اعتدال سلامه من برلين: على الرغم من مرور سبع سنوات على العملية التي تعرضت لها الولايات المتحدة في الحادي عشر من شهر ايلول( سبتمبر) عام 2001 وفداحة الاثار السلبية التي نتجت عنها، الا ان وطأة ذلك لم تتراجع انملة بل تفاقم الوضع في كل العالم الغربي وعلى رأسه المانيا، حيث ازدادت الحواجز النفسية بين الجاليات الاسلامية والمجتمع الالماني واتسعت الهوة بينهما خاصة بعد ازدياد نفوذ الجماعات الاسلامية المتشددة وتغلغلها في اوساط عربية بشكل خاص مما دفع السلطات الالمانية الى البحث عن وسائل لم تعد بالنفع حتى الان.
والمشكلة التي ترافق هذه الهوة في ا لمجتمع الواحد تزايد تقوقع الجاليات الاسلامية وتقاذف الاحكام المسبقة بينها وبين افراد المجتمع الالماني مما ادى الى تراجع الثقة والتضامن بعكس ما كان الوضع عليه حتى بداية التسعينات من القرن الماضي. ولقد ادرك عدد من المثقفين الالمان والمسلمين خطورة هذا الوضع وانعكاساته على الحياة في المجتمع الالماني والذي لا بد ان يؤدي الى انقسامات خطيرة. ومن اهم الخطوات التي قامت بها انشاء جمعيات لتقليص الفجوات والتقريب بين المسلمين والمسيحيين. ومن بين هذا الجمعيات التي تقوم باعمال مهمة منذ انشائها قبل ثلاثة اعوام وتعمل بكل هدوء وسرية جمعية سيبيدو اي الهيئة المسيحية الاسلامية للقاء والتوثيق ومقرها فرانكفورت. واهم شركاء هذا الجمعية ديتيب ( اتحاد المسلمين الاتراك للشؤون الدينية ).
وعلى راس مهام جمعية سيبيدو المشاركة في النقاشات الدائرة والمتعلقة بالتعايش بين المسلمين والمسيحيين في المجتمع الالماني واقامة ندوات وحلقات، واغنائها بالمعلومات لوجود مكتبة لديها تحتوي على دراسات وضعها علماء اجتماع ونفس ودين وعدد من المثقفين الالمان والعرب في المانيا وخارجها.
لكن ما هي المواضيع التي يمكن ان تكون او اصبحت مهمة للحوار بين الديانتين السماويتين؟ سؤال وجهته ايلاف الى بيتر هونزلر الباحث في العلوم السياسية واللاهوت والخبير في الشؤون الاسلامية واحد اعضاء الجمعية، كما وانه ليس غريبا عن العالم الاسلامي والعربي لانه عمل لسنوات طويلة في بغداد والرباط وابو دبي والقاهرة ضمن مشاريع المانية ويتكلم العربية بطلاقة.
حسب قوله اقامة الجميعة انشطة وورش عمل ومحاضرات بشكل مستمر ليس من الامور الصعبة لان كل اعضائها على استعداد للتعاون، وهذا اكسبها اصدقاء يمدونها بافكار جديدة وكثيرة من اجل معالجة مشاكل الاندماج والاحكام المسبقة.
ويقصد هونزلر بذلك المشاكل التي ظهرت بعد حادثة ايلول وافسحت المجال امام مجموعات ارهابية لاستغلال النفوس الضعيفة وتجنديها للقيام بمهمات غير قانونية وحتى ارهابية.
واكد الخبير الالماني ان الجمعية تبذل الجهد بهدف توسيع عملها كي تكن رائدة في الحوار والتفاهم ، في نفس الوقت تراقب مراقبة دقيقة الظروف التي يعيش المسلمون في المانيا كي تعالج على صعيد الحكومة لوضع حلول لها . ومن اهم الانشطة التي قامت بها عقد مؤتمر مع الجمعية التركية ديتيب حضرها علماء دين مسلمين ومسيحيين تناول اهمية تشجيع الفهم والتفاهم بين الاديان السماوية الثلاثة عن طريق الحوار والتسامح .
وتحاول الجمعية اليوم فتح افق جديد عبر اجراء حوارات مع جمعيات اسلامية في العالم العربي والاسلامي بناء على مبدأ احترام الاديان وعدم تحويل المبادئ الدينية مفاهيم خاطئة و سلاح في ايدي الارهابيين.
التعليقات