بيروت: تنطلق الخميس المقبل جلسات حكومة العهد الأولى فعلياً وعلى جدول أعمالها أكثر من بند شائك ويتوقع أن تقرّ اقامة العلاقات الديبلوماسية مع سوريا وفقاً للآلية التي تقررت في القمة اللبنانية ndash; السورية بدمشق. ويفتح عقد استثنائي لمجلس النواب حيث في انتظاره الكثير من مشاريع واقتراحات القوانين الموضوعة في درج ساحة النجمة جراء اقفال ابواب المجلس لاشهر عدة بالاضافة الى ورشة اقرار قانون الانتخاب. كذلك سيعود الزخم الى الجهود المبذولة لاطلاق طاولة الحوار برعاية الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا. وفي خطوة لافتة في توقيتها ومضمونها وانعكاساتها امنياً وسياسياً، يوقع حزب الله والقوى السلفية صباح اليوم quot;وثيقة تفاهمquot; لتنظيم العلاقة بين الطرفين وتنفيس الاحتقان في الساحة الإسلامية.

وذكرت صحيفة quot;النهارquot; ان العقد الاستثنائي لمجلس النواب يبدأ غدا وينتهي في 20 تشرين الأول، وستكون على جدول الاعمال جملة مشاريع قوانين وتشريعات مهمة تتناول قضايا تتصل بحقوق المواطنين والمسائل الاقتصادية والاجتماعية الملحة وكذلك اقرار قانون الانتخاب الجديد. كما اشارت الصحيفة الى ان مجلس الوزراء سيواجه في القريب ضرورة بت مسألة التعيينات العسكرية والامنية والادارية بدءاً بتعيين قائد الجيش. واذ لم تقلل المصادر الوزارية من شأن الصعوبات التي تعترض الاتفاق على هذه التعيينات، افادت quot;ان المشاورات جارية منذ مدة بين المعنيين للتوافق على الاسماء المرشحة لمنصب قائد الجيش وبعض قادة الاجهزة الامنية الاساسية الاخرى، مما يوحي بأن الامر سيطرح ضمن سلة توافقية كاملة.

ولم تخف وجود آراء ووجهات نظر مختلفة في نحو اربعة او خمسة اسماء مرشحة لمنصب قائد الجيش، موضحة ان التوافق على قادة الاجهزة الامنية الاخرى ومنها مديرية المخابرات في الجيش والمديرية العامة للامن العام ترتبط بالتوافق اولا على اسم قائد الجيش الجديد. وأبلغت مصادر وزارية صحيفة quot;السفيرquot; ان عملية طبخ التعيينات الامنية جارية بعيدا عن الأضواء، لتطرح على مجلس الوزراء بعد إنضاجها، مشددة على ان هذا الأمر يجب ان يعطى الأولوية القصوى بحيث لا يتأخر البت في تلك التعيينات لأنها مرتبطة ارتباطا مباشراً باستقرار الوضع الأمني، مشيرة الى ان اتصالات حثيثة تتم في الكواليس لمعالجة هذه التباينات وتحقيق التوافق حول اسم قائد الجيش الجديد. الى ذلك، علمت quot;السفيرquot; ان بعض الوزراء سيثيرون أيضاً خلال جلسة مجلس الوزراء مسألة الإشكالية المتعلقة بالقرارات والمراسيم الصادرة أيام الحكومة السابقة. ومن المتوقع تشكيل لجنة لدرس ما هو موضع خلاف على هذا الصعيد.

أما على صعيد انطلاق اعمال طاولة الحوار الوطني، فاستبعدت اوساط سياسية مطلعة عبر quot;النهارquot; تحديد موعد قريب لبدء الحوار الوطني في قصر بعبدا نظرا الى عاملين: الاول يتعلق برغبة الحكم والحكومة في انجاز عدد من القرارات الملحة قبل الشروع في الحوار، والثاني يتعلق بعدم الاتفاق بين القوى المعنية بالحوار على آليته التي سيرعاها رئيس الجمهورية. ولفتت الاوساط الى تركيز quot;حزب اللهquot; في الفترة الاخيرة على توسيع لائحة المدعوين الى الحوار وكذلك المواضيع المدرجة في جدول اعماله، في حين ان ثمة قوى اخرى في فريق الغالبية لا تزال تؤثر اقتصاره على المتحاورين الـ14 الذين شاركوا في الحوار السابق مع حصره بموضوع الاستراتيجية الدفاعية، وقالت ان الامر يقتضي مزيدا من التشاور للتوصل الى آلية توافقية قبل تحديد موعد انطلاق الحوار.

