باريس : اعتبر رئيس الدبلوماسية الفرنسية برنار كوشنير مساء اليوم أن بلاده ليست في حالة حرب في أفغانستان، مؤكدا أن القوات الفرنسية ستبقى هناك طالما استدعت الحاجة، وأن الانسحاب الآن مستحيل .وأوضح كوشنير أن بلاده لا تريد تحديد موعدا محددا لوجودها في أفغانستان، وقال quot;سنبقى في أفغانستان طالما استدعت الضرورة للشعب الأفغاني ومؤسساته الشرعية من أجل محاولة بناء الديمقراطية التي يأملون بهاquot;، على حد قوله أمام لجنتي الدفاع والخارجية في البرلمان الفرنسي خلال جلسة مخصصة للوضع في أفغانستان بعد مقتل عشرة جنود فرنسيين وجرح 21 آخرين الأسبوع الماضي في كمين نصبه عناصر من طالبان .

ورد كوشنير على أسئلة النواب حول وصف الوضع في أفغانستان بالحرب، قائلا quot;لسنا في حالة حرب، فنحن هناك بمهمة سلام إلى جانب حكومة شرعية وبتكليف من الأمم المتحدةquot;، وأضاف quot;هذه معركة تشبه الحرب، ولكننا لم نعلن الحرب على أحدquot;، وأوضح أن ما يجري في أفغانستان هي quot;عمليات عسكرية قاتلةquot;. ونوه بأن الانسحاب من أفغانستان الآن quot;مستحيلquot;.

وشدد كوشنير على أن quot;مهمتنا في أفغانستان ليست عسكرية فقطquot;، وقال quot;لا نمثل أي امبريالية، ونحن في خدمة الحكومة الأفغانية المنتخبة من قبل الشعب الأفغانيquot;، مشيرا إلى الجهود التي تبذلها بلاده والأسرة الدولية من أجل تأهيل الجيش الأفغاني ودعم عمليات التنمية في أفغانستان. وأقر في الوقت نفسه أن عملية إعادة بناء أفغانستان quot;تسير ببطء شديدquot;.

وميز وزير الخارجية الفرنسي بين فئتين من الطالبان، وقال quot;هناك أولا طالبان قوميين يضمون في صفوفهم مناصرين للملا عمر وهم لا يؤيدون الجهاد وقد يكون هؤلاء محاورين للرئيس حامد كارزايquot;، وأضاف quot;الآخرون هم مؤيدي الجهاد الشامل ولا سبيل إلا مواجهتهمquot;، بالقوة .

ومن جهته أوضح وزير الدفاع هيرفيه موران الذي أدلى هو الآخر بشهادته أمام النواب الفرنسيين أن عدد كبير من الطالبان في أفغانستان اليوم هم من الأجانب الذي يأتون من خارج أفغانستان، واعترض أيضا على كلمة quot;حربquot;، قائلا إن فرنسا لا تملك وسائل جوية كافيةquot;، وأضاف quot;نلهث منذ العام 2001 وراء طائرات مروحيةquot;.

هذا وسيصوت البرلمان الفرنسي في 22 من الشهر المقبل على وجود القوات الفرنسية في أفغانستان بعد مناقشات تتعلق بالإستراتيجية الفرنسية هناك حيث تنشر فرنسا نحو ثلاثة آلاف جندي ضمن قوات حلف شمال الأطلسي.