نيويورك: يحيي الأميركيون، الخميس الذكرى السابعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول الإرهابية التي أوقعت أكثر من ثلاثة آلاف قتيل لقوا حتفهم في برجي التجارة العالميين في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع وفي أحد حقول بنسيلفانيا. ووصفت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الأبيض تلك الذكرى بأنها أليمة بالنسبة للأميركيين وقالت quot; من الواضح أن غدا يوم حزين بالنسبة للأميركيين وربما العديد منكم كان هنا في ذلك اليوم، ويفكرا لرئيس بوش بيوم الحادي عشر من سبتمبر كل يوم، صباحا ومساءً لئلا يحدث هجوم مماثل على البلادquot;.
وفي ردها على سؤال حول شعور الرئيس بوش حاليا بعد سبع سنوات لا سيما أن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة ما زال طليقا حتى الآن، قالت بيرينو: quot;الرئيس بوش كان يعمل ويصدر توجيهاته إلى آلاف الرجال والنساء العاملين في مجال الاستخبارات للمساعدة في العثور على أسامة بن لادن، ونوابه وإعاقة أية خطط للهجوم على الولايات المتحدة مرة أخرى وهو لم يكل أو يتعب، وسنواصل ملاحقته إلى أن يقدّم للعدالةquot;. ويرى المحللون أن الحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة على الإرهاب بعد العمليات التي يقف تنظيم القاعدة وراءها، حققت فقط جزءا من أهدافها وتسببت في أزمات جديدة.
ويقول ألكسي بوتسمان رئيس تحرير مجلة دبلوماتي الفرنسية إن الحرب حمت الولايات المتحدة من أعمال إرهابية جديدة وقللت العمليات في أوروبا، وأضاف quot; لم تحقق الحرب هدفها بالكامل في العراق، ويمكننا القول إن حكومة بوش بدأت تحقيق جزء من الأهداف منذ تولي الجنرال بيترايوس زمام الأمور في العراق، علما بأنه لا علاقة للحرب في العراق مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، لكنها لم تحقق هدفها الأهم وأقصد هنا حربها في أفغانستان حيث زادت الأمور تعقيدا، وأدى ذلك إلى توجيه العديد من مراكز الأبحاث الدولية انتقادات لاذعة ووصف الحرب بأنها فاشلةquot;.
وعن القارة الأوروبية، يقول quot;أما فيما يخص الدول الغربية، فسجل الإرهاب الدولي تدنى، ولم تشهد أوروبا عمليات كبيرة منذ عمليات مدريد، وهذا يعتبر نوعا من النجاح بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الغربية، لكن نلاحظ في الوقت نفسه زيادة العمليات في دول المغرب العربي، وهذا يعود للهوة التي تزيد حدتها بين الطبقة الغنية والفقيرة، والتي سهلت تجنيد المتطرفين والمزيد من الفقراء للقيام بعمليات إرهابية وانتحارية، والحل الوحيد في الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا هو النهوض بالاقتصاد واستعادة الطبقة الوسطى quot;. ورغم عدم تعرض الولايات المتحدة لأي هجوم جديد، قال رئيس تحرير مجلة دبلوماتي إن الحرب على الإرهاب أثرت سلبا على الديموقراطية:
quot; لقد ابتعدت الولايات المتحدة عن الحرص على نشر الديموقراطية بعد أن كانت تتباهي أمام العالم بتلك الميزة. فقد شرعت من خلال غوانتانامو الانتهاكات، وراحت الدول الأخرى تتحجج بمحاربة الإرهاب بانتهاكها لحقوق الإنسان ومبادئ الديموقراطية، وهذه مشكلة كبيرة جدا، ونأمل أن يؤدي التقدم الذي حققته في العراق إلى عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل سبتمبر.quot;
و قال جون غلن المسؤول عن السياسية الخارجية في مؤسسة Transatlantic Trends إن الحرب ضد الإرهاب جنبت الولايات المتحدة فقط التعرض للمزيد من العمليات الإرهابية في الوقت الذي لا يزال العالم مهددا بعد تعرض لندن ومدريد للهجمات وبعد إحباط العديد من المحاولات، كما غيرت رؤية شعوب العالم للوضع العام، وأضاف quot;أعتقد أن التغيير الذي طرأ على أذهان الشعوب كان سلبيا وإيجابيا في الوقت نفسه، لأن هناك من أصبح أكثر إدراكا للخطر المحتمل وكيفية التصدي له، في حين أصبح الآخرون أكثر خشية وقلقا مما قد يحدثquot;. ودعا غلن إلى تغيير الإستراتيجية المتبعة في الحرب على الإرهاب إذا أرادت الولايات المتحدة تحقيق جميع أهدافها.
التعليقات