واشنطن: انعكست المعارك التي اندلعت مؤخراً بين روسيا وجورجيا على توجهات الناخبين الأميركيين، فكان المستفيد الأكبر من تطور الأحداث، المرشح الجمهوري، جون ماكين، الذي نجح في استغلالها لتقليص الفارق بينه وبين خصمه الديمقراطي، باراك أوباما، عبر اللعب على وتر quot;قلة خبرةquot; الأخير في الملفات الدولية، مستفيداً من أحد أسلحة هيلاري كلينتون.
وأظهر مؤشر الإحصاءات والذي يرصد هامشاً وسطياً لكافة استطلاعات الرأي التي تجريها المؤسسات الأميركية المختلفة، أن شعبية ماكين اتجهت صعوداً منذ بداية المواجهة بين موسكو وتبليسي - حليفة واشنطن - فتراجع الفارق بينهما من ثماني نقاط منتصف يوليو/تموز الماضي إلى نقطة واحدة فقط.
وسجل المؤشر الذي يضم متوسط نتائج سبع استطلاعات، أن 45 في المائة من الناخبين سيصوتون لأوباما في الانتخابات المقبلة، في حين سيصوّت 44 في المائة لماكين، وذلك بعد إضافة نتائج استطلاعين جديدين، أحدهما لمؤسسة quot;كوينيبياك أند غالوبquot; والآخر لتايمز وبلومبرغ.
وقال المحلل السياسي بيل شنايدر إن الضربة الروسية لجورجيا سمحت لماكين بتهشيم صورة أوباما بما يتعلق بخبرته الدولية، عبر إظهار عدم درايته بملفات الشؤون الخارجية. وأضاف شنايدر: quot;تعتقد حملة ماكين أن بعض التكتيكات التي استخدمتها المرشحة الديمقراطية السابقة، هيلاري كلينتون، ضد أوباما خلال مرحلة المنافسة على الفوز بالتمثيل الحزبي، وخاصة إثارتها الأسئلة حول قدرته على القيادة، قادرة فعلاً على تحقيق النصر لها.quot;
وأضاف: quot;لقد رد ماكين بحزم على التدخل الروسي في جورجيا، وحذّر من العواقب، بينما كان رد أوباما أكثر تحفظاً، وقد لاحظ الناخبون ذلك، وهذا ما دفعهم إلى الوثوق بخبرة ماكين العسكرية والسياسية.quot; وأكد ديفيد غيرغن، المستشار السابق لثلاثة من الرؤساء الأميركيين، صحة ما توجه إليه شنايدر، قائلاً أن القائمين على حملة ماكين: quot;تحدثوا بوضوح عن أنهم ارتادوا مدرسة حملة كلينتون الانتخابية، وقد تعلموا الكثير منها.quot;
وكانت كلينتون قد عملت بقوة على خط التشكيك بقدرات أوباما القيادية، وذلك من خلال إعلان ساعد على رفع شعبيتها بقوة، جاء فيه: quot;من تفضلون أن يرد على اتصال هاتفي طارئ في الساعة الثالثة فجراً بالبيت الأبيض؟quot; ويقول غيرغن أن أوباما كان قد فاز في معظم انتخابات الولايات التمهيدية على كلينتون قبل أن تعمل حملتها على إطلاق هذا الإعلان الذي قلب النتائج، وضمن لها الفوز في كافة الانتخابات التي تلته، ورفع شعبيتها بأكثر من 500 ألف صوت، وإن كان ذلك لم يمنحها الفوز في نهاية المطاف.
غير أنه يشير إلى أن فرص ماكين في استغلال هذه النقطة أفضل بكثير من فرص كلينتون، وذلك باعتبار أنه يستهدف شريحة مختلفة تماماً من الناخبين، ويؤكد الخبير الإعلامي أن التقدم الذي حققه المرشح الجمهوري مؤخراً، على صعيد الولايات الكبرى، قد يعزز بالفعل حظوظه لكسب الانتخابات.
من جهتها، قالت آلان سيلفرليب quot;لقد خسرت كلينتون أمام أوباما، لكنها أظهرت كيف يمكن أن تلحق ضرراً كبيراً به.quot; ولكن بعض الخبراء جزموا بأن تقدم ماكين قد لا يستمر، وأن أمام أوباما فرصة كبيرة لحماية تقدمه خلال هذا الأسبوع، عبر مشاركته المرتقبة في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، والتغطية الإعلامية التي سترافق ذلك، إلى جانب إعلانه المرتقب عن هوية المرشح لمنصب نائب الرئيس.
التعليقات