إلى ذلك، أبلغ الرئيس فؤاد السنيورة صحيفة quot;المستقبلquot; مساء ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لم يحدد بعد موعداً لبدء أعمال مؤتمر الحوار الوطني وأن موضوع المؤتمر واحد ومحدّد بـquot;الاستراتيجية الدفاعيةquot;، أما إذا أراد أهل الحوار توسيع نطاق البحث فهذا الأمر يناقش. وتساءل: quot;ما هي وظيفة المؤسسات الدستورية، وما هو دور مجلس النواب، هل يمكن أن نلغي هذا الدور؟quot;. ورداً على سؤال عن المطالبة بتوسيع طاولة الحوار قال السنيورة: quot;لكل رأيه في هذا المجال، لكن إذا فتحنا الباب لذلك فسنصبح مثل برج بابلquot;.

وشدد نائب الامين العام لـquot;حزب اللهquot; الشيخ نعيم قاسم امس على انه quot;لا نقطة واحدة على جدول اعمال مؤتمر الحوار. فالاستراتيجية الدفاعية هي واحدة من النقاط وهناك نقاط اخرى ابرزها الرؤية الاقتصادية ومعالجة الوضع الاجتماعي وآلية تنفيذ مقررات الحوار السابق وإبعاد لبنان عن سياسات المحاور الاقليمية والدوليةquot;. وقالت مصادر قريبة من الحزب لـquot;النهارquot; ان توسيع الحوار quot;واقع لا محالة وإن تكن آلية ذلك لم تنضج بعدquot; وتحدثت عن اتجاه الى اقتراح يقضي بأن يطلب رئيس الجمهورية من الموالاة والمعارضة اختيار من يريدون ان يمثلهم الى طاولة الحوار، على ان تحدد حصة كل منهما بما بين خمسة وسبعة اشخاص. من جهة اخرى، وقال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط لـquot;السفيرquot; إن الخطاب الأخير للسيد حسن نصر الله اتسم بالإيجابية، وأضاف معلقاً على التحية التي وجهها نصر الله: هذا أمر جيد بالنسبة الى بيروت والى الجبل بكل أطيافه. نحن ذاهبون الى الحوار على أمل ان تحل كل الامور بالصبر والانفتاح، وإن شاء الله خيراً...

وفي وقت يظهر التنسيق بوضوح بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والرئيس السنيورة وحرصهما على التشاور مع مختلف القوى السياسية ضمن ممارسة كل مسؤول صلاحياته. اشارت quot;النهارquot; الى ان هذا المناخ سيساعد على تجنب المزالق الخطرة في المسائل الحساسة التي ستطرح على الحكومة بدءا بقضية التعيينات، في حين برز تفاهم واضح بين القوى الممثلة في الحكومة على الخطوات الامنية التي تقرر اتخاذها عقب تفجير طرابلس والتي سترى النور تباعاً في اطار السرية التي تقرر التزامها في تنفيذ هذه الخطوات.

وعلى صعيد مفاعيل نتائج القمة اللبنانية ndash; السورية، كشف وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ امس للمرة الاولى وجود لائحة بأكثر من مئة لبناني ينفذون احكاما جنائية في السجون السورية، موضحا عبر الـ quot;LBCquot; ان هذا الامر يستدعي محادثات بين وزارتي العدل في البلدين لمعرفة ما اذا كان ممكناً اكمال مدد محكوميات هؤلاء السجناء في لبنان. وقال ان السوريين quot;حملونا بدورهم لوائح بمفقودين سوريين في لبنانquot;.

مباحثات أردنية لبنانية في بيروت


الى ذلك عقد اليوم وزير الخارجية الأردني صلاح الدين البشير ونظيره اللبناني فوزي صلوخ جلسة مباحثات في بيروت.وقال مصدر لبناني رسمي إن البشير يحمل رسالة من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي يستقبله ظهر اليوم تتعلق بالعلاقات بين البلدين.ومن المقرر أن يلتقي البشير مع رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة.