقرأون القرآن ويرددون الادعية الدينية . ولم تشهد المراسم هتافات ضد الحكومة او ضد بعض الاحزاب السياسية الدينية واختفت الشعارات الطائفية وصور الرموز الدينية منها كما حصل العام الماضي ما اشعل صدامات مسلحة دامية افسدت المراسم وانتقلت الى العاصمة بغداد ومدن اخرى .

وقد أكد وزير الداخلية جواد البولاني نجاح الخطة الأمنية للزيارة وقال في مؤتمر صحافي في كربلاء اليوم ان خطة زيارة النصف من شعبان نجحت نجاحا ملموسا وأثبتت الأجهزة الأمنية أنها قادرة على تنفيذ المهام التي توكل إليها . واشار الى ان الاجهزة الأمنية وبدعم ملحوظ من المواطنين قد مسكت الأرض قبل موعد الزيارة بنحو أسبوعين quot;وهذا ما فوت الفرصة على أعداء العراق من تنفيذ مآربهمquot;. واوضح أن من اسباب نجاح الخطة الأمنية الاخرى هو العمل المتناغم والمدروس بقيادة غرفة عمليات شاركت فيها خمس مديريات شرطة في محافظات كربلاء وبغداد والديوانية والنجف والمثنى اضافة الى أفواج خاصة وأفواج طوارئ من القوات المركزية في وزارة الداخلية.

كلمتان للحكيم والمالكي

وفي كلمة له بالحشود تحدث زعيم الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم عن دعم العراقيين وتأييدهم quot; لحكومتهم المنتخبة في القضاء على الارهاب والخارجين عن القانون وترسيخ دعائم الدولةquot; وألقاها نيابة عنه نجله عمار الحكيم رئيس منظمة شهيد المحراب الثقافية الخيرية . واشار سماحة ُالسيد ِالحكيم في جانبٍ من كلمتهِ الى الانتخاباتِ المقبلةِ مؤكداً اهمية َتدقيقِ الناخبينَ في اسماءِ المرشحينَ والحرصِ على منحِ الاصواتِ لمن يخدمونَ الوطن. ودعا الى الاسراعِ بعملياتِ الاعمارِ وتقديمِ الخدماتِ للمواطنينَ مُحذراً من تسييسِ الخدماتِ التي تُعَدُ حقاً للمواطنِ وواجبا ًعلى الحكومة. وثمن النجاحاتِ التي حققتْها المحافظاتُ في مجالِ الاعمارِ والخدمات ودعاها ِالى الاسراعِ في عَقدِ اتفاقياتِ استثمارٍ كما طالب الهيئاِتِ المختصةَ بتسهيلِ تطبيقِ قانونِ الاستثمارِ و الوزاراتِ بإعطاء ِالمحافظاتِ مزيداً من الصلاحياتِ التي نصَ عليها الدستور. وشدد على وجوب ِتحقيقِ السيادةِ الكاملة عبرَ الخروجِ من الفصلِ السابع لميثاقِ الامم المتحدة مشيراً الى أن العراقَ يسعى إلى إنهاءِ مهمةِ وجودِ القواتِ الاجنبية ضمن افق ٍزمنيٍ محددٍ لا يتجاوز الثلاثَ سنوات.

ومن جانبه قال حزب الدعوة الاسلامية بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي quot; لا يخفى على أبناء شعبنا العراقي العزيز في هذه المرحلة وبعد التحسن الكبير الذي شهده العراق على كل المستويات ضرورة ان يكون القانون والدستور هما الحكم الفصل فيها لتسير عجلة العملية السياسية كما حددها وضحّى من اجلها أبناء العراق بدمائهم وبذلوا في سبيلها الكثير من التضحيات حين زحفوا الى الانتخابات وحين رفضوا الإرهاب والعنف والعصابات وكل أشكال التطرف التي لم تجر إلى العراق إلا الخراب والدمار وهاهم سائرون خلف حكومتهم الوطنية المنتخبة نحو دولة العدل والقانون على أسس المواطنة الصالحة وسيادة القانون واحترام الرأي والرأي الآخر وحفظ الحقوق ونيل الحريات وبناء المؤسسات الدستورية الوطنية العراقية من اجل الإسراع بتحقيق السيادة الكاملة للعراق على كامل ترابه العزيزquot; كما اشار في رسالة الى العراقيين بالمناسبة وصلت نسخة منها الى quot;إيلافquot; .

7 الاف و500 زائر أجنبي بينهم الف و500 خليجي

هيلكوبتر عراقية فوق ضريح الامام الحسين في كربلاء
ومع ان عدد الزائرين كان اقل من العام الماضي بسبب المخاوف الامنية وحرارة الجو الا ان عددهم مع ذلك قد تجاوز المليون بعد ان وصل الى المليونين العام الماضي . ورغم الهدوء الذي ساد المراسم الا ان حشود الراجلين من المدن العراقية الى كربلاء (110 كم جنوب غرب بغداد) قد تعرضوا خلال الايام الثلاثة الماضية لتفجيرات انتحارية استهدفتهم على الطرقات المؤدية الى المدينة منذ ان بدأوا مسيراتهم يوم الاثنين الماضي . فقد قتلت انتحارية فجرت نفسها بحزام ناسف الخميس الماضي 19 زائرا وأصابت 75 اخرين عندما كانوا يسيرون بالقرب من منطقة الاسكندرية جنوب بغداد. كما انفجرت سيارة ملغومة مساء الجمعة في محطة للحافلات كان الزائرون يتجمعون فيها في مدينة بلد شمال بغداد ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص واصابة 40 اخرين. وايضا استهدف انفجار سيارة ملغومة زائرين في بغداد كانوا متوجهين الى كربلاء أمس السبت مما أسفرعن مقتل ستة واصابة عشرة آخرين .

وكانت كربلاء شهدت خلال الزيارة الشعبانية السابقة في الثامن والعشرين من آب (أغسطس) العام الماضي مواجهات مسلحة بين القوات الأمنية وعناصر جيش المهدي أسفرت عن مقتل وجرح المئات من المواطنين وقوات الأمن العراقية. وكانت السلطات تخشى أن تتعرض المدينة إلى اختراقات أمنية تزامنا مع الزيارة هذا العام خصوصا أن انفجارا وقع في إحدى حافلات نقل الركاب الصغيرة في المدينة الاسبوع الماضي هو الثالث من نوعه خلال شهرين.

وبحسب مصادر رسمية عراقية فإن من بين مليون شخص احيوا مراسم الزيارة كان هناك 7 الاف و500 اجنبي معظمهم من الايرانيين وبينهم حوالى الف و500 من دول خليجية مختلفة في مقدمتها البحرين والامارات والسعودية . وبسبب الاجراءات الامنية المشددة عند مداخل المدينة فإنه توجب على الزائرين المرور عبر نقاط عسكرية عدة لتفتيشهم والتدقيق في هوياتهم فإن الوصول من هذه المداخل الى وسط المدينة كان يستغرق حوالى اربع ساعات .

إجراءات أمنية وصحية احترازية

وجرت المراسم وسط اجراءات أمنية مشددة لضمان سلامة الزائرين حيث تم منع حمل الاسلحة وصور الرموز الدينية او ترديد الشعارات الطائفية والاقراص المدمجة المحرضة على العنف فيما أشرف 40 الف عسكري بينهم الفا أمراة على تأمين مراسم الزيارة بينما قامت الطائرات العراقية بمسح المناطق المحيطة بالمدينة ورصد تحركات العناصر المشبوهة . كما تم تقسيم المدينة إلى ثمانية قواطع أمنية توزع حولها نحو 40 ألف عنصر من قوات وزارات الداخلية والجيش والأمن الوطني وألفي عنصر نسوي قمن بتفتيش النساء. وكان دور القوة الجوية العراقية فاعلا في الخطة الأمنية حيث قامت بمسح جوي لجميع مناطق محافظة كربلاء الصحراوية والبساتين والطرق والمسطحات المائية قبل وأثناء الزيارة .

وقد تم نشر أربعة أفواج في عشر مواقع استراتيجية عملت كقوات للطوارئ والاحتياط تم تدريبها وتجهيزها بدرجة عالية بالإضافة إلى نشر مئات القناصين على أسطح المباني في وسط المدينة وأطرافها للسيطرة على الأرض والمسلحين . وتم ايضا نصب عشرات الأبراج والكاميرات التلفزيونية في الساحات والتقاطعات والمداخل الحيوية للمدينة لمراقبة التحركات المشبوهة وكذلك نشر فوجين للتدخل السريع وفض الشغب في وسط المدينة مع إشراك ثلاثة أفواج من القوات الخاصة والرد السريع وثلاثة أفواج من مغاوير الداخلية لتقديم الدعم والإسناد للأجهزة الأمنية الأخرى . وشاركت 2000 من العناصر النسوية تم توزيعها على السيطرات الخارجية والداخلية للمدينة بتفتيش النساء بالإضافة إلى نشر مفارز خاصة من مديرية مكافحة المتفجرات مزودة بأحدث الأجهزة والمعدات للكشف عن الأسلحة والمتفجرات مع توزيع أجهزة الكترونية مع مفارزها من مديرية الجرائم والجنسية والمرور لتدقيق هويات القادمين والكشف عن أسماء المطلوبين وأصحاب الهويات المزورة والسيارات المسروقة مثلما تم تجهيز الشرطة النهرية بالزوارق والأسلحة والمعدات بهدف إحكام السيطرة على بحيرة الرزازة القريبة .

وشهدت الزيارة اجراءات إدارية وخدمية وصحية عديدة من بينهما توزيع الكوادر والمفارز الطبية على ثلاثة محاور وفد منها الزوار إلى كربلاء إضافة إلى الطرق الزراعية بما لا يقل عن 20 كم عن مركز المدينة . ونفذت دائرة الصحة عمليات استنفار للمستشفيات والمراكز الصحية والمفارز الطبية . وقد تم اخلاء 50% من أسرة المستشفيات تحسبا لأي طارئ وتوفير رصيد من الأدوية والمستلزمات الطبية خاص بالزيارة كما أن 90 سيارة تابعة للصحة بينها 70 سيارة إسعاف و20 سيارة خدمية وضعت في الخدمة إضافة إلى توزيع 44 مفرزة طبية وتحديد 7 مستشفيات بينها اثنان أهليان لاستقبال الحالات الطارئة فضلا عن توفير 500 قنينة دم في مركز الدم .