واشنطن:حذّر خبراء في مجال الإنترنت أن أي اعتداء عسكري أو إرهابي قد يحصل ضد الولايات المتحدة الأميركية، في حال وقوعه، لن يكون باستخدام طائرات أو متفجرات أو حتى انتهاك للحدود الأميركية، بل سيكون هجوماً في الفضاء الإلكتروني، يشنه قراصنة الكمبيوتر، بحيث يكون قادراً على تدمير الاقتصاد والبنية التحتية الأميركية بنفس القوة التي قد يتسبب بها تفجير مدمر.

ويقول خبراء إن الهجوم الذي تعرضت له جمهورية جورجيا الأسبوع الماضي، عندما استبقت روسيا عملياتها العسكرية، بهجوم على المواقع الإلكترونية التابعة لحكومة تبليسي، يؤشر لنوع جديد من حروب الفضاء الإلكتروني، وهي حرب لم تستعد لها الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كامل.

وقال طوم بيرلينغ، المدير التنفيذي في شركة quot;توليب سيستامزquot; لأمن المعلوماتية التي تتخذ من مدينة أتلانتا في ولاية جورجيا مقرا لها quot;لم يتقدم أحد بأي وسيلة لمنع حدوث ذلك، حتى هنا في الولايات المتحدة.quot; وأضاف أن الولايات المتحدة الأميركية من أكثر دول العالم اعتماداً على الشبكة العنكبوتية، مضيفاً أن ذلك يجعل البلاد غير محصنة ضد أي نوع من هجمات قراصنة الكمبيوتر والإنترنت.

وأوضح بشأن حجم اعتماد البلاد على الإنترنت quot;الكثير مما نقوم به (في الولايات المتحدة) موجود هنا على الإنترنت، وكل هذا يمكن القضاء عليه فجأة..quot;

بدوره قال سكوت بورغ مدير معهد United States Cyber Consequences Unitلأبحاث الإنترنت، وهو مؤسسة غير ربحية: quot;هذه قضية خطيرة جداً، أمننا يعتمد وعلى كافة المستويات حالياً، على الكمبيوترات.quot;وأضاف إنها حقبة جديدة بالكامل، فالصراعات السياسية والعسكرية الآن لديها عنصر آخر دائماً، ألا وهو عنصر حرب الفضاء الإلكتروني، مشيراً إلى أن الأهداف الرئيسية لهذه الهجمات ستكون البنية التحتية المهمة، وأن quot;الهجمات ستنبثق من أنظمتنا نحن.quot;

ونقلت شبكة CNN أن قراصنة الكمبيوتر صعدوا هجماتهم المنسقة ضد مواقع الحكومة الجورجية والإعلام والمصارف والنقل، قبل توغل القوات الروسية داخل أراضي جورجيا، ما تسبب بشلها عن العمل.

كذلك قام قراصنة الإنترنت بتعطيل موقع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكشفيلي لأربع وعشرين ساعة، ونجحوا في اختراق موقع البرلمان ببث صور للزعيم النازي أدولف هتلر، في وقت نفت فيه روسيا أن يكون لها أي يد بما حصل.

يُذكر أن المواقع الإلكترونية وأجهزة الكمبيوتر كانت أهدافاً للقراصنة منذ عقود، بالرغم من أن الهجمات المنسقة مازالت تعتبر ظاهرة جديدة.

ويعتقد بعض خبرء أمن المعلوماتية أن الصراع في جورجيا يشهد ولأول مرة هجمات منسقة للقراصنة تزامناً مع حرب ميدانية، إلا أن خبراء آخرين يرون أن هجمات مماثلة على شبكة الإنترنت قد رافقت عمليات عسكرية في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.

ويبقى التحدي الأبرز لخبراء أمن شبكة المعلوماتية في الولايات المتحدة هو أن مثل هذه الهجمات قد يشنها مجهولون من أي بقعة في العالم.


ويشير هؤلاء الخبراء إلى أن شبكة كمبيوترات الحكومة الأميركية تتعرض يومياً للملايين من محاولات الاختراق الفاشلة.

وشكلت وزارة الأمن الداخلي الأميركي هذا العام وحدة لتنسيق جهود الدفاع الاتحادية عبر الإنترنت والرد السريع على المنتهكين، وإن استنتج تقرير للوزارة حصلت وكالة الأسوشيتد برس على نسخة منه، أنه لا يوجد حلول ناجعة لمنع حدوث هجمات منسقة على المواقع الإلكترونية الأميركية